بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 شباط 2024 12:00ص هل باتت أنفاق حماس جحيماً لإسرائيل؟

حجم الخط
وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية حجم البنية التحتية لأنفاق غزة بانها كابوس فاجأ الجيش وكبار المسؤولين الإسرائيليين الذين نقلت عنهم أن أحد الأنفاق تسع لقيادة سيارة داخله، فيما امتدت منطقة أخرى بطول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريباً. كما عثر الجيش الصهيوني تحت منـزل أحد كبار قادة حماس على سّلَّم حلزوني يؤدي الى نفق يبلغ عمقه نحو سبعة طوابق، حسب المصدر عينه. ووفق الصحيفة فإن التفاصيل والمعلومات الجديدة حول الأنفاق التي أعلن الجيش عن بعضها تؤكد سبب اعتبار الأنفاق تهديداً كبيراً للكيان الصهيوني في غزة حتى قبل بدء الحرب. وبيّن التقرير أن نطاق وعمق ونوعية الأنفاق التي بنتها حماس أذهل المسؤولين والجنود الإسرائيليين الذين دخلوا الأنفاق منذ ذلك الحين بالإضافة إلى المسؤولين الأميركيين والسابقين ذوي الخبرة في المنطقة. ويعتقد الجيش الإسرائيلي إن تحت قطاع غزة أنفاقاً أكثر بكثير. وفي كانون الأول الفائت قدرت شبكة الأنفاق في غزة بنحو 250 ميلاً، ويقدر كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي الذين تحدثوا للصحيفة شرط عدم الكشف عن هويتهم أن الشبكة تتراوح حالياً بين 350 و450 ميلاً، وهي أرقام غير عادية لمنطقة تبلغ أطول نقطة فيها 25 ميلاً فقط. كما قدّر أثنان من المسؤولين وجود ما يقارب من 5700 فتحة منفصلة تؤدي الى الأنفاق, حسب «نيويورك تايمز» التي أشارت الى عدم القدرة على التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة. وأضافت الصحيفة بأن الأنفاق في نظر الجيش الإسرائيلي تعتبر كابوساً تحت الأرض وجوهر قدرة حماس على البقاء. وإشارة الى أن كل هدف استراتيجي لإسرائيل في غزة يرتبط الآن بمحو الأنفاق. وحسب التقرير أظهرت إحدى وثائق عام 2022 أن حماس خصصت ميزانية قدرها مليون دولار لأبواب الأنفاق وورشة العمل تحت الأرض، وقالت الصحيفة أن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية قدّروا وجود نحو 100 ميل من الأنفاق أسفل خان يونس, أكبر مدينة في جنوب غزة، حيث يخوض جيش الكيان الصهيوني قتالاً عنيفاً. وبعد مرور 120 يوماً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وعلى الرغم من بدئها في خطة تدمير أنفاق غزة بإغراقها بمياه البحر، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بتعثر جيش العدو الصهيوني في هذه الخطة. وأفادت إذاعة الحيش الصهيوني بأن النظام المسمّى أتلانتس المعتمد لإغراق أنفاق حركة المقاومة الإسلامية حماس لم يتمكن من تدمير سوى بضعة كيلومترات منها ويقدّر طول إمتداد أنفاق حماس بـ500 كيلومتر، وهو ما أكّده قادة حماس انفسهم في أكثر من مناسبة. وأفادت إذاعة الجيش الصهيوني المعادي بأن نجاح نظام أتلانتس كان في شمال قطاع غزة فقط حيث جرى تشغيله بنجاح جزئي جداً خصوصاً في الأنفاق القريبة من البحر. أما في وسط قطاع غزة فتفيد الإذاعة بوجود محاولة محدودة لتفعيل النظام، إلاّ أنها باءت بالفشل التام دون ذكر تفاصيل أكثر. وفي هذا الإطار أوضح معين الطاهر، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إن أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية أظهرت فشلاً ذريعاً في معرفة أي معلومة عن أنفاق المقاومة وحجمها وفتحاتها، وأضاف الطاهر في حديث الى العربي من عمان، أن جيش الإحتلال لم يفشل في اكتشاف خطط عمليّة طوفان الأقصى فقط، بل أيضاً في اكتشاف سنوات طويلة في أعداد المقاتلين والأنفاق. وأضاف انه في مقابل الفشل الإسرائيلي هناك أعجاز فلسطيني في إنشاء الأنفاق بهذا الطول والمساحة وشبكاتها ومكوناتها. ومن جهة أخرى قال تقرير صادر عن المخابرات الروسية بأن نتنياهو مذعور من إنقلاب داخلي عليه... وجيشه مرهق وجنوده يطلبون الإخلاء, وقوات النخبة ضُربت في مقتل وبايدن طلب صيغة لوقف الحرب وإسرائيل ستقدم تنازلات لم تعهدها والمقاومة تقاتل بضراوة غير مسبوقة وجرائم الإحتلال باتت عبئاً عليه وسيفاً مسلّطاً لمحاكمة مسؤوليه. إسرائيل على أبواب حرب داخلية ضارية، ستبدأ بإقالة نتنياهو ومحاكمته ومحاسبة كبار القادة على هزيمة 7 اكتوبر والفشل في الحرب. والأهداف التي لم تتحقق وتضليل الرأي العام والخسائر الاقتصادية وإفلاس الشركات وانفلات المستوطنين والتصعيد في الضفة والقدس والشمال وعدم الإستقرار، وصراع الساسة على النفوذ وانحسار الدعم الدولي وتزايد الملاحقات القانونية الدولية والأكثر خطورة هو بداية الهجرة العكسية, فحسب مصادر مختلفة فقد غادر حتى الآن أكثر من مليون ونصف صهيوني بنيّة عدم العودة جرّاء الحرب. إن الحرب دخلت مرحلة الإكتفاء والإحتلال الصهيوني يتجرّع ثم الهزيمة، وغزة ستحتفي بنشوة إنتصار رغم الآلام فلأول مرة منذ 75 عاماَ ضُرِبت إسرائيل على رأسها, وكُسرت شوكتها ووضعت المقاومة حدّاً لعربدتها.
ولا بد من التذكير بما قاله يوماً الشاعر الوطني الكبير خليل شحرور:
«ويا أميركا ويا علّة عالمية
يا أصل الشرّ يا إمّ البليّة
تا يبقى الشرق مستعمر زرعتي
بجسم الشرق دولة عنصرية»