بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 أيار 2023 12:33ص للرئيس حسين الحسيني صورة محفورة في القلب

حجم الخط
وقفت هذا الصباح أمامها وكأني أرى الصورة لأول مرة. فرحت للابتسامة التي رأيتها على وجهينا قبل أن أتذكّر رحيله وأقول متنهداً «رحمك الله يا أستاذي وأسكنك الجنّة». انها صورة تذكاريّة غالية على قلبي، تجمعني مع المغفور له دولة الرئيس السيد حسين الحسيني، وضعتها في غرفة مكتبي بالقرب من نسخة عن مقدّمة الميثاق الوطني اللبناني والدستور، وملفّ كان المغفور له قد جهّزه لي، مع بطاقة تحيّة خاصة كتبها بخط يده.
صورة يراها كل من يزورني فيدعون له بالرحمة مع وصفه بـ «الرجل الاستثنائي» و«رجل الدولة» و«الآدمي»، وغيرها من الصفات الحميدة التي تشعرني بالفخر بأنّه كان لي شرف التعرّف إليه والتعلّم منه والأخذ عنه، رحمه الله تعالى.
انّي اعتزّ بتلك الصورة التي شكّلت تحوّلاً مهمّاً في مشواري السياسي، وتذكّرني بالساعات المطوّلة التي كان يقضيها المرحوم بإذن الله معي فيشاركني بكرمٍ بمعلومة أو نصيحة أو تشجيع للمضي قُدماً. وتذكّرني بسلامه الحارّ عندما نلتقي فكنت أقبّل جبينه وهو يربّت على كتفي. وتذكّرني عندما اتصل به واسأله قبل إنهاء المكالمة «وصّيني دولة الرئيس» فيجيبني بنبرة دافئة «الله يحميك».
تلك الصورة مدعاة فخر لي، إلّا انّها تذكّرني بخسارتي الشخصية التي لا تعوّض، وكم كنت أتمنّى لو قضيت وقتاً أطول في ضيافته، أنهل من موسوعته السياسيّة والفكريّة والثقافيّة. سأبقى ممتنّاً لدولة الرئيس الحسيني على ما قدّمه لي من علمٍ ومعرفةٍ ودعمٍ وتشجيعٍ لا يُقدّر بثمن. ولئن طواه الردى فغابت اطلالته عن عينيّ، فإن له عندي منزلة كبيرة وصورة محفورة في قلبي ووجداني.
كلمة أخيرة، إذا أردتم العلم الأصيل من منابعه فخذوا عن أكابركم وانهلوا من حكمتهم وخبراتهم، والزموهم قبل أن يغيبوا.