بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 آذار 2024 06:59م قلق أممي ودولي على لبنان .. وتفاؤل بنتائج زيارة "حزب الله" الإمارات

حجم الخط
على أهمية الرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية بشأن الوضع المتأزم  في الجنوب، فإن باريس لا تزال قلقة من تداعيات المواجهات الجارية بين "حزب الله" وإسرائيل، لا بل أنها تخشى من خروج الوضع عن السيطرة في أي لحظة، بعد تجاوز قواعد الاشتباك على نحو خطير قواعد الاشتباك التي كانت قائمة. ولهذا علم أن الفرنسيين، عادوا وأبدوا في رسائل للمسؤولين اللبنانيين خشية جدية من انفجار الوضع في الجنوب، إذا استمرت أعمال العنف بين "حزب الله" وإسرائيل . وتأتي التحذيرات الفرنسية المتجددة، بعد القلق الذي أبدته الإدارة الأميركية من خروج الوضع في الجنوب عن السيطرة، ما ينذر بتعريض لبنان لمخاطر جسيمة، في ظل إصرار إسرائيل على  إخراج "حزب الله" وسلاحه من منطقة جنوب الليطاني .



ومع اتساع الهوة بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي بشأن العدوان على قطاع غزة، فإن واشنطن وفق الخبراء، قد لا تعود قادرة على لجم العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان، باعتبار أن الأميركيين الذين اعتقدوا أن النزاع بين "حزب الله" وإسرائيل، سيبقى محصوراً  على الحدود، باتت لديهم خشية من اتساع نطاقه، وألا تتجاوب حكومة إسرائيل مع إدارة الرئيس جو بايدن، سيما وأن المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين سعى أكثر من مرة للوصول إلى حل للوضع في الجنوب، لكنه لم يحصل من اللبنانيين على التزام من "حزب الله" بتنفيذ ما هو مطلوب منه . وهذا ما يزيد من منسوب القلق من تمدد الصراع .


وفي الموازاة، فقد علم أن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، ستقوم بعد عودتها إلى بيروت في الساعات المقبلة، بجولات على المسؤولين والقيادات السياسية، للإعراب لهم عن قلق المنظمة الدولية من خطورة تفاقم التوتر في جنوب لبنان، وأن هناك خشية حقيقية من تدهور الوضع العسكري، إذا لم تبادر بيروت إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تنفيذ القرار 1701 بشكل دقيق، لسحب الذرائع من إسرائيل، وبما يخفف من حدة المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل . . وقد أعربت فرونتسكا خلال تقديمها إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي عن تطبيق ال1701، عن قلقها العميق إزاء التصعيد في تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق، وفيما وراءه ، قائلةً إن هذه الانتهاكات المتكررة للقرار 1701، تزيد من مخاطر سوء التقدير كما تفاقم  التدهور في الوضع الحرج الحالي.




وسط هذه الأجواء، علم أن البطريركية المارونية بصدد وضع القيادات الإسلامية في أجواء المبادرة التي أطلقتها، بالنظر إلى أنها مبادرة وطنية عابرة للطوائف، وليست محصورة بالمسيحيين دون غيرهم، انطلاقاً من الثوابت والمسلمات التي يتركز عليها الميثاق بين اللبنانيين، توازياً مع محاولات من جانب رعاة هذه المبادرة، لتأمين أوسع غطاء مسيحي داعم، بعد غياب ممثل ل"تيار المردة" عن الاجتماع المسيحي الذي عقد في الصرح البطريركي، عند الإعلان عنها، انطلاقاً مما أعلنه المطران انطوان بو نجم راعي أبرشيَّة انطلياس المارونيّة، من أن "المُبادرة وطنيَّة جامِعَة بإمتياز، وتبتعِد عن أيّ مُقاربة طائفيَّة أو سِياسيَّة ضيِّقة داعيا، "المُنخَرطين فيها حاليًّا، والمدعوين للانخراط فيها مستقبلًا، إلى الالتزام بميثاق العَمل الصَّاِمت والهادئ، بما يؤدي إلى بلوغ المبادرة الوطنية خواتيمها المرجوَّة" . 


وفي حين لا زالت زيارة القيادي الأمني في "حزب الله"، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا، إلى الإمارات تتصدر واجهة الاهتمامات، فإن ما تسرب من معلومات بشأن النتائج التي يمكن أن تفضي إليها هذه الزيارة،  في ما يتعلق بإمكانية إطلاق الموقفين العشرة من "الحزب"، مع حلول عيد الفطر، أو بعده  ، يشير إلى أن كلاً من الإمارات و"حزب الله" يريدان طي هذا الملف، بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية المتصلة به، في وقت أشارت معلومات إلى  أن الحدث الأهم الذي يجب أن تتجه الأنظار نحوه، يتعلق بمرحلة ما بعد الانتهاء من هذه القضية، وتحديداً على الصعيد السياسي، وما يمكن أن تتم ترجمته بين الطرفين في هذا الشأن ، في لحظة الاستعدادات للتسويات التي تنتظر المنطقة . فلو كان الملف محصوراً بالشأن الأمني فقط، لكان تم إرسال ضابط لبناني رفيع، لإنجاز هذه المهمة التي كان بدأها منذ أشهر المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم . لكن إيفاد "حزب الله"، للقيادي صفا تحديداً، يؤشر بكثير من الوضوح، إلى أن القضية سياسية بامتياز، وإن جرى تغليفها بغطاء أمني . بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة على هذا الصعيد .