بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 أيلول 2020 12:02ص مسألة حياد لبنان:ماذا نريد وإلى أين؟

حجم الخط
يعاني لبنان من مشاكل متعددة وقد رأى البعض ان هذه المشاكل سببها عدم حياد لبنان خاصة في الصراع العربي - الإسرائيلي الذي انتهت مظاهره عند بعض الحكومات العربية ولكن عداء الشعوب العربية للغاصب الصهيوني سوف يستمر ويزداد مع زيادة الغصب للحقوق الفلسطينية.

سُئل الإمام الشافعي رحمه الله كيف نعرف أهل الحق في زمن الفتن؟ فقال: «إتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم» أي أنظر الى سهام الكفار والأعداء والصهاينة والمنافقين واعلم ان المستهدف بها هو الحق.

ويمكن القول ان الوقوف في صفوف الظالمين خيانة، فلا بد من مناقشة مسألة الحياد حتى لا يصل المرء لا سمح الله الى حالة من التردد بين الحق والباطل، والهدى والضلال، فينتصر الباطل بعدم إنكاره، ويخذل الحق بسكوته، ويقلل اعداده ويؤخّر نصرته، وفتنة أهله وتلبيسه على الناس في أمره، بل قد يطعن في الحق بفذلكة لا طائل من ورائها أو بإدّعاءات كاذبة أو تأويلات سخيفة، لذلك علينا التمسّك بالحياد المرتبط بالحق الذي لا بد من نصرته.

الواقع ان لبنان جزء من الأمة العربية، وان حياده يعني مباشرة إعادة تموضعه بالنسبة لهذه الأمة، والحياد يطرح العديد من المشاكل ولا ينقذ لبنان من الكيان الصهيوني، وان الموقف الحاسم الآن والمطلوب هو بناء القوة والمنعة للدفاع عن لبنان وحفظ سيادته واستقلاله في وقت تنتهك كل من السيادة والاستقلال من العدو الصهيوني على مدار الساعة.

والمطلوب الآن تمتين الوحدة الوطنية اللبنانية لا تفكيكها، والمطلوب أيضاً تلاقي كل القوى الحيّة في الوطن لإنجاز الخلاص الوطني.

الخطر داهمٌ للقضاء علينا دائماً، فعلينا واجب بناء اللُحمة الوطنية، فهي طريقنا للبقاء على هذه الأرض الطاهرة وتأمين مستقبل البلاد والعباد، فلنبتعد عن أي شعارات ومواقف تجهض هذه الأهداف التي توفر للقرار السياسي السيادي الوطني قوته ومنعته وتبعد عنا التقوقع والتموضع في الطوائف والمناطق والعصبيات.

لقد حان الوقت بعد مائة سنة على ولادة لبنان الكبير أن نخطو نحو ذلك وهذا من بديهيات الشعوب الصديقة والعدوّة.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب