بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 نيسان 2020 08:57ص إقرعوا ناقوس الخطر.. العنفُ المنزلي في أعلى درجاته!

حجم الخط
خلف الابواب الموصدة ومن وراء الجدران نسمع دويّ صراخ النساء المعنّفات..أقوى من الرصاص.العنف الجسدي والمعنوي يحطّمهنّ ويمزقهنَّ إرَبًا إربا. حكاياتٌ تدمي القلب وتدمع العيون.فالبيت وبدل ان يكون مركزًا للحماية اصبح مسرحًا للعنف.والحجر المنزلي جراء الوباء المتفشي"كوفيد ١٩"اصبح حجزًا منزليًا او سجنًا منزليًا يُمارَس فيه شتى انواع العنف ضدّ النساء. العنف المنزلي الذي يمارسه الاب، الاخ أو الزوج وحتى ولو حصل في مساحة خاصة،يبقى جرمًا قائمًا بحدّ ذاته ولا مجال لتجاهله ورفضه بعد اليوم فهو مشكلة اجتماعية خطيرة، ولا لكمّ أفواه النساء. البعض من النساء غَلبنَ العنف وانطلقنَ نحو حياة جديدة، ليشجّعنَ كلّ امرأة معنَّفة وقابعة في منزلها الأبوي أو الزوجي وسط الخوف واليأس، على تحرير نفسها والبعض الاخر تنتظرنَ يد العون والتشجيع.

وللاضاءة على موضوع العنف المنزلي الذي لامس الخطوط الحمر كان ل"اللواء"اتصال بالمتخصصة في علم الجريمة باميلا حنينة التي بدورها استندت على احصاءات ونسب دقيقة من قوى الامن الداخلي ومنظمة كفى وجمعية أبعاد.

١-ما هي معايير وانواع العنف المنزلي؟
بادئ ذي بدء، من المهم للغاية الإشارة إلى أن العنف المنزلي نادرًا ما يكون حدثًا "لمرة واحدة". فمن المرجح أن تتعرض النساء بشكل متكرر للإيذاء. ثانياً في كل حالة من حالات العنف المنزلي تتضح القوة والسيطرة على الضحية بشكل ملحوظ. تؤكد هذه النقاط وحدها على حقيقة أن العنف المنزلي مشكلة مدمرة. ومع ذلك من خلال النظر في طبيعة الانتهاكات، فمن الواضح أن هذه المشكلة المدمرة معقدة للغاية. ومن الإنصاف أن نقول إنّ العنف الجسدي هو أول ما يتبادر إلى الذهن عند النظر في نوع الإساءة التي قد يعاني منها ضحايا العنف المنزلي. ومع ذلك بالنظر إلى تعريف المنظمات والحكومات للعنف المنزلي يصبح من الواضح أن معظم الحالات هي أكثر تعقيدًا من ذلك، لأنّ العنف الجسدي هو مجرد عنصر واحد من العنف المنزلي ويمكن أن يحدث العنف المنزلي معه أو بدونه. سمات أخرى للعنف المنزلي تشمل السلوك التهديد و /أو الاعتداء النفسي أو الجسدي أو الجنسي أو المالي أو العاطفي. عجلة العنف (أو يشار إليها أحيانًا باسم عجلة السلطة والسيطرة) هذه الفكرة تم تطويرها لإظهار أنواع مختلفة من السلوك التي تشكل العنف المنزلي وكل هذه تستند السلوكيات على القوة والتحكم. تشير عجلة العنف إلى وجود ٨ طرق مختلفة يمكن من خلالها للجاني اكتساب القوة والسيطرة على ضحيته هي:
١- استخدام الإكراه والتهديدات.
٢-استخدام التخويف.
٣-استخدام الإساءة العاطفية.
٤- استخدام العزلة.
٥-الإنكار واللوم.
٦- استخدام الأطفال.
٧-استخدام امتيازات الذكور.
٨-استخدام الإساءة الاقتصادية.

٢-خلال التعبئة العامة،ما هي اسباب العنف المنزلي وكيفية معالجته؟
إن العنف المنزلي غالباً ما يتصاعد أثناء وبعد الكارثة. ونظرا لأن الناجين من العنف المنزلي غالبا ما يكونون معزولين بالفعل مع وصول محدود إلى الموارد المالية والتواصل الاجتماعي فقد يكون من الصعب العثور على الدعم الذي يحتاجونه. واهم عامل يمكن للافراد القيام به هو التحقق من الأفراد الذين يعرفون أنهم قد يكونون في علاقات غير آمنة ويمكن للأشخاص الحصول على كلمة السر التي يمكن استخدامها إذا كانت هناك حاجة للمساعدة.
إن زيادة الإساءة هي نمط يتكرر في العديد من حالات الطوارئ ، سواء كان في الحروب أو الأزمة الاقتصادية أو أثناء تفشي الأمراض على الرغم من أن قواعد الحجر الصحي تشكل تحديًا خطيرًا على الزوجين.
من بين مجموعة التوصيات للحد من العنف المنزلي هي:
-ازدياد البرامج المدرسية المصممة لزيادة الوعي بالعنف القائم على النوع الإجتماعي.
-توظيف أخصائيين اجتماعيين أكثر تخصصًا في أقسام الشرطة.
-العمل مع الأطباء لتخفيف قواعد السرية حتى يتمكنوا من إبلاغ السلطات عن حالات العنف المنزلي المحتملة.
(اشارة الى انّ جلسات قضاء العجلة لا زالت تُعقد على الرغم من الإغلاق ما يمكّن القضاة من اصدار قرار الحماية في حالات الطوارئ حتى لا يسمح للمتهم بالعيش مع الشريك المتضرر أو مع العائلة،لكن هذه الجلسات محدودة العدد.
-التضامن بين الجيران: إذا سمعت صوت أثاث يتساقط أو إلقاء الكراسي أو الصراخ الشديد فمن الواحب تنبيه الشرطة. هذا هو أفضل ما تستطيع فعله في أوقات الحجر المنزلي ،وبالتالي تبليغ قوى الامن الداخلي-قسم العنف المنزلي على الرقم1745 او03018019 للدعم الاجتماعي في منظمة"كفى" او الاتصال بجمعية "ابعاد"على الرقم٨١٧٨٨١٧٨ و هكذا يمكن الوقاية والحد من العنف،ونضيف هنا ان دور شرطة البلدية مهم للغاية من خلال تسيير دوريات على الاحياء للاطلاع على حسن سير الامور في البيوت.


المتخصصة في علم الجريمة باميلا حنينة

٣-هل هناك نسب معينة ممكن اثباتها؟
شهد الخط الساخن المخصص لتلقي شكاوى العنف الأسري في قوى الأمن الداخلي ارتفاعا بنسبة 100% في عدد تبليغ الحالات لشهر آذار 2020 مقارنةً مع آذار 2019. وقد تواصلنا مع منظمة كفى وأطلعونا على بعض المعلومات الموجودة على صفحتهم الخاصة على مواقع التواصل الإجتماعي: لديهم مركز الدعم في كفى في بيروت وفي البقاع يقدم خدمات إجتماعية ونفسية وقانونية للسيدات اللواتي يلجأن إليهما طلبًا للمساعدة، ويتابعانهن وأولادهن، ويستقبل خط الدعم الإخبارات على مدار الساعة.
منذ بداية شهر آذار، وبحسب التقرير، تابعت"كفى"عملها مع السيدات عبر الهاتف وبقي خط الدعم يستقبل الإخبارات والإتصالات على مدار الساعة. استقبلت"كفى" في شهر الحجر المنزلي 75 إتصالا لنساء، يتصلن للمرة الأولى بهذه الجمعية وهو عدد لا يتجاوز عدد الإتصالات التي تلقتها في شهر آذار من السنة الماضية. وعدد النساء اللواتي اتصلن بالمساعدات الإجتماعيات للمتابعة هو ٥٥.
مثلًا: هناك سيّدة قصدت جارتها لتتواصل مع كفى طلباً للمساعدة لأنها لم تستطع الإتصال من منزلها بوجود المعنّف بداخله.
وقد لاحظوا بحسب التقرير في شهر اذار ازديادا للرسائل الخطية الخاصة التي تصل على وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة عبر الفايسبوك. فالتواصل الخطي يبدو أنه أكثر راحة وأمانا للسيدات في مرحلة الحجر بحسب قولهم. و قد شملت دائرة التعنيف الاب الاخ الزوج وانضمّ الخال الى القافلة.
في شهر آذار، أغلبية الإتصالات التي وردت للمنظمة هي لنساء يتصلن للمرة الأولى بكفى فورًا بعد تعرضهن للعنف،وهو عنف استجد خلال فترة الحجر المنزلي. ويأخذ العنف شكلين أساسين:هو معنوي وجسدي.
هناك نساء تقدّمن بشكاوى ضدّ معنفهن وأخريات تراجعن عن ذلك طبعا بحسب تقرير منظمة كفى.
تجدر الإشارة هنا الى أن قوى الأمن الداخلي أطلقت بالتعاون مع كفى والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية هذا الخط الساخن في 5 تشرين الثاني 2018، الذي أخذ وقتاً ليصبح فعّالاً ومعروفاً. لذلك من الطبيعي أن تكون النسبة الحالية بالمقارنة مع نسبة الإتصالات التي وردت إليه في آذار 2019 أي بعد أربعة أشهر فقط على إطلاق الخط الجديد، كبيرة الى هذا الحدّ، وهي بالتالي لا تنقل بالضرورة واقع الحال. وبالطبع هذه الارقام ليست نهائية بعد . التخوف من ان هذه الأرقام قد انخفضت لدى مركز الدعم في كفى لأن وجود المعنف في المنزل لا يعطي الراحة والمساحة من الحرية للاتصال والتعبير عن هذا العنف بحسب المنظمة.

٤-مع استمرار التعبئة العامة هل ترجحون ازديادًا لتلك النسب؟
نعم نرجّح ازدياد نسبة العنف المنزلي بالتأكيد و هي ليست مشكلة في لبنان فقط ولكن في العالم كله.و ما سنشهده بعد كورونا سيكون اقسى من الذي نعيشه حاليا للاسف، لان ديناميكية المجتمع تتبدل والاوضاع الاقتصادية والحالات النفسية العصبية تتفاقم ،وهنا يأتي دور الحكومات في وضع سياسات بعيدة الامد للحد و منع اي شكل من اشكال العنف و تطبيق سياسات عقابية رادعة اضافة الى تعديل في قانون الاحوال الشخصية والعقوبات بما يتلائم مع تطور المجتمع. وبحسب رئيسة جمعية أبعاد السيدة"غيدا عناني"-ان ٢٠-٢٥٪؜ ارتفاع نسبة المتصلات على الخط الآمن.
-اكتر من ١٥٥ اتصالًا في شهر آذار ٢٠٢٠
وارتفاع عدد السيدات الذين طلبوا خدمة الايواء الامن الطارىء لانّ حياتهن بخطر وذلك بمعدّل زيادة ٤ الى ٦ سيدات اسبوعياً
وبان هذه النسب لا تشكل إلا النزر اليسير من العدد الحقيقي للنساء اللواتي يتعرضن إلى عنف أسري بحسب رئيسة جمعية أبعاد.