بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الأول 2020 12:02ص سياسة بايدن تجاه الشرق الأوسط

حجم الخط
مع الاعلان عن انتصار الديمقراطي الأميركي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية، من المتوقع أن يعمد الرئيس الجديد إلى عودة التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي. 

وبالمناسبة قال معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تقرير له أن الرئيس بايدن على الأرجح ينوي العودة إلى خطة العمل المشترك بالاتفاق مع طهران إذا قررت ايران الامتثال الكامل لشروط الاتفاق النووي. وكان بايدن قد نشر مقالاً في أيلول 2020 قال فيه نحتاج إلى تغيير المسار بشكل عاجل واعتبر أن سياسة ترامب تجاه ايران منيت بفشل ذريع وخطير لأنها جعلتها قريبة جداً من امتلاك سلاح نووي.

ويرى معهد المجلس الأوروبي أن بايدن وحسب قوله شدد على أن الاتفاق مع طهران يتوقف على وقف تدخلاتها في سوريا واليمن ولبنان وهذا شرط من شروط العودة للاتفاق النووي. 

وبحسب موقع the hill الأميركي قال أرون دايفيد ميلل المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ، الحقيقة هي أن القضية الاسرائيلية الفلسطينية لن تكون على رأس أولويات السياسة الخارجية لادارة بايدن في الشرق الاوسط بل ستكون ايران. وأوضح آرون قائلاً: «إيران هي الأولوية بالنسبة لبايدن لأنها الدولة الوحيدة في هذه المنطقة التي تخلق نوعاً من التوترات والتصعيد المؤدي إلى مواجهة عسكرية ليس فقط بينها وبين اسرائيل لكن أيضاً بينها وبين الولايات المتحدة بشأن الملف النووي». 

أما بالنسبة لفلسطين فيسعى بايدن إلى اعادة التواصل مع السلطة الفلسطينية رغم أنه أعلن بصراحة بأنه لن يقبل بالتراجع عن نقل السفارة إلى القدس وأنه ما بوسعه أن يفعل شيئاً أمام خطة ضم أراضي فلسطينية في الضفة الغربية إلى الدولة العبرية، وأمام تطبيع دول عربية مع إسرائيل. لكن التعويض برأي بايدن ودائماً حسب معهد المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يكون في تجديد المساعدات الأمريكية لفلسطين واعادة فتح البعثة الفلسطينية في واشنطن العودة إلى مسألة حل الدولتين . 

أما رئيس التحرير في اذاعة مونت كارلو الدولية مصطفى طوسي فقد قال بأن هنالك مؤشرات على أن ادارة بايدن ستحاول منح بعض الحقوق للفلسطينيين لكن قصة ابصار الدولة الفلسطينية العادلة النور في عهد بايدن فهذا أمر صعب جداً لأن الرجل هو صديق اسرائيل فضلاً عن انه والديمقراطيين باركوا وهللوا لاتفاقات التطبيع بين اسرائيل وكل من الامارات و البحرين و السودان. 

لكن هنالك سؤال مهم يطرح نفسه على بساط البحث وهو ماذا سيحل بسوق النفط بعدما فاز بايدن؟ 

بتاريخ 28 تشرين الأول 2020 كان جو بايدن قد أشار إلى أنه سيسعى لاعادة ايران إلى الاتفاق النووي الذي وضع في العام 2015 وهذا يعني أن العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب يمكن تخفيفها في نهاية المطاف وهذا سيفتح آفاقاً لأكثر من مليون برميل يومياً من صادرات النفط الخام الإيراني. واليوم وبعد فوز بايدن فإن بنوك وول ستريت بما في ذلك غولدمان ساكس وجي بي مورغن وأربي سي كابيتال ماركت ترى أن ما بين مليون ومليوني برميل يومياً أو أكثر من النفط الخام الايراني سيصل إلى السوق العام المقبل. 

وقالت الخبيرة الروسية ماريا بيلوفا بتاريخ 8 تشرين الثاني 2020 وهي مديرة الأبحاث في مركز فايغون vygon للدراسات التحليلية أن فيروس كورونا وكل ما يمت إليه بصلة لا يزال يمثل عاملاً رئيسياً يؤثر على الأسعار وهذا الوضع سيستمر حتى النصف الاول من عام 2021 . 

في المقابل،أكد الخبير الروسي آرتين دييف في التاريخ عينه وهو رئيس قسم التحليلات في مركز  A market قائلاً قد يكون العامل الرئيسي الذي سيؤثر على سعر النفط هو نية جو بايدن التي أعلن عنها سابقاً في رفع القيود ا لمفروضة على ايران وابرام صفقة نووية، ونتيجة ذلك ستعود ايران إلى سوق النفط بكميات كبيرة من انتاج المواد الخام ما سؤدي إلى زعزعة استقرار الأسعار، والجدير ذكره أن الخبراء الروس كانوا قد أكدوا أن فوز الرئيس بايدن سيخفض أسعار النفط ليصل إلى 25 دولار في النصف الأول من العام 2021 مشيرين إلى احتمال رفع الرئيس الجديد للعقوبات على ايران.

أما بالنسبة إلى الصين فهي تسعى إلى ان تصبح المهيمن الرئيسي على لبنان حسب ما أفادت مجلة فورن بوليسي الامريكية، وفي هذا الاطار أوضحت المجلة أن الشركات الصينية تحاول منذ عقد تقريباً اطلاق مشاريع كبرى في لبنان وذلك ضمن اطار التنافس على الفوز بالورقة اللبنانية مع امريكا ،وتطرقت المجلة إلى اهتمام الصين للشرق الاوسط حول مبادرة الحزام والطريق وتابعت المجلة قائلة، تريد الصين اعادة احياء خطوط الطرق وسكك الحديد المهترئة منذ فترة طويلة الممتدة بين بيروت وطرابلس وذلك وصولاً إلى مدينتي دمشق وحمص السوريَّتين وما بعدهما، وذلك كجزء من بكة بنية تحتية أوسع تسيطر الصين عليها عبر أوراسيا. وختمت المجلة قائلة سيكون الحد من نفوذ الولايات المتحدة في لبنان إذا وصل إلى خواتيمه سالماً، بمثابة مكافئة لخصوم واشنطن.