بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 أيار 2025 12:00ص العمّال وقضاياهم خارج إهتمام سينمائيي اليوم

حجم الخط
عندما عُرض فيلم: «الأرض»، للمخرج يوسف شاهين عام 1970، خطت السينما معه يومها أميالاً إلى الأمام بعدما إقتصر الإهتمام بالعمال والفلاحين على المسلسلات التي تدور أحداثها في الصعيد، وبما أن مطلع شهر أيار/ مايو من كل عام يحوّل البوصلة صوب العمال في عموم العالم رغبنا في إستطلاع العلاقة بين العيد وأهله ونظرة السينما إليه وإلى هذه الفئة من الناس.
نعم لم يقتصر الإهتمام على شاهين بل إن المخرج صلاح أبو سيف قدّم نموذجاً حيّاً من أجواء الفلاحين في فيلمه الجميل: «المواطن مصري»، والذي إعتبره عمر الشريف من أفضل أفلامه منذ ما بعد عودته من العالمية إلى مصر، بينما وصفه آخرون ونحن منهم بأنه أقوى أداء قدّمه الراحل عزت العلايلي في مسيرته، وكان عمر أشاد بحضور عزت وتميّزه في الدور الأمر الذي ضاعف من قيمة ومستوى الأحداث.
وبالجديّة نفسها صوّر محمد خان الفيلم الجميل: «خرج ولم يعد»، مع يحيى الفخراني وليلى علوي، وكانت المشاهد كلها في الريف وأهله وكم أحب لاعب الشخصية الرئيسية حياة الأرض والزرع والفلاحين والطبيعة، ليكمل خان على النهج نفسه من التعاطي مع اليد العاملة بإحترام وتقدير في فيلم: «فتاة المصنع»، بطولة ياسمين رئيس، الذي عرض عام 2006 وركّز على نموذج نسائي من الطبقة العاملة، لكن تبقى هذه الأجواء طاقات مبعثرة لا تفي الطبقة العمالية حقّها من إهتمام الشاشة الكبيرة في وقت يكون فيه التركيز على المهن النخبوية كالطب والهندسة والمحاماة والإلكترونيات، بعيداً عن عمال المصانع والكادحين من أصحاب المهن - الصنايعية - لا لشيء إلّا لتغطية ما يبذله هؤلاء من مشقة وتعب لكسب اللقمة الحلال، وللتأكيد أن من يظهر ببذلة راقية مع ربطة عنق وأناقة، هو أفضل من العامل بملابس متواضعة تحمل علامات من أثر المهنة وعناصرها.
وحتى لا تبقى هذه المواضيع قصراً على الأشرطة الوثائقية غير الجماهيرية كما هي حال الأفلام الروائية الطويلة، لا بأس من شمول عمال الصناعات ضمن إهتمامات كتّاب السيناريو وهم يجهدون في صياغة الجديد من الأفكار والقصص.
لن تلاقي السينما جمهورها إلّا عندما تكون واقعية تعكس بيئتها وإلّا ستظل تغرّد في سرب وهمي ولن تعثر على رواد لمتابعتها.