بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 كانون الثاني 2024 12:00ص شهود من أهل البيت الصهيوني يعترفون بالهزيمة

حجم الخط
يوماً بعد يوم ومع دخول الحرب على أبرياء غزة شهرها الرابع، نستطيع القول أن كل من راهن على هزيمة جيش الكيان الصهيوني يعلم أن ذلك سيستغرق وقتاً قصيراً بعد البدء بأعمال الإبادة الوحشية وقد شق طريق تنبؤه طريق الضياع وخسارة الرهان.
إذ أن هذا النوع من الحروب ولكي يتحقق مبتغاه يحتاج الى بلوغ وطره بأسرع وقتٍ ممكن لتنتصر إسرائيل.
لكن بالنسبة للصهيوني جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن، من هنا كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» بتاريخ 21 كانون الثاني 2024 عن تقرير استخباري أميركي بقول بأن حركة حماس لا تزال قادرة على مواصلة القتال لأشهر طويلة، وأن الحركة ما زالت تمتلك ذخائر تكفي لضرب إسرائيل طيلة كل هذه الفترة. وكان محللون عسكريون قد فادوا الصحيفة بأن تكتيكات حركة حماس تتمثل بالعمل في مجموعات صغيرة ونصب كمائن لتجمعات الجيش الإسرائيلي وبحسب الصحيفة فإن عقيدة اميركا العسكرية تعتبر أن القوة التقليدية التي تخسر ما بين 25 بالمائة و30 بالمائة من مقاتليها تعتبر غير فعّالة قتالياً. لكن هذا لا ينطبق على حركة حماس لأنها تصنّف كمجموعة غير نظامية وتخوض حرباً دفاعية في بيئة حضرية كثيفة ولديها إمكان الوصول الى مئات الأميال من الأنفاق تحت قطاع غزة. وكشفت شهادات جنود في جيش العدو المحتل يشاركون في القتال داخل القطاع في حديث مع موقع «والاه» العبري، إن المقاومة الفلسطينية تستخدم ما يعرف بتكتيك اللدغة التي يقوم بموجبها المقاوم بالخروج بين أعمدة المباني المدمّرة، ويطلق قذائف وصواريخ مضادة للدبابات ومن ثم يختفي من المكان ما يصعب رصده من قبل الطائرات، وأوضح جنود الوحدة في حديثهم مع الموقع الإسرائيلي أن عناصر المقاومة الفلسطينية حماس يطلقون النار من مسافة ليست قريبة وأنهم يستخدمون تكتيكات قتالية تمنع طائرات الإحتلال وجنوده من رصدهم. وأضاف الجنود أن المقاومين يخرجون من تحت الأرض ويستخدمون المنازل المهدمة أيضاً للتنقل وإخفاء أنفسهم فيها. وفي حديثهم عن هذه الإستراتيجية أشار محللون إسرائيليون عديدون الى أن هذا النوع من القتال لا يحتاج الى أعداد كبيرة من مقاتلي حماس للمشاركة فيه، إذ أن هذه العمليات تنفّذ بأعداد قليلة وبشكل مكثف وسريع. وقال العقيد المتقاعد في الجيش البريطاني ريتشارد كيمب، إن ما حدث لقوات لواء النخبة الإسرائيلي لواء الجولاني وانسحابه من غزة بعد أن تعرّض لخسارة 45 بالمائة من معداته وقتل المئات من ضباطه وأفراده أمام كتيبة من كتائب حماس في حيّ الشجاعيّة في غزة بعد معجزة كبيرة. فمن غير المعقول أن يواجه أفراد ومجاميع يمتلكون أسلحة بدائية لا تقارن مع ما يمتلكه أقوى جيش في الشرق الأوسط برّاً وبحراً وجوّاً ويقف خلف هذا الجيش أقوى حلف عسكري وهو حلف الناتو وبمساندة قوات على الأرض ومن دون حلف الناتو خروج لواء جولاني من المعركة وانسحابه من غزة، إن لم يكن فراراً، إذ تشير التقارير بأن أفراد وضباط اللواء يفرّون من أرض المعركة، إذاً ما الذي يمتلكه مقاتلي حماس؟؟ وما هذا الصمود المذهل؟؟ ومن أين تأتيهم الشجاعة ورباطة الجأش؟؟ إسرائيل في حالة جنون ومن يقف خلفها تنتابه الحيرة. إذ لم يبقَ في مخزونهم ومستودعاتهم غير الأسلحة النووية، لضرب مجموعة صغيرة ضربت أروع البطولات التي لا يمكن أن تقاس حسب الموسوعة العسكرية المعروفة. إسرائيل لم تعد تدري ما تفعل وأميركا وأوروبا وأصدقائهم يبحثون عن طريق جديدة للتخلص من ورطة إسمها حماس. وحتى وفرضاً حسب قول الجنرال كيمب وإن انتهت حماس وغزة، فإني أرفع قبعتي تحية لمثل هؤلاء الأبطال الذين رفضوا كل الإغراءات والعيش الرغيد مقابل بيع مبادئهم. وبالمناسبة لقد تحول الناقد والكاتب الفرنسي الشهير ايمانويل تود، خلال الأسبوعين الفائتين الى نجم تلفزيوني في فرنسا وذلك بعد الإعلان عن نشر كتابه الجديد هزيمة الغرب مطلع العام، حيث استضافته وسائل إعلام مرئية وأجرت معه صحف عديدة مقابلات من أجل الحديث عن مولوده الجديد المثير للجدل من هذا الكتاب بقوله أن الغرب اليوم ليس مستقراً بل أنه مريض خصوصاً بعد أن وقع في الفخ الذي نصبته الولايات المتحدة لروسيا في أوكرانيا منذ العام 2005، يومها هيأ الغرب الظروف لظهور قومية أوكرانية يمينية متطرفة منذ العام 2014، فتسببت بتورّط روسيا في الحرب ضد أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي الناتو في العام 2022. لكن تود توقع هزيمة الناتو في أوكرانيا ويعتبر أن الحرب من شأنها أن تدفع نحو تقارب روسي ألماني جديد نتيجة فشل واشنطن في إبعادهم قوتين رئيسيتين في أوروبا خصوصاً أن اقتصادهما روسيا وألمانيا يعتبر اليوم وفي المستقبل مكمّل الأول للثاني. إن خسارة أميركا في غزة وحلفائها في أوكرانيا سيجعل من روسيا والصين وأسياد العالم. أما أفضل ما يمكن أن يحدث اليوم لأوروبا في نظره فهو اختفاء الولايات المتحدة، لأن أوروبا بذلك ستعيش بسلام بعد إنهيار الليبيرالية الأوليغاشية التي يصفها بأنها طبقة السياسيين والجيوسياسيين عديمة الأخلاق الحاكمة في أميركا.تعتقد أميركا وابنتها المدللة إسرائيل أن المجتمعات كافة، ما عداهما طبعاً بحاجة لوصاية عليها وعلى مقدراتها وكانها تجزم أن هناك فقدان لبعض القوى العقلية للفريق الذي يشكل الدول الممانعة، وهذا مبرّر غير موجود ومصطلح صدام الحضارات والأديان اوجدته واشنطن لأن ثلثي موارد العالم متواجد في الشرق الاوسط. وبالمناسبة لا بد من لفت عنايتكم إذ أجيز لنفسي القول عندما كانت وكالة NASA تستعد لمشروع رحلتها الى القمر ابولو سنة 1969 قامت قبل 3 سنوات بتدريب روّاد الفضاء في ولاية أريزونا في محمية نافاجو للسكان الأصليين الهنود الحمر. فذات يوم وفي نافاجو كان هندي مسن وحفيده يرعون قطيعهم في المحمية فالتقوا طاقم الفضاء، فسأل العجوز بلغته وعبر حفيده، ماذا يفعل هؤلاء الرجال ذوو البدلات العجيبة والآليات الغريبة؟ فأجابه أحد أفراد الطاقم أنهم روّاد فضاء وأنهم يتدربون على رحلة إلى القمر. فسأل الهندي العجوز اذا كان يمكنه إرسال رسالة صوتية إلى القمر. رحّب روّاد الفضاء بالفكرة وأحضروا للعجوز ماكينة تسجيل ، بعد أن سجل الهندي العجوز رسالته طلب روّاد الفضاء من حفيده ترجمتها فرفض. قام طاقم وكالة ناسا بأخذ الشريط الصوتي إلى زعماء القبيلة من المحمية فرفضوا أيضاً ترجمة الرسالة. ولما عرض فريق ناسا لاحقاً الرسالة على مترجم رسمي للحكومة كانت ترجمة الرسالة كالتالي: «يا أهل القمر إحترسوا من هؤلاء، سوف يأتون لسرقة أراضيكم كما فعلوا بأرضنا، انهم سفلة وقتلة.