بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الثاني 2017 10:34ص العالم بين «الصراط المستقيم» و«المغضوب عليهم»

حجم الخط

استشهاد الإنسانية على مذبح بني البشر، استشهاد الإنسانية على مذبح الياس وريتا وهيكل. كيف يُعقل أن نرقص على آلام أمٍ وأبٍ مفجوعين بفقدان فلذة كبدهما؟ كيف يُعقل أن نستخف بقهرعروسٍ فقدت عريسها؟ كيف يُعقل أن نقتل مرتين شهداء الحياة؟ من نحن كي نُصنف البشر؟ وحده الله سبحانه وتعالى يحكم بيننا فيما كنا فيه مختلفين على الأرض وفي السماء.

العالم يعاني من إستقواء المغضوب عليهم والضالين على جماعة المؤمنين المتمسكين بالصراط المستقيم. المغضوب عليهم هم الإرهاب الذي يأكل البشرية، هم الفيروس الأسود الذي يضرب بذور الإنسانية، هم إرهاب باسم الإسلام ينادي الله أكبر ويقتل بإسم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. المغضوب عليهم هم أيضاً أولئك الذين يُحرضون على الفتنة والإنقسام، هم أيضاً الذين يستهزئون بمشاعر الآخرين من دون رحمة، هم أيضاً الذين شتموا نفساً بشرية كرمها الله.

يا شعب الصراط المستقيم لا تيأسوا من نشر السلام والرحمة والمودة بين الناس أجمعين من مختلف أتباع الأديان والحضارات والثقافات. الصراط المستقيم لأجل أن يُعمِّر الإنسان في الأرض لا أن يُعمِّر فيها ديناً أو طائفة أو مذهباً. الصراط المستقيم لأجل السلام مع الإختلاف والتنوع والتعددية حكمة من الله للبشرية. الصراط المستقيم نقرأها في قرآننا الكريم: «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» (يونس – 99)؛ «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة» (هود – 118).

لتكن الإنسانية دربنا والوحدة سقفنا، ولنقرع الأجراس ونرفع الأذان من أجل خالقنا شاء من شاء وأبى من أبى.