بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 نيسان 2024 12:19ص مجلس الحرب يبحث صفقة الأسرى.. ونتنياهو يسحب الثقة من المفاوض الأمني

ضربات تستهدف الآمنين في رفح.. «وحماس» تتمسك بوقف كامل للنار.. وإضراب في الضفة

جانب من عمليات دفن جثث شهداء المقبرة الجماعية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جانب من عمليات دفن جثث شهداء المقبرة الجماعية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس
حجم الخط
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس أن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي صادق على خطط المراحل اللاحقة من الحرب على قطاع غزة في الوقت الذي كثف فيه ضرباته ضد المدنيين الأمنين في رفح.
ويبحث مجلس الحرب الإسرائيلي في وقت لاحق صفقة التبادل وسط انقسامات متجددة وغداة سحب رئيس الحكومة الثقة من فريق التفاوض الأمني الذي اتهمه بتقديم "إحاطات كاذبة" تزرع اليأس وتدفع حماس إلى التصلب في موقفها".
من جهة أخرى تشهد الضفة الغربية المحتلة غليانا شعبيا وإضربا تنديدا بالاعتداءات الاسرائيلية اليومية للجيش وقطعان المستوطنين.
وأمس قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إن هاليفي أجرى تقييماً للوضع، خلال اجتماع في مقر قيادة المنطقة الجنوبية، وصادق على خطط للمراحل اللاحقة من الحرب، مع قائد المنطقة الجنوبية الجنرال يارون فينكلمان، وغيره من القادة. 
وأمس توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،  بزيادة «الضغط العسكري» على "حماس" في الأيام المقبلة»، 
وقال في بيان مصور عشية عيد الفصح اليهودي: «سنوجه ضربات إضافية ومؤلمة... في الأيام المقبلة سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس لأن هذا هو السبيل الوحيد لدينا لتحرير الرهائن».
وأظهر استطلاع للقناة 13 الإسرائيلية مساء أمس أن 68% من الإسرائيليين لا يصدقون تصريح نتنياهو بأن إسرائيل على بعد خطوة من النصر في غزة.
وفي موضوع المفاوضات زعم نتنياهو أن حماس "رفضت كافة المقترحات" لإبرام صفقة التبادل مستشهدا بتصريحات لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في هذا الشأن.
وأضاف أنه "بدلًا من التراجع عن مواقفها المتطرفة، تقوم حماس بالبناء على الانقسام في داخلنا، وتستمد الدعم من الضغوط الموجهة ضد الحكومة الإسرائيلية. ونتيجة لذلك فهو (الضغط على حكومته - في إشارة إلى المظاهرات المتصاعدة ضدة سواء تلك التي تنظمها عائلات أسرى إسرائيليين في غزة أو الحركة الاحتجاجية) لا يؤدي إلا إلى تشديد شروط حماس للإفراج عن مختطفينا؛ لذلك، سنوجه له ضربات إضافية ومؤلمة، وسيحدث ذلك قريبًا".

بدوره، أقر عضو حكومة الحرب بيني غانتس أن إسرائيل لم تحقق كل أهداف الحرب بعد، لكنها لم تتنازل عن أي منها.
 واعتبر غانتس أن أول أهداف الحرب إعادة المحتجزين، وأن إسرائيل ملزمة بإعادتهم، ولتحقيق ذلك فإنها بصدد تفعيل وسائل ضغط إضافية، عسكرية وسياسية واقتصادية.
وأشار إلى أن زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار هو مفتاح أي صفقة لاستعادة الأسرى، كما تحدث عن التزام إسرائيل بإنشاء ما سماه بديلا لسلطة حماس في قطاع غزة، على أن يكون الائتلاف الإقليمي جزءا من ذلك، بحسب قوله.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "معاريف" عن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك قوله إنه يجب على إسرائيل أن تعلن انتهاء الحرب، فقد خسرت بالفعل.
وأشار بريك إلى أن تل أبيب ليس لديها القدرة على تدمير حماس نهائيا، وأن دخول رفح لن يساعد في ذلك.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جددت مساء أمس الأول تمسكها بوقف إطلاق النار دائم وسحب جيش الاحتلال لكامل قواته من القطاع.
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية -في مقابلة تلفزيونية خلال زيارته لتركيا السبت- إن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية متمسكة بوقف إطلاق نار دائم في غزة والانسحاب الشامل من كل مناطق القطاع وعودة النازحين بشكل كامل إلى مناطق سُكناهم.
كما أكد أهمية موضوع الإعمار ورفع الحصار والتوصل إلى صفقة تبادل "مشرفة".
وأضاف "العدو الصهيوني رغم عشرات الجلسات والأوراق المتبادلة عبر الوسطاء، فإنه حتى هذه اللحظة لم يوافق على وقف إطلاق النار على قطاع غزة. كل ما يريده هو استعادة أسراه، ثم يستأنف الحرب على غزة. وهذا لا يمكن أن يكون".
وتابع "هو يريد لحماس وللمقاومة أن توافق على خرائط لانتشار الجيش الإسرائيلي كأننا نشرعن احتلال القطاع أو جزء منه، وهذا لا يمكن أن يتم".
وعن موضوع الدول الضامنة الذي تم تناوله في المفاوضات الجارية عبر وسطاء، قال هنية إن "المقاومة الفلسطينية تطالب في المفاوضات بتسمية مصر وقطر وتركيا وروسيا والولايات المتحدة، بالإضافة للأمم المتحدة، دولا ضامنة، إلا أن إسرائيل ترفض ذلك".
على صعيد آخر أكد نتنياهو أنه سيتصدى لأي عقوبات تُفرض على أي وحدة عسكرية إسرائيلية، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام أن واشنطن تعتزم اتخاذ مثل هذا القرار ضد وحدة بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وذكر موقع أكسيوس الإخباري السبت أن واشنطن تعتزم فرض عقوبات على وحدة نتساح يهودا الإسرائيلية التي تنفذ عمليات في الضفة الغربية المحتلة. 
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أمس أنه لا علم له بأي عقوبات أميركية على كتيبة "نتساح يهودا".
وقال إن "وحدة نتساح يهودا التابعة لنا وحدة قتالية نشطة، وتعمل وفقاً لمبادئ القانون الدولي"، بحسب رويترز.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة فرض سلسلة جديدة من العقوبات تتعلق بمستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، في أحدث إشارة إلى تزايد الغضب الأميركي من سياسات نتنياهو الذي تعتمد الحكومة الائتلافية التي يرأسها على أحزاب المستوطنين.
وقال نتنياهو في بيان "إذا اعتقد أي شخص أن بإمكانه فرض عقوبات على أي وحدة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، فسأتصدى له بكل قوتي".
ورفضت وزارة الخارجية الأميركية الإدلاء بتعليقات أخرى بخلاف التي أدلى بها الوزير أنتوني بلينكن الجمعة.
وقال بلينكن إنه اتخذ "قرارات" بشأن اتهامات بأن إسرائيل انتهكت مجموعة من القوانين الأميركية التي تحظر تقديم مساعدات عسكرية لأفراد أو وحدات تابعة لقوات الأمن ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وذكرت مؤسسة (برو بابليكا) المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية الصحفية الأسبوع الماضي أن لجنة خاصة تابعة لوزارة الخارجية تعرف باسم لجنة ليهي للتدقيق قدمت توصية لبلينكن قبل أشهر بعدم أهلية العديد من وحدات الجيش والشرطة الإسرائيليين لتلقي مساعدات أمريكية بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.
من جهته قال مكتب غانتس إن عضو حكومة الحرب تحدث إلى بلينكن وطلب منه إعادة النظر في قرار فرض عقوبات على وحدة نتساح يهودا التابعة للجيش الإسرائيلي.
بدوره قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن الجيش الإسرائيلي وقادته أول المتضررين من السياسة غير الشرعية والفشل السياسي للحكومة مضيفا أن العقوبات الأميركية على كتيبة "نيتسح يهودا" خطأ ويجب أن نعمل على إلغائها.
إلى ذلكا قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن واشنطن تدرس عقوبات على وحدات عسكرية وشرطية إسرائيلية أخرى إضافة إلى كتيبة نتساح يهودا.
وأقر مجلس النواب الأميركي بأغلبية الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أمس الأول حزمة مساعدات أمنية بقيمة 95 مليار دولار لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، وذلك رغم اعتراضات قوية من بعض الجمهوريين المتشددين.
وأجاز المجلس حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، و26 مليار دولار لإسرائيل (مقسمة 17 مليار دولار لإسرائيل و9 مليار دولار كمساعدات إنسانية لغزة).
وبموافقة المجلس انتقل التشريع إلى مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الديمقراطية، الذي أقر إجراء مماثلا قبل أكثر من شهرين.
ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على الحزمة خلال أيام ويرفعها إلى الرئيس جو بايدن للتوقيع عليها لتصبح قانونا.
وحث بايدن مجلس الشيوخ على الإسراع بإرسال حزمة المساعدات إلى مكتبه ليوقع عليها، وفق البيت الأبيض.
وأدانت حماس المساعدات الأميركية للكيان الإسرائيلي، معتبرة أن "هذه الخطوة تعد تأكيدًا للتواطؤ والشراكة الرسمية الأميركية في حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الفاشي ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة". 
وأضافت الحركة في بيان أن "الإدارة الأميركية ورئيسها جو بايدن شخصياً، يتحملون المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية عن جرائم الحرب التي يقترفها الكيان الإسرائيلي..  من خلال هذا الدعم". 
وفي السياق أعلن الدفاع المدني في غزة، أمس انتشال جثامين 190 شهيدا من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، تعود لفلسطينيين معظمهم نساء وأطفال، قتلهم جيش الاحتلال أثناء اقتحامه المجمع ودفنهم بشكل جماعي داخله.
وأكدت حماس أن المقبرة الجماعية المكتشفة هي  "جريمة مروعة، ومن عمليات القتل بالجملة للمدنيين العزل، التي ما كانت لتتواصل لولا الدعم السياسي والعسكري اللامحدود، والغطاء الذي تمنحه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن" لإسرائيل.
يشار إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34097 شهيدًا و76980 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ميدانيا وفي اليوم الـ198 من الحرب على غزة أوقع القصف الإسرائيلي عشرات الشهداء والجرحى في مخيم النصيرات وسط القطاع وفي رفح جنوبه، وذلك بعد ساعات من ارتكاب قوات الاحتلال 5 مجازر جديدة بحق المدنيين.
 وفي الضفة الغربية المحتلة عمّ الإضراب الشامل المحافظات كافة  تنديداً بالعملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، وبالهجوم المتواصل على قطاع غزة.
وشلّ الإضراب مناحي الحياة كافة، وأُغلقت المدارس والجامعات، والمحلات التجارية، وسط دعوات الجماهير إلى الاستمرار بفعاليات المواجهة مع القوات الإسرائيلية في كل مدينة وقرية ومخيم، والخروج بمسيرات غضب. 
إلى ذلك اتهم الادعاء العام الإسرائيلي أمس أخت إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالتحريض والتضامن مع جماعة إرهابية بعدما أشادت بالهجوم طوفان الأقصى.
وتعيش صباح عبد السلام هنية (57 عاما) في بلدة تل السبع بجنوب إسرائيل. 
وقالت وزارة العدل الإسرائيلية إن أخت هنية محتجزة منذ اعتقالها في الأول من نيسان الجاري. ولم يصدر تعليق بعد من محاميها.
ووفقا للائحة الاتهام، أرسلت صباح هنية بعد أيام فقط من هجوم حماس على جنوب إسرائيل رسائل إلى عشرات من جهات الاتصال، بما في ذلك لإسماعيل هنية، أشادت فيها بالهجوم عبر الحدود.
في الشأن الإسرائيلي الداخلي توقعت مصادر إعلامية عالمية وإسرائيلية عدة عودة التوتر والانقسامات إلى مجلس الحرب الإسرائيلي بعد تجاوز الأزمة مع إيران غداة التقارير التي تتحدث يوميا عن فشل الإستراتيجية التي يعتمدها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحروب.
وفي هذا السياق قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن نتنياهو هدد خلال اجتماع لمجلس الحرب بإخراج كل من يسرب المعلومات بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة.
من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن "الإحاطات الكاذبة من الوفد المفاوض تزرع اليأس وتدفع حماس إلى التصلب في موقفها".
وكانت هيئة البث قالت في وقت سابق أمس إن رئيس الوزراء اتهم وزير الدفاع يوآف غالانت بتسريب مناقشات مغلقة بحضوره ومشاركة رئيسي جهاز الأمن العام (الشاباك) والاستخبارات الخارجية (الموساد).
من جهتها، ذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن نتنياهو منع عقد جلسة إستراتيجية أقرها مجلس الحرب سابقا لمناقشة أهداف الحرب.
من جهة ثانية قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية زاهر جبارين إن الأخبار المتداولة عن نقل مكاتب الحركة من قطر إلى تركيا غير دقيقة، وشدد على أن حماس لن تنقل مكاتبها إلى أي مكان خارج الدوحة.
وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، أكد جبارين أن هذه الأخبار مردها الضغط الإعلامي على الحركة، مشيرا إلى أن حماس لها مكاتب عاملة في إسطنبول منذ نحو 10 أعوام، وما زالت مستمرة في عملها حتى اليوم.
وفي ما يتعلق بنتائج الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى تركيا، واستقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له، قال جبارين إن هذه الزيارة نتجت عنها مجموعة من القرارات، منها ممارسة تركيا ضغوطا بما لديها من أدوات سياسية ودبلوماسية من أجل وقف شلال الدم في قطاع غزة، والعمل من أجل وقف إطلاق النار.
وكان الرئيس التركي استقبل هنية أمس الأول في إسطنبول، بحضور وفد يمثل قيادات الحركة.
وذكرت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية الرسمية (تي آر تي) أن أردوغان ناقش مع هنية جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية هناك.
في سياق آخر ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) أن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي شكر القوات المسلحة على الهجوم على إسرائيل في 13 نيسان، الجاري قائلا إن الجمهورية الإسلامية أظهرت قوتها بغض النظر عن عدد الأهداف التي تم ضربها.
وقال خامنئي أمس "مسألة عدد الصواريخ التي أطلقت أو أصابت هدفها والتي يركز عليها الجانب الآخر، هي مسألة ثانوية وفرعية، والأهم منها إثبات قوة إرادة الشعب الإيراني والقوات المسلحة على الساحة الدولية وهذا هو سبب انزعاج الطرف الآخر". 
(الوكالات)