بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 نيسان 2023 12:03ص نيّال من له مرقد عنزة في لبنان

حجم الخط
سوري، مصري، سعودي، كويتي، أردني...
جميع الأشقاء العرب تغنّوا بلبنان وطبيعة لبنان وحضارة لبنان إلا نحن اللبنانيين وحدنا نسيء الى لبنان.
لو كنت نازح سوري:
———————
الفئة A

المواطن المقيم بدمشق يحتاج 4 ساعات بالسيارة كي يشاهد البحر والمواطن المقيم بحلب يحتاج 3 ساعات كي يشاهد الثلج.
فما بالك بالمواطن ذاته ان ينتقل الى بلد جار لبلده، يشاهد البحر ساعة يشاء ويلهو بالثلج ساعات يشاء، بلد فيه كل الأطياف أحدث الصرعات واحدث الموضة وأفخم السيارات ويسمع جميع اللغات، بلد فيه كل المتناقضات السهل والصعب الغني والفقير الحرية والتزمت البحر والجبل.
هذا المواطن الذي وجد نفسه في كنف هذا الوطن وجد نفسه أيضاً يعمل ويقبض بالدولار ومنهم من إفتتح متجر أو مصلحة خاصة به وإستأجر منزل، أولاده يداومون بمدارس لبنانية يتعلمون اللكنة اللبنانية المميزة عند كل الشعوب العربية.
دواء مجاني أجنبي، علاج بمستشفيات حديثة، يقود الـ0 BMW والـ Mercedes ولو قديمة ويأكل الـ Burger والـ Pizza والـ Fajita والـ Francisco فإذاً لماذا يعود الى وطنه.

الفئة B

هي قسم الأكبر من النازحين وهي الفئة التي تسكن بالمخيمات وأغلبها تنحدر من الريف السوري أو ما يعرف «بالشوايا» وهم يهتمون بالماشية والزراعة في بلدهم ورغم ظروف معيشتهم الصعبة هنا لكنهم يشعرون بالرضى، مأكل وملبس وطبابة واحياناً تعليم وكل ذلك مجاني دون أي جهد.

الفئة C

هي الطبقة الميسورة الحال أو فوق المتوسطة لكنها الأقلية انتقلت الى لبنان وتملكت مكان للسكن أو كانت تملك ومنهم من أسس عمل ونجح بذالك وأغلبهم ينحدرون من المدن مثل الشام أو حلب واختاروا لبنان لقربه من بلدهم، هؤلاء ينتظرون الهدوء التام كي يعودوا الى وطنهم ويمارسوا أعمالهم، لكن الجيل الثاني منهم أي أبناءهم يرفضون ذلك فمن تربى بالمدارس الأجنبية ودخل الجامعات اللبنانية وانتقل الى لبنان بعمر 10 سنوات واليوم عمره 22 سنة لا شيء يجعله يفكر بالعودة الى سوريا.

الفئة D

هي فئة الأثرياء ورجال الأعمال الذين لديهم إمكانيات ضخمة وأيضاً يتحدرون من المدن، هؤلاء نزحوا الى لبنان في بداية الأزمة مع الرغبة لديهم بتأسيس أعمال ضخمة في لبنان، لكن للأسف لم نحسن التصرف معهم واطلقنا الخناق عليهم إقتصادياً فتوجهوا الى مصر وتركيا والإمارات والأردن ومنهم من أسس مصانع ونجحوا نجاحاً باهراً وكانوا دعم لإقتصاد البلاد التي نزحوا إليها.

الفئة E

هي فئة تملك عقارات في لبنان وحسابات ضخمة جداً (ودائع السوريين في لبنان تعد بمليارات الدولارات) منهم باقي هنا على أمل إسترداد ودائعه.
الشيء المشترك بين كل هذه الفئات هي أملهم بالحصول على الجنسية اللبنانية يوما ما كما حصل بتسعينات القرن الماضي متسلحين بقرارات المجتمع الدولي الذي يطالب بدمجهم داخل المجتمع اللبناني.
بالنهاية وجود هذا الكم من النازحين كان ومازال وسوف يشكل خطر على الديموغرافيا اللبنانية وان عشرات الآلاف يولدون هنا دون اوراق ثبوتية.
جاري الحديث عن حالياً عن وجود أكثر من 2 مليون نازح سوري في لبنان، اي نصف عدد السكان اللبنانيين لكن السؤال الكبير.
- ماذا بعد 5 أو عشر سنوات؟
- ماذا عن التوزيع الطائفي المذهبي في لبنان حيث يتحدر معظم النازحين من الطائفة السُنّية الكريمة إضافةً الى حوالي 750 الف لاجئ فلسطيني ينتمون الى الطائفة السُنّية، أين المسيحيين 18% والشيعة 38% والدروز 8% من ذلك.
فالموضوع ليس طائفي ولا عنصري ولا ضد الإنسانية بقدر ما هو معركة حفاظ على وطن آيل للإندثار.

الحل

مطلوب من اللبنانيين والنازحين السوريين التعاطي مع هذا الموضوع بهدوء وحكمة لأننا مهما تباعدنا نحن أشقاء وأقارب وأهل وجيران.
على اللبنانيين عدم معالجة الموضوع بحدة وعنصرية بل الهدوء والعقل لما فيه خير للبنان أولاً.
كذلك على النازحين السوريين تقبل فكرة العودة الى وطنهم بعد ان عاد الهدوء الى معظمه وان وضعهم في لبنان أصبح عبئ على الشعب اللبناني الذي يرزح تحت الفقر والقهر والذي يجد صعوبة في تأمين قوته اليومي.
لا قرارات المجتمع الدولي ولا الأمم المتحدة تستطيع ان تجبر اللبناني ان يتقبل جنسية أخرى بهذه الفوضى على أرضه، خاصة ان العنصر السوري أصبح ينافس المواطن اللبناني في لقمة عيشه وفي كل القطاعات سواء الأطباء أو المهندسين والممرضين لغاية عمال جمع النفايات.
أغلبية السجون في لبنان أصبحت أكثرية نزلائها من السوريين ومعدل الجريمة قد ارتفع بسبب وجودهم.
نقول للنازحين السوريين: «يا غريب كون أديب»..
ونقول للبنانيين كما قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر «على لبنان أن يكون مع سوريا كيفما كانت» سوريا هي بوابتنا للعالم ونحن لا علاقة لنا بمن يحكمها لديها شعب إختار من يحكمه فهذا شأنه.
ولنتذكر ان إعادة إعمار سوريا التي بدأت تلوح بالأفق سوف تفوق الـ 500 مليار دولار وقد تصل الى 1 تريليون دولار، ولبنان هو البوابة الأقرب لإعمار سوريا ولو عرف لبنان كيف يستفيد من ذلك وحصل على 10% فقط من ذلك تكون حصته بين الـ 50 و100 مليار دولار.
أخيراً وليس آخراً نتطلع الى الوعي عند الجميع والإبتعاد عن الإستفزازت وعرض العضلات، العصبية والحدة لا تحل الأزمات والغضب أوله جنون وآخره ندم...