بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الثاني 2022 12:01ص «ليلة فاطمة البصّارة!»

حجم الخط
القاسم المشترك بين تلفزيونات الممانعة، وتلفزيونات المَيَاعة، وتلفزيونات الثورة، وتلفزيونات السُلطة، وحتى تلفزيون متحف الشمع، كانت ليلة رأس السنة ... ليلة «التبصير» بشؤون لبنان والمنطقة والعالم!

فقد استضاف تلفزيون MTV الفلكي والمتنبئ ميشال حايك، واستضاف تلفزيون الجديد سيدة التوقعات ليلى عبد اللطيف، واستضاف تلفزيون LBCI الإعلامية وعالمة الفلك ماغي فرح، واستضاف تلفزيون NBN عالمة الفلك والأبراج جومانة قبيسي ... واستضاف تلفزيون لبنان عالمة الفلك والطاقة جمانة وهبي!

وللأسف حَرَمَنا تلفزيون OTV من استضافة العالم الفلكي مايك فغالي لعله يؤكد نبوءته الشهيرة عام 2017 «عهد الرئيس عون أجمل عهد يشهده لبنان»!

وكان العالم الفلكي والخبير الروحاني الدكتور سمير طنب قد استبق الجميع وبقّ بحصة توقعات عام 2022 عبر شريط فيديو «خاص ناص»!

وهكذا احتلت التوقّعات معظم شاشات التلفزة عشيّـة رأس السنة الجديدة عبر استضافة المُشتغلين (المُسترزقين) بعلم الفلك والأبراج والتنجيم والتنبؤ والتوقع، حيث بشّروا الشعب اللبناني بما يعرفه سلفاً عن سنة جديدة صعبة وقاتمة من النواحي السياسية والاقتصادية والبيئية والصحيّة.

وكم كنا نأمل أنْ تأتي التوقعات في وطننا من طرف السياسيين والاقتصاديين والمُحلّلين والباحثين والمُفكّرين الذين يزخر بهم بلدنا، وكم كنا نأمل أنْ نسمع منهم عرضاً للتوقعات في إطار المنطق والمقاييس والتحليل والمنهج العلمي الواضح، موضوعه إلى أين نحن مُتّجهون وإلى أي مصير مُقبلون ومنقلبون.

كم كنّا نأمل أن تكون النخبة في بلدنا مُحرّكاً للأحداث ومصدراً للفعل وليس لردّات الفعل، ولكن يبدو للأسف أن البعض من القادة قد أصبحوا من المُريدين والزبائن الدائمين «للمستشارين» المُنجّمين، وبذا تخلوا عن مهامهم ومسؤولياتهم ووضعوا مصير بلدنا وشعبنا في يد «فاطمة البصّارة» وإخوتها وأخواتها وذرّيتها!

من المُخزي أنه في بلدنا ... «صدق المنجمون ولو كذبوا»!