بدعوة من منظمة «تحدّي» شاهدنا على شاشة جمعية متروبوليس - مار مخايل، عرضاً لفيلم: «باي باي طبريا» للمخرجة لينا سويلم، في 82 دقيقة، التي أنجزت جانباً من سيرة والدتها الممثلة المعترف بموهبتها عالمياً هيام عباس، فكتبت نصاً بمشاركة نادين نعوس، وغلاديس جوجو بإشراف كريم قطان، رمز بشكل أساسي إلى تاريخ النكبة ما قبلها وما بعدها من مشاهدات وحيثيات ونوستالجيا من صلب العائلة أمّاً عن جدة بما يعني زمن الإستعمار الإنكليزي، وما تلاه من الهجمات البربرية للعصابات الصهيونية التي قتلت وشرّدت أهل الأرض واغتصبت حقهم على مرأى من العالم.
عملية الربط بين سيرة الأم الممثلة والوطن المغتصب جاءت جدّ موفقة وتعبر على الشاشة بسلاسة وتدفق مع حضور طاغٍ لـ هيام التي كشفت عن موهبة كوميدية فيها أضواء الحياة وإشراقها، مما أعطى الفيلم دفعة قوية ومميّزة ليكون جماهيرياً ومحترماً جداً من المنابر السينمائية العالمية مما أوصله للتباري في مسابقة أوسكار أفضل فيلم عالمي العام الماضي، وهو حظي بمباركات عربية وأجنبية أينما تبارى.
هيام في واحدة من زياراتها المتقطعة لأهلها في الأراضي المحتلة تلتقي من بقي منهم على قيد الحياة وتتذكّر بكثير من الشفافية من رحل مع حيثيات تفيد في سياق الموضوع الأساسي وهو الإحتلال، وهات يا أخبار ونوادر وحكايات مع مواد أرشيفية تعود بنا إلى الأربعينات وعصر الإستعمار الإنكليزي ثم الهجمات الشرسة للعصابات الصهيونية وإغتصابها الأرض وتشريد الشعب في أصقاع الدنيا.
معظم المشاركين أمام الكاميرا من عائلة هيام عباس مضافاً إليهم: أميمة يونس، بثينة حاجو، ديانا حسين، وفا مالغو، زاهرة بونشادا، حنان دياب، أمير خليل، مع ظهور متفرق للمخرجة لينا سويلم، التي سبق لها وقدمت فيلماً جميلاً ومؤثراً بعنوان: «جزائرهم»، و«باي باي طبريا» لا يقلّ أهمية عنه، صاغ الموسيقى التصويرية:أمين بوحافة، أدار التصوير، فريدا مرزوق، كاستنغ: غلاديس جوجو.