معروفة بالزهرة اللّبنانية الجميلة، انها "سوسن صوفر" تنمو على ارتفاع ١٤٠٠م وما فوق، اكتشفت للمرة الاولى في عاليه من قبل العاماء الجيولوجيين، وقد سجّل العالم فوستر وجودها في قرطبا منذ العام 1901، كما لاحظ خبراء الطبيعة انتشارها بكثافة في فاريا وزحلة ومعظم الجبال اللبنانية.
هذه الزهرة اللبنانية الجبلية هي من النباتات المهمة جدّا على مستوى التنوع البيولوجي في لبنان.
ولكن رغم كونها خليلة المراعي الخضراء والجبال الوعرة، الا انها معرضة اليوم للانقراض بسبب العوامل التي تتعرض لها جبال لبنان من انتهاكات وتشويه للبيئة يوما بعد يوم.
الجدير بالذكر أن أكثر من 48 نوعاً من الحشرات ينمو وسط هذه الزهرة ويتكاثر نتيجة وجودها، لندرك مدى أهمية وميزة هذه الزهرة المعروفة بسوسنة صوفر "Iris sofarana" والتي نجدها في البراري التي لا تطؤها أرجل التلوث.
تعاني سوسنة صوفر اليوم من خطر الانقراض لأسباب متعددة منها تدهور موائلها الطبيعية، النمو السكاني والعمراني في المناطق الجبلية، المقالع والكسّارات، بالإضافة إلى قطفها من المواطنين.
اكتشف هذه الزهرة العالم هارتمن في عين صوفر على ارتفاع 1500 متر، لكن سرعان ما دمِّر الموقع و صنّفها ووصفها عام 1899 العالم فوستر.
وقد سجل وجودها في قرطبا عام 1901 على ارتفاع 1400 متر، وسُجّل وجودها في مواقع مختلفة من قبل علماء، باحثين ومستكشفين معاصرين:
«موترد» اكتشفها في أسفل منحدرات جبل الكنيسة وعلى هضاب حزرتا ومرتفعات زحلة، كما سجّل وجودها أيضاً في منطقتي فاريا وبشري.
تمثل هذه الزهرة قيمة جمالية وبيئية وأهمية استثنائية لبلدة صوفر ــــــ قضاء عاليه التي حملت الزهرة اسمها في كل الموسوعات النباتية في العالم.
ومع اللامبالاة المستمرة في تدمير طبيعة لبنان، تعمل حاليا العديد من الجمعيات الأهلية على نقل سوسنة صوفر من مرحلة تكون فيها هذه الزهرة معرضة للانقراض إلى مرحلة تكون فيها قادرة على التكاثر في موطنها الطبيعي أي الغابات والأحراش والمحميات الطبيعية.