بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 آذار 2023 12:37ص من معهد العالم العربي بباريس إلى اتحاد العائلات البيروتية: أولوية المطالب على المناصب

حجم الخط
 من نافلة القول في هذا الزمن المضطرب في العالم ومنه مجتمعاتنا العربية الرسمية والشعبية أن الأنظمة التي تنسب نفسها للنظام الديمقراطي باتت تعاني في هذا الزمن الانفلاتي من ضمور قيم أخلاقية وإنسانية وحضارية لحساب فوضى عارمة وتحلل من كثير من ما فطرت عليه الطبيعة الانسانية لحساب ما أكتسبه الإنسان من هذا الزمن المتوحش الغارق في المصالح الخاصة الحزبية والجهوية والطائفية وأصبح التمثيل الديمقراطي التطوعي عبر الانتخابات لجمعيات وهيئات ومراكز ثقافية وعلمية وعائلية ومجتمعية يشهد حالات اضطراب وإرباك وتنافس شخصاني مصلحي لا ينسجم والخدمة التطوعية وأهدافها وغاياتها النبيلة ومراميها ووصلت عند الكثيرين الوصول إلى المراكز أولى من تحقيق المطالب ولاعحب أن بعض هذه المؤسسات والجمعيات تصل إلى الزوال بسبب التنافس غير العقلاني والذي لا يرقى إلى  مستوى المبادئ والغايات التي وجدت لأجلها. ويعتقد علماء الاجتماع بأن الإنسان هو مجموعة من النزوات المتناقضة والدوافع المتضاربة وبأن الحكم على تصرفاته لا يمكن أن يكون مسؤولا وصحيحا الا بعد دراسة هذه التصرفات دراسة أصبحت المؤسسات الاجتماعية وحتى السياسية أقرب إلى المعالجة من الدوافع والنزوات الانسانية ويبقى الأصل في كل ذلك هو الانسان وغاياته وامكاناته،بحيث لا يجوز التعامي عن قوى  ومؤهلات انسانية لا بد لها من أن تظهر مفعولها في المسعى المراد تحقيقه، وهذه قضية الفشل الذريع لدى كل الطبقة السياسية المهيمنة على البلاد والعباد في  الوطن اللبناني بعجزها عن انتخاب رئيس جمهورية وموت وطن.
وفي هذه العجالة سوف اتناول مؤسستين رغم  اختلافهما حجما ونوعا وتأثيرا  الأولى هي «معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس،» والثانية «اتحاد جمعيات العائلات البيروتية» وحاليا كلاهما يستعدان صدفة لانتخابات رئاسة وعضوية ، فالمعهد العربي هو معلم رئيسي من معالم المشهد الثقافي، الفكري، الفني، العمراني وموقعه بمبنى يعتبر تحفة معمارية يطل على نهر السين وعلى كاتدرائية نوتردام دو باريس الأكثر شهرة، وهو مؤسسة قائمة على القانون الفرنسي وتأسس عام ١٩٨٠ حيث اتفقت ١٨ دولة عربية مع فرنسا على إقامته ليكون أداة للتعريف بالثقافة العربية ولنشرها وتطوير معرفة العالم العربي وبعث حركة أبحاث معمقة حول اللغة العربية وقيمه الثقافية والروحية وتشجيع المبادلات والتعاون بينهما خاصة في ميادين العلوم والتقنيات مساهمة بذلك في تنمية العلاقات بين العالم العربي وأوروبا.
انه المعهد الوحيد في الغرب اريد له أن يكون جسرا ثقافيا بين فرنسا والعالم العربي ويستضيف الكتاب والمثقفين ومناسبات ثقافية ومحاضرات ومؤتمرات مع إصدار نشرات ومطبوعات، وهو واجهة للثقافة والحضارة العربية والإسلامية في اوروبا، وفي هذه الأوقات الانظار موجهة للمعهد حيث تدور معركة انتخاب رئيس جديد خلفا لرئيسه المنتهية ولايته، الرئيس الفرنسي هو الذي يقترح الرئيس ولمجلس الأدارة الذي يضم عرباً وفرنسيين الموافقة على المقترح الرئاسي أو رفضه وتنجم نزاعات وخلافات فضلا عن صعوبات مالية في ميزانيته تضمن تواصل مسيرته خاصة حين يتخلف بعض العرب عن دعمه ومساندته سياسيا وماليا، وتدور حاليا معركة عربية عربية على موقع المدير وثمة مرشحان متنافسان هما شوقي عبد الأمير، عراقي وهو شاعر ومثقف وموظف سابق في اليونسكو ورشيدة التريكي من تونس وهي أستاذة جامعية بفرنسا اختصاصها فلسفة وفنون، ودور المدير هامشيا والرئيس هو الذي يشغل المساحة الكبرى بالقرارات. وهناك منافسان للرئاسة جان إيف لودريان وشغل وزير خارجية سابق،وعمره ٧٥ عاما  والمرشح الثاني فرنسوا غوييت سفير فرنسا الحالي بالجزائر وسفير سابق في أغلب الدول العربية ويتحدث العربية بطلاقة.وهو يراهن لفوزه على معرفته العميقة للعالم والثقافة العربيين في حين يعتمد الاول لودريان على دول الخليج،وهناك فكرة طرحها الرئيس الراحل الذي انتهت رئاسته الاثنين الماضي ٦/ الجاري وقراره بإقامة معرض بالمعهد لفلسطين بشهر أيار وتمنى فرصة تنفيذه ويأتي في شهر أيار اعلان الصهاينة كيان الاغتصاب لفلسطين والسؤال من الرئيس الذي سيختاره الرئيس ماكرون.
 الثاني اتحاد جمعيات العائلات البيروتية. 
كنت ومازلت وسأبقى ما شاء الله لي البقاء اتابع واواكب من موقعي الاسلامي الوطني واللبناني العروبي وكمواطن بيروتي اعمال ونشاطات وانتخابات اتحاد جمعيات العائلات البيروتية وكل عمل نضالي شعبي مماثل لما فيه الخير والنفع العام والتقدم لسيدة العواصم العربية بيروت وأهلها وعائلاتها الميامين، وهي مسؤولية كل أبناء وبنات بيروت تجاه مدينتهم وعاصمتهم وعاصمة لبنان وكل اللبنانيين وسواء كانت عائلة المهتم منضمة او غير منضمة للاتحاد فالانتساب هو رغبة عائلية لا تنتقص من مسؤولية واهتمام كل بيروتي بأحوال مدينته والعاصمة أسوة بكل الذين يهتمون ببلداتهم ومناطقهم لجهة تضامن الأهالي وتعاونهم. والبحث في شؤونها الحياتية ومن هذا المنطلق والمسؤولية العامة تجاه أوطاننا وبلداتنا كان لي سابقا مقالتين عن اتحاد العائلات وإن جاء توقيتها مع قرب حلول الاستحقاق الانتخابي. مقالة اولى نقدية بتاريخ ٢٥/شباط٢٠٢٠  والثانية،أول الشهر الماضي شباط ترشيدية بثلاثة عناوين ١- في تفعيل دور الاتحاد ٢-في مواقع المسؤولية ٣- في البرنامج والتوجه العملاني التنفيذي وقلنا بأن الاتحاد انجاز كياني مهم بقدر ما يستجمع عناصر قوته وأنه نعمة وقيمة وطنية وإنسانية عالية بقدر اهتمامه وعطاءاته وتفاعله برسالته وأهدافه وتضامن اعضائه، وتصحيح دائم في المسار ومساءلة النفس والمحاسبة من اجل الإنجاز الفاعل والتقدم المطلوب.
بسعادة قرأنا بيانا عن قيادة الاتحاد يدعو الى لائحة توافقية والى تجاوز التجاذبات والمشاحنات والأنانيات وإسقاط كل عوامل الفشل السابقة والانانيات المفرطة عند هذه الجهة أو تلك،وكانت هذه إشارة إلى بدايات جيدة ومطمئنة لكن الرياح غالبا ما تجري بما لا تشتهي السفن؟!
وبحزن كنا قد قرأنا سابقا بيان من رئيس الاتحاد، نعى فيه الاتحاد مع اعتراف ضمني وعلني بعدم تماسك الاتحاد وان وضعه بحاجة إلى إعادة تدعيم ويلزمه هدم وإعادة بناء على أسس اجتماعية وانسانية وان الاتحاد حسب بيان رئيسه وصل إلى مرحلة بالغة الخطورة من نشوب الخلافات بين العائلات وتشرذمها ما يخشى معه من انفلات العرى الوثيقة في ما بينها، وتحدث بيان الرئيس عن الشقاق والنزاع والانجرار بعصبية إلى الشخصانية والسؤال أي الطريقين نسلك،وهل جرى التصحيح ام مازال كل شيء على حاله، ما أردت من ذلك إلا التذكير الذي ينفع المؤمنين ليمارسوا المحاسبة من أجل التصحيح  والتطوير ونجاح المؤسسة التي أرادها الجميع قوة متماسكة متضامنة ففي الوحدة والتضامن والتماسك انتصار وفي الخلافات والنزاع  انكسار ولا نظن أحدا إلا ويريد النجاح الذي له طرق معلومة ينبغي السير عليها مهما كانت الظروف والمخاطر محدقة بالبلاد والعباد إلى حد إنهاء وطن، لاشك أن التوافق إن تم برضى الجميع هو خير للجميع وللقضايا التي نذرت النفوس الخيّرة لها، ومن جهة اخرى ان الاحتكام للديمقراطية والإختيار الحر هو الأسلم عندما يغيب التوافق مع الأخذ في الاعتبار حالة البلاد الاكثر خطورة من اي وقت أخر ولا يكون الاتحاد في انتخاباته و علاقات اعضائه صورة عن السلطة الفاشلة والمتحكمة بالبلاد والعباد وسارت بهم إلى جهنم وبئس المصير.
وأخيرا ،1/لتقف محاولات السيطرة لقوى وجماعات وأشخاص تسعى لرهن الاتحاد والعائلات لمشيئتها وهي غائبة عن الساحة ولم تنجح. ٢/ لتكن الغلبة بالقرار للعائلات لا للمداخلات السلطوية والتحزبية والمحسوبية والسلبية التي لاطائل منها ٣/ من لا يريد نجاح الاتحاد وتقدمه فليغادر المكان ضناً بواقع الحال العام للبلاد المأساوي. ٤/ان أولى أولويات العمل والجهد الان هو إنقاذ لبنان حقا وفعلا ويبدأ الانقاذ  بالعاصمة التي هي شريان الوطن وحيويته.