بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 آذار 2018 12:03ص عيد الأم .. يومٌ في السنة!

حجم الخط
قال الله تعالى [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً]، وقال تعالى [وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً]. 
عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك. 
قال إبن بطال: مقتضاه أنْ يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البِرّ، وكان ذلك لصعوبة الحمل، ثم الوضع، ثم الرضاع فهذه تنفرد بها الأم، وتشقى بها، ثم تشارك الأب في التربية، وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى [وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ]، فسوَّى بين الوالدين في الوصاية، وخصَّ الأم بالأمور الثلاثة. 
قال القرطبي: المراد أنّ الأم تستحق الحظ الأوفر من البرّ، وتُقدَّم في ذلك على حق الأب. 
مما سبق نرى ألا يقتصر بِرّ الأم على يوم مُعيّن في السنة، نتراكض فيه (من باب الشعور بالواجب فقط) يُمنة ويساراً لاختيار الهدايا وباقات الزهور، بحيث صرنا نرى العجب في هذا «الموسم» مما تأتي به حملات التسويق التي تدعو إلى تأمين «الراحة والرفاهية والمساعدة» للأم في مهامها اليومية المُضنية عبر إهدائها مواد تنظيف أو مكنسة أو طنجرة ضغط أو خلاطة كهربائية!
للأسف إنّ «عيد الأم» هو مجرّد يوم في السنة، يَصِل فيه بعض الناس أمهاتهم ويبعثون لهن الهدايا والرسائل الرقيقة، فإذا انتهى هذا اليوم عادت الأمور لما كانت عليه من القطيعة والعقوق!
عبد الفتاح خطاب