بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الأول 2023 05:58م هل يؤشر الكلام الإيراني على حتمية الرد باقتراب موعد الانفجار؟

التركيز الدولي على منع تدخل "الحزب" ولا حديث عن وقف للنار

حجم الخط
كل شيىء يؤشر في المناطق الحدودية، مع ارتفاع وتيرة الأعمال العسكرية على نحو غير مسبوق بين "حزب الله" وإسرائيل، كما حصل اليوم باستهداف "الحزب" لعدد من المواقع الإسرائيلية، أن الوضع الميداني ذاهب إلى تفجير واسع، إذا قررت إيران التدخل في الحرب، لتخفيف الصغط عن حركة "حماس"، في وقت تحولت القرى والبلدات اللبنانية على طول الحدود مع إسرائيل إلى مناطق عسكرية، بعدما نزح عنها أهلها، في أعقاب اشتداد وتيرة القصف الصاروخي، على نحو ينذر باقتراب المواجهة الشاملة . ورغم تسارع الحركة الدبلوماسية في المنطقة، والتي ستبلغ أوجها بوصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل والأردن، غداً، إلا أنه لا يؤمل وفقاً لقراءة أوساط دبلوماسية، أن تساهم هذه الحركة في وقف الإجرام الإسرائيلي، بقدر ما ستكون حافزاً للجيش الإسرائيلي في الاستمرار في حربه على غزة، وتشجيعه على القيام بالاجتياح البري . 

وفي وقت كثف لبنان اتصالاته العربية والدولية، سعياً من أجل تحييده عن حرب غزة، حط في بيروت وزير خارجية تركية هاكان فيدان، حيث أجرى محادثات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، ركزت على تجنيب لبنان أي تداعيات محتملة لهذه الحرب . وهو الأمر نفسه الذي شددت عليه وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في لقاءاتها مع المسؤولين . وقد ظهر بوضوح أن معظم الدبلوماسيين الأجانب الذين زاروا بيروت، ركزوا على أمر واحد وأساسي، وهو الطلب إلى "حزب الله" عدم التدخل في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، دون أن يتحدثوا عن ضرورة وقف إطلاق النار، للتخفيف من معاناة الغزيين، والبحث في فتح معبر رفح، لأن الاستمرار في إقفاله، بمثابة حكم إعدام على ما تبقى من سكان القطاع

وفي حين واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التركيز في لقاءاته الدبلوماسية، وفي اتصالاته العربية والدولية، على سبل حماية لبنان وإبعاده عن حريق غزة ومنع التصعيد في المنطقة، توازياً مع جهود وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب  مع عدد من سفراء الدول المشاركة في قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان ( اليونيفيل)، حيث طلب من جميع السفراء المساعدة لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية، استرعى المراقبين الموقف الذي صدر عن السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني الذي كتب على منصة "إكس"، "حذرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر وزير خارجيتها من عدم وقف القتل والدمار في غزة. خذوا هذه التحذيرات على محمل الجد. قد يتصرف الآخرون دون سابق إنذار." وهذا ما أثار قلقاً من إمكانية أن تكون بلاده قد اتخذت قرارها من خلال "الحزب" بالدخول في الحرب، لدعم "حماس" . وهذا من شأنه أن يفتح أبواب المواجهة على مصراعيها، ليس في لبنان وغزة، وإنما على صعيد المنطقة برمتها .

ولم تستبعد مصادر معارضة أن تستخدم إيران لبنان مجدداً ساحة لتصفية حساباتها مع إسرائيل والولايات المتحدة، بعدما تحدث المرشد الإيراني عن ضرورة الرد على إسرائيل . وهذا ما يزيد المخاوف على جبهة الجنوب التي أوشكت فيها الأمور على الخروج عن السيطرة، سيما وأن المقربين من "الحزب" يسربون بأن ساعة الحسم أصبحت قريبة، في حال اتسعت رقعة الحرب في غزة . وما الكلام الإيراني المتزايد عن حتمية الرد على إسرائيل، إذا لم توقف جرائمها ضد الفلسطينيين، إلا مؤشراً على أن الوضع الميداني مرشح لمزيد من التدهور على مختلف الأصعدة في أي وقت . وهذا جلي في التطور النوعي في عمليات "الحزب" ضد الإسرائيليين، سواء في تكثيف هجماته، أو من خلال  الأسلحة التي بدأ باستخدامها في المعركة، ما يؤشر إلى أن الأمور اقتربت من المواجهة الكبرى، وعلى مختلف الجبهات . 

وبالنظر إلى مخاطر خروج الوضع عن السيطرة في الجنوب، فقد عادت قوى المعارضة للتحذير مما سمته "محاولات  حزب الله زج لبنان في الحرب"، مجددة رفضها "إدخال لبنان  في مغامرات لا مصلحة لنا بها بل دفعنا ثمناً باهظاً في السابق بسببها"، باعتبار أنها تخشى في ظل الدعم الدولي غير المسبوق لإسرائيل، أن تتذرع الأخيرة بأي هجوم قد يشنه "حزب الله" ضدها، للقيام بحرب تدميرية واسعة ضد لبنان، تفوق بنتائجها وفظائعها، ما حل باللبنانيين بعد عدوان تموز في ال2006 .