بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تشرين الأول 2023 05:18م هل يفتح العجز الداخلي الباب أمام الخارج لتسمية الرئيس؟

حجم الخط
أمام إصرار "الثنائي الشيعي" على التمسك بمعادلته، إما سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، أو لا رئيس . فمن الطبيعي ألا تنجح كل الوساطات العربية والدولية في تحقيق اختراق على جبهة الاستحقاق الرئاسي العالق ، طالما لم يحصل تغيير في هذه المعادلة التي تتسبب بإطالة أمد الشغور القاتل الذي يستعد لدخول عامه الثاني آخر الجاري. فالمعلومات التي توافرت ل"موقع اللواء" لا تشير إلى أن المبادرة القطرية التي يقوم بها الشيخ جاسم بن فهد آل ثاني، قد أحرزت تقدماً على صعيد معالجة العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب . طالما أن "الثنائي" لم يبد إستعداداً لتغيير موقفه، وتالياً القبول ب"الخيار الثالث" الذي بات حتمياً للخروج من المأزق الرئاسي، في وقت لم يحدد موعد عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت  .

وإزاء هذا الواقع فإنه ليس هناك ما يؤشر إلى إمكانية حصول تقدم في معالجة المأزق الرئاسي، ريثما يعود المسؤول القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى بيروت، توازياً مع انتظار عودة لودريان، لمعرفة المسار الذي ستسلكه الأمور على الصعيد الرئاسي، ما يوحي بوضوح بأن الأطراف اللبنانية قد سلمت أمرها للخارج من أجل حل معضلة الانتخابات الرئاسية ، بعدما وصل سعاة الخير إلى ما يشبه القناعة بأن اللبنانيين عاجزون عن انتخاب رئيس لبلدهم، ما قد يدفع الخارج إلى وضع القيادات اللبنانية أمام الأمر الواقع، أي أن يفرض رئيس الجمهورية بإيعاز خارجي، وهو أمر يتجنبه الوسطاء حتى الآن، باعتبار هذا الاستحقاق شأناً سيادياً لبنانياً . لكن اللامبالاة اللبنانية ، معطوفة على التحذيرات العربية والدولية من تداعيات الشغور القائم، قد تدفع الخارج إلى اتخاذ خطوة يتردد كثيراً في الإقدام عليها .

ورغم حرص المجموعة الخماسية على الاستعجال في إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، إلا أن الأميركيين وكما علم من مداولات اجتماعات المجموعة الخماسية، لا يزالون عند موقفهم المتشدد بعدم وصول أي مرشح حليف ل"حزب الله" إلى رئاسة الجمهورية . وهو ما دفعهم إلى الاعتراض على المبادرة الفرنسية حتى تمكنوا من الإطاحة بها، وهذا ما برز بدعوة المبعوث الفرنسي لودريان، اللبنانيين إلى البحث عن "خيار ثالث"، بعد سقوط معادلة (أزعورـ فرنجية)  . ما دفع "حزب الله" الذي استاء من التغيير في الموقف الفرنسي باتجاه الخيار الثالث، إلى التشدد في موقفه الداعم لفرنجية، والتصويب باتجاه المعارضة وتحميلها مسؤولية عدم انتخاب رئيس للبلد . وإن كان الوسطاء العرب والدوليون، يؤكدون أن الكرة في الملعب اللبناني، من أجل أن يكون للبنان رئيس في مهلة أقصاها آخر العام الجاري . وهذا يفرض تنازلات متبادلة بين الأطراف اللبنانية، لملاقاة الجهود القطرية المدعومة من المجموعة الخماسية، حتى يستعيد لبنان  دوره في محيطه والعالم .

في المقابل، فإن استمرار "حزب الله" في اتهام قوى المعارضة بالعرقلة والتعنت، يؤشر إلى أن الوضع يسير نحو مزيد من التأزم، مع إخفاق الجهود الخارجية من تحقيق مبتغاها، على ما أكده القيادي في الحزب الشيخ نبيل قاووق، من ان "الحراك الداخلي والخارجي حول ملفّ الرئاسة لم يُحدث أيّ تقدّم للخروج من المأزق"، وإشارته إلى أنّ "المعادلة أصبحت واضحة والتوازنات الداخلية في المجلس النيابي تفرض على جميع الأطراف الإتفاق والحوار . وهذا يؤكد أن "الثنائي" لن يتخلى عن مطالبته بالحوار، في حين  جدّد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الدعوة للتفاهم على انتخاب رئيس وتكوين السلطة، على اساس رؤية واضحة تحدّد الخيارات السياسية والاقتصادية، في ظل تحذيرات من استمرار حملته على الجيش اللبناني وقيادته، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان . وأشارت أوساط مراقبة أن حملة باسيل على قائد الجيش العماد جوزف عون، معروفة الأهداف والدوافع، بعد تراجع حظوظ رئيس "العوني" الرئاسية، لمصلحة الخيار الثالث الذي يتصدره العماد عون. 

وأكدت الأوساط، أن الصورة الرئاسية ضبابية على أكثر من صعيد، بعد اصطدام جميع المبادرات بتشدد "الثنائي" ورفضه التنازل عن شروطه، في مقابل إصرار المعارضة على الوقوف في وجه مرشح الحزب، ورفضها تقديم أي تنازلات على هذا الصعيد، وهو أمر أكد عليه عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل أبو فاعور الذي أشار إلى أن الرئاسة لا تبدو وشيكة رغم المبادرات الناشطة والمتعددة، مشدداً على أن المنطق يقول ان لا حظوظ لأي رئيس غير وفاقي . وهذا يدفع إلى القول أن الجهود التي تبذل في أكثر من اتجاه، ستتمكن في نهاية المطاف من إيصال رئيس توافقي للجمهورية قبل نهاية العام.