أرشيف

على وقع تصاعد التوتر بين أكثر من جهة، وعلى أكثر من صعيد في المنطقة الحامية تطوراتها، تتكشّف يومًا بعد يوم، مخاطر جديدة على سلامة الطيران المدنيّ وركابه.

فبعد أيام على نجاة طائرة مدنيّة من الغارات الإسرائيليّة في سوريا، وهبوطها اضراريًا في قاعدة حميميم، وفق ما أعلنت حينها وزارة الدفاع الروسيّة، والتي سبقتها حادثة مأساويّة طالت الطائرة الأوكرانيّة التي أسقطها الحرس الثوريّ الإيرانيّ بقصف صاروخيّ "عن طريق الخطأ"، أثناء قصفه قاعدتين أميركيتين في العراق، ظهرت اليوم بعض التفاصيل عن خطرٍ تعرّض له الطيران المدنيّ في سوريا، بعد الاعتداءات الإسرائيليّة على مطار دمشق، أثناء وجود طائرة مدنيّة.

لأكثر من مرة، وأكثر من سبب، تأجّل انطلاق الرحلة 202 المتجهة من القاهرة إلى دمشق، لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة، من السادسة مساء يوم الخميس الماضي حتى التاسعة والنصف. تأخير جعل وصولها يتزامن تقريبًا مع اعتداءات لم تستثن مطار العاصمة السوريّة.

ففي التاسعة والنصف انطلقت الرحلة، لتصل في الحادية عشرة والنصف تقريبًا أي قبل حوالي ربع ساعة من بدء الاعتداءات الإسرائيليّة.

يتحدث الكابتن البحريّ محمد محفوظ لروسيا اليوم، عن حالة الهلع التي عاشها المسافرون أثناء تساقط القذائف، ويقول إنّ التوقيت تزامن مع خروجهم من صالة الواصلين: "لما طلعنا من الصالة، وقبل أن نستنشق الهواء السوري، بدأت القذائف".

يصف محفوظ كيف بدأ الصراخ وحالة الخوف التي جعلت البعض ينبطحون أرضا، وأضاف "كان هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ولم يكن أحد يفهم ما يحدث".

كان محفوظ عائدًا بعدما أنهى عقده في الإسكندريّة في مصر، وكان موعد إقلاع الطائرة محددًا في السادسة مساء، موضحًا: "أخبرونا بتأجيل الانطلاق حتى الثامنة، ثم عادوا وأخبرونا بتأجيله حتى التاسعة والنصف، وحين سألنا قالوا إن ثمة خطأ ميكانيكيًا، ثم أخبرونا أنّ التأخير من المطار في سوريا، ثم قالوا إن ثمة زحامًا في مدرجات مطار القاهرة".

شخص آخر كان على متن تلك الرحلة، تحدّث لروسيا اليوم، وفضّل ألا يذكر اسمه، قائلا "إنّ القذائف طالت مدرج المطار وصالة الاستقبال"، كما شاهد قذائف تستهدف خزانات سادكوب، مشيرًا إلى أنّ "قذيفة سقطت في المحرس الذي يقع أول المطار، كان بعيدًا عني بنحو 20 مترا، والحمد لله لم يكن أحد داخله". ويضيف أنّ القذائف استهدفت مدرج المطار رغم وجود طائرة عليه كانت تستعد للمغادرة إلى العراق.

إعداد "اللواء" _ المصدر: روسيا اليوم