بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الأول 2020 12:02ص مكاسب إسرائيل من اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية

حجم الخط
في غمرة اتفاقيات التطبيع الجارية بين اسرائيل و الدول العربية ، لا بد أن أستذكر بأن الخبير في الشأن الاسرائيلي ابراهيم ابو جابر كان قد قال في شهر تموز 2018 بأن المستفيد الأكبر من عملية التطبيع مع الدول العربية سيكون الطرف الاسرائيلي ، لأن دول الخليج الغنية أساساً لا تحتاج كثيراً إلى الاستثمارات الاسرائيلية . 

والمعلوم أنه في السنة عينها وفي شهر آب بالتحديد كان الخبير السياسي و أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني عبد الستار قاسم قد انبرى وقال بأن الدول العربية التي ستتجه للتطبيع مع اسرائيل لن تجني شيئاً ، فها هو الأردن قد اعتراه الخراب فلم يبقَ له لا مياه ولا أراض ولا آثار ولا شركات كبرى وذلك عقب السيطرة عليه اسرائيلياً، وأما بالنسبة لمصر فرغم المعونات المالية الأميركية التي تقدم لها والتي عادت وتقلصت بقي الاقتصاد المصري ضعيفاً واهناً واستمرت مصر متعايشة مع الفقر الشديد وكل ذلك في ظل استمرار التهديد لمياه نهر النيل . 

لكن ومن ناحية أخرى رأت وزارة الاستخبارات الاسرائيلية بأن اتفاقات التطبيع مع الامارات والبحرين ستمنح الحياة من جديد لوزارة التعاون الاقليمي التي يشغلها القيادي الليكودي أوفر أوكينوس وهي وزارة لا تمارس عادة أنشطة على مستوى كبير من الأهمية . 

لكن اوكينوس أبلغ قناة التلفزة الأسرائيلية ( كان ) أن وزارته شرعت في عقد اجتماعات مع ممثلي الشركات الاسرائيلية المختلفة لبحث فرص الاستثمار في الدول الخليجية . 

أما دوي أميتاي رئيس قطاع الأعمال في اسرائيل قال في تحليل نشرته صحيفة كلكيست الاقتصادية الاسرائيلية مؤخراً ، بأن حجم التبادل التجاري مع الامارات سيصل إلى عدة مليارات من الدولارات في العام الواحد . 

وحسب أميتاي فإن المجالات التي ستوفر فرصاً للشركات الاسرائيلية بالاندماج تتمثل في القطاع الامني إذ أن الصناعات العسكرية الاسرائيلية التي تنتج منظومات السلاح ستندمج في السوق الاماراتي . 

كما يرى أميتاي أن قطاع السياحة الاسرائيلي مقبل على الازدهار على اعتبار أن السياح الخليجيين أثرياء وهذا ما ينعش كثيراً القطاعات الاقتصادية الاسرائيلية . 

يقول مورغان زاغا الباحث في معهد الدراسة الأقليمية و الخارجية لاسرائيل ( فيتينيم ) ، انه في أعقاب توقيع الاتفاق مع الامارات فإن الموانئ الاماراتية ستعمد إلى تسويق البضائع الاسرائيلية إلى جميع أرجاء العالم . 

أما صحيفة هآرتس العبرية فقد نقلت عن زاغا قوله إن اسرائيل ستستغل ميناء جبل علي الاماراتي و هو أحد أكبر الموانئ في المنطقة لتتمكن من نقل بضائعها إلى منطقة جنوب شرق آسيا . 

وبالمناسبة فقد أصدرت وزارة الاستخبارات الاسرائيلية وثيقة نشرت أهم مندرجاتها صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ومن جملة ما قالته الوثيقة ، ان الازمة الاقتصادية التي تضرب البحرين ستمنح اسرائيل فرصاً اقتصادية، لأنه بامكان البحرين التحول إلى مركز مصرفي عالمي ، وهذا ما يمنح الشركات الاسرائيلية فرصة للاندماج في السوق البحرينية . 

كما تؤكد الوثيقة أن سلطنة عمان بدورها ستبدي اهتماماً كبيراً بالقدرات الاسرائيلية في مجالات المياه والزراعة والأقمار الاصطناعية. 

أما بالنسبة إلى قطاع الطاقة فقد ذكرت قناة التلفزة الاسرائيلية الرسمية بأن واشنطن معنية بتشييد تعاون اماراتي اسرائيلي بحريني في هذا المجال . 

ومن جهة أخرى بدأت النخب الاسرائيلية بالرهان على أن اتفاقات التطبيع ستؤدي إلى تصفية حركة المقاطعة الدولية ( BDS) التي تناشد دوما الشركات وقطاعات الأعمال من جميع أنحاء المستديرة لعدم التعاون مع اسرائيل جراء سياساتها تجاه الشعب الفلسطيني. 

لكن المحلل الاسرائيلي عاموس هاريل فكان خير من اعترف بأن اتفاقات التطبيع و المسار الذي سلكه الرئيسان الاميركي دونالد ترامب والاسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل الوصول إلى الامارات تسبب باسقاط الجدار . 

وكلام عاموس هاريل هذا الذي أدلى به إلى صحيفة هآرتس العبرية بتاريخ 8 تشرين الأول 2020 يعتبر أن هذا الجدار كان ضمانة عدم استمتاع اسرائيل بثمار التطبيع مع الدول العربية الاخرى قبل أن توافق على تقديم تنازلات كبرى في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، لكن بتمكن تل أبيب من اسقاط الجدار والكلام لهاريل اعتبرت أجهزة الامن الاسرائيلية أن اتفاق اسرائيل مع دول الخليج سيكون مدمراً للفلسطينيين وأن توابعه ستبقى لفترة طويلة .