بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 أيلول 2022 12:00ص فعلُ الخير واجبٌ مقدّس

حجم الخط
ورد في الكتاب المقدّس الآية التالية «لا تخافــوا من فعل الخير يا أبنائي، لأنّ ما تزرعونه تحصدونه أيضاً ولذلك إذا زرعتمْ الخير فإنكم ستحصدون خيراً لمكافأتكمْ»، كما ورد في المصحف الكريم الآية التالية «وما تنفقـــوا من خيرٍ يُـوَفَّ إليكم». في قاموسنا ونزولاً عند وصايا الأهـــــــل نعتبر أن فعل الخير من أفضل الأعمال التي يقوم بها أي إنسان في حياته وأحبُّها الى الله والقدّيسين... أنّ الكتب السماوية التي أنزلها الله على الإنسان خصّ فاعـــــل الخير بالعديد من الحسنات وبمنازل خاصة في جنّاته السماوية.
فعلُ الخير كما كانتْ تُردِّد والدتي رحمها الله: هو لوجه الله وهو كل عمل تقوم به يا بُنيّْ دونما أن تنتظر أي ردّ أو شكر أو مكسب مادي وحتى معنوي، كأنّ يا بُنيّ تقدِّم لكل إنسان محتاج مساعدة، أو أنكَ تُعين إنسان يُعاني من مشكلة ما في حياته الخاصة. يا بُنيّْ إنّ فاعـــــــــــل الخير والمعروف هو الشخص الأقرب والأحب عند الله والقدّيسين، وذلك لأنه كلما قام بواجب خير لوجه الله، فإنّ الله سيزيد من ميزان حسناته وحسناتكَ ليُصبح وتُصبح أقرب لنيل مرتبة عالية في الأقدار السماوية.
عادة يا بُنيّ ما يحظى فاعـــل الخير بمحبة الناس له وثقتهم به، وذلك للمساعدات الكثيرة والثمينة التي يُقدِّمُها لهم دون أن ينتظر منهم أي ردّ سوى الصلاة وطلب الرحمة للأموات الراقدين على رجاء القيامة. إنّ فعل الخير يلعب دوراً أساسياً في تقوية العلاقات بين البشر، ويجعلهم كالبنيان المرصوص حيث يُسارع الإنسان لتقديم المساعدة لأخيه الإنسان الذي يحتاج إليها عندما يقع في مأزق ما... فما أحسنَ الإحسان في وقت الضيق.
سلكتُ درب الخير بناءً على وصيّة الآباء والأمهات، وطريق الخير حكاية رائعة لا يتذوّقها إلاّ من يرسمها بعطاء التفاؤل، وربِّ إجعل عطاءنا لخير وسعادة أهلنا والتوفيق للجميع، وربِّ إجعل مردود الخير سعادة وتوفيقًا وتفاؤلاً وأملاً بمستقبل زاهر. لمّا كانتْ التوجيهات من عالم الإغتراب ومنّي أنا شخصياً ولإدارة مكتب بيروت ممثلاً بالمديرة التنفيذية الأستاذة «جولي ناكوزي» لسلوك درب العطاء والخير، كانت سعادة المديرة على قدر أفعالها وافكارها النيِّرة والنبيلة والمواقف الشريفة والصدق والثبات على المبادئ والشيمة والغيّرية والرجولة المعطوفة على أنوثة راقية متمدِّنة، وعدم التنصُّل عند إتخاذ القرارات العادلة والجريئة تجاه كل محتاج وطالب. فكانتْ العطاءات تعُّم كل لبنان وبالقدر الممكن...
بحق العدل وإحقاق الحق لكون قيادتنا المعطاءة بحزم وعدل وإنصاف لا يستقيمان إلاّ مع الشخصية التي تتمتّع بكاريزما مميزة ونظرة ثاقبة ولا تأخذها بالحق لومة لائم... هكذا هو مكتبنا في بيروت وبإشراف مباشر منّا صدقوا وعاهدوا كل محتاج سواء أكان على صعيد التربية أو الإستشفاء أو الإعمار أو ما شابه... هكذا هم في مكتب بيروت وبإشراف مديرته التنفيذية التي تقود ولا تنقاد لأيٍ كان إلاّ لرب السماء... تنقاد فقط للعطاء وترفض بشموخ عالي أن ترفض طلباً... هكذا يكشف لنا تاريخنا غير المزوّر أي الحقيقي وقفة هذا المكتب الذي يتحمّل عبء المسؤولية بكل إخلاص وتفاني ويُقاسي ويعاني من شظف العيش ولا ينقاد وراء الأقاويل والشائعات إلى ما يريده الماكرون.
يعتبر القانون أنّ الميثاق الإنساني يوفِّر الخلفية الأخلاقية والقانونية لمبادئ الحماية والمعيار الإنساني الأساسي. كما أننا في المؤسسة نعتبر أنّ الميثاق الإنساني يعبِّرْ عن قناعاتنا المشتركة بأنّ جميع المحتاجين لديهم حق تلّقي المساعدة لضمان الشروط السياسية من أجل الحياة بكرامة، ونحن في المؤسسة سواء أكنا في عالم الإغتراب أو في بيروت نؤمن بأنّ المبادئ الواردة في الميثاق الإنساني هي مبادئ عالمية تنطبق على كافة المحتاجين، وكذلك على جميع أولئك الذين يسعون إلى مساعدتهم أو توفير الحاجة من أجلهم.
نعم نحن نؤمن أنّ لكل مواطن الحق في الحياة بكرامة، نعم نحن نؤمن أن لكل مواطن الحق في الحصول على المساعدات الإنسانية، نعم نحن نؤمن أنّ لكل مواطن الحق في الحماية والأمن... لذلك نحن ملتزمون من منطلق إيماننا بأن كل محتاج له الأفضلية بتلبية حاجاته، كما إننا نسعى لدعم كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتفادي أي حاجة.

* سفير الجمعية العالمية لحقوق الإنسان، المودّة