بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2017 12:24ص معالجات استثنائية للحريري في الرياض في ظل مخاوف من خطوات سعودية أكثر تشدداً

المملكة كانت تتوقّع من العهد والحكومة موقفاً مؤيداً لوجهة نظرها في مواجهة التمدُّد الإيراني

حجم الخط
ينذر التصعيد السعودي ضد «حزب الله»، بمرحلة شديدة التعقيد سيواجهها لبنان، في حال استمر الكباش المحتدم بين المملكة العربية السعودية وإيران، مع ما لذلك من تداعيات على العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي التي شهدت تراجعاً وتدهوراً كبيرين في الأشهر الماضية، أصاب لبنان بأضرار اقتصادية موجعة، جراء الحظر الخليجي الذي فرض على سفر رعايا دول مجلس التعاون إلى لبنان الذي لا يزال يعاني من التداعيات حتى الآن، مع تواضع الأرقام الاقتصادية التي أظهرت عجزاً يهدد مالية الدولة والاستقرار الاجتماعي والحياتي.
ويظهر بوضوح من خلال المواقف التصعيدية التي يطلقها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان ضد «حزب الله»، استمرار استياء بلاده من حملة «حزب الله» وأمينه العام السيد حسن نصر الله ضدها، في ظل مخاوف من خطوات سعودية وخليجية أكثر تشدداً وصرامة ضد الحزب ومناصريه والذين يدورون في الفلك السوري الإيراني، مع ما لذلك من انعكاسات على لبنان.
وقد كان لافتاً أن المملكة ومن خلال تغريدات الوزير السبهان، بعثت برسالة مباشرة إلى الحكومة محملة إياها مسؤولية عدم اتخاذ موقف يردع «حزب الله» عن استمرار حملته ضدها، وهي المرة الأولى التي توجه الرياض مثل هذا الاتهام، وإن سبق للوزير السبهان أن طالب لبنان باتخاذ ما يجب اتخاذه لوقف الحملات التي يشنها الحزب ضد بلاده.
وفيما رأت مصادر وزارية أن هذا التطور اللافت في الموقف السعودي تجاه لبنان وحكومته وشعبه، كما أشار إليه الوزير السبهان، يحمل في طياته تحولاً نوعياً في مواقف المملكة تجاه لبنان، لا بد وأن يتم أخذها بكثير من المسؤولية، لأنها تعكس استياءً سعودياً شديداً مما وصلت إليه الأمور بعد تمادي «حزب الله» في مهاجمتها، بالتوازي مع اشتداد الصراع الإقليمي في المنطقة وتحديداً ما بين الرياض وطهران، الأمر الذي استدعى قيام رئيس الحكومة سعد الحريري بزيارة عاجلة إلى المملكة لم تكن مقررة، وهو ما يشير بوضوح إلى أن الأزمة اللبنانية السعودية بلغت منعطفاً شديد الخطورة، يتطلب معالجة استثنائية سيتولاها الرئيس الحريري الذي تقول أوساطه، إنه خرج مرتاحاً جداً من لقائه ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في إطار الحرص على سلامة واستقرار لبنان.
وتعزو مصادر نيابية بارزة التغير في اللهجة السعودية تجاه لبنان الرسمي، إلى أن المملكة كانت تتوقع موقفاً لبنانياً أكثر تبنياً لوجهة نظرها في صراعها مع إيران، في إطار مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة وفي شؤون دول مجلس التعاون الخليجي، لكن ما ظهر من مواقف متتالية لرئيس الجمهورية ميشال عون بخصوص «حزب الله» وإشادته بالدور الإيراني في لبنان، وتجاهل الحكومة للطلبات السعودية بضرورة التصدي لـ«حزب الله» في حملاته التي يشنها على السعودية والدول الخليجية، تسبب بخيبة أمل كبيرة لدى الرياض والعواصم الخليجية التي كانت تأمل أن يقف العهد الجديد في لبنان موقفاً مغايراً، في وقت ضاعف القرار اللبناني بتعيين سفير في دمشق، الخيبة السعودية والخليجية، في الوقت الذي يواجه نظام بشار الأسد عزلة عربية ودولية لتحميله مسؤولية الجرائم التي اقترفها وما زال بحق شعبه، وهو ما جعل الدول الخليجية تعبر في أكثر من مناسبة عن امتعاضها من ممارسات الحكومة اللبنانية في الملفات الثنائية والإقليمية، وهذا يقتضي برأي الحريصين على عودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى صفائها، أن يبادر العهد والحكومة بشكلٍ سريع إلى طمأنة دول مجلس التعاون، من خلال اتخاذ كل ما من شأنه أن يعيد هذه العلاقات إلى سكتها الصحيحة ويبعد شبح الأزمة الذي يطل برأسه مهدداً الإنجازات التي تحققت على مدى عقودٍ طويلة، باعتبار أن تصحيح العلاقات اللبنانية الخليجية يصب أولاً وأخيراً في مصلحة لبنان المتضرر الأكبر من استمرار الوضع على ما هو عليه.