بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2021 12:01ص «التوك توك» الأمل الوحيد للكثير من اللبنانيين نتيجة الظروف الحياتية الصعبة

حجم الخط
 ها نحن اليوم ندخل عالم «التوك توك» بعد أن فشلت محاولاتنا بإيجاد وسيلة نقل أو مواصلات تتناسب مع أوضاعنا المادية الصعبة،نتيجة ارتفاع سعر «الدولار» بشكل جنوني وغياب الدولة عن إيجاد الحلول لمسألة النقل العام، بحيث بلغ سعر «السرفيس» 20ألف ل.ل للشخص الواحد، مما أربك واقع الموظف الذي يحتاج بشكل أساسي لوسيلة نقل غير باهظة الثمن ولا سيما أن سعر صفيحة البنزين بدوره ارتفع بشكل جنوني كونه تجاوز الـ200 ألف ل.ل، أي ان الموظف وإن توافر لديه وجود السيارة فهو ليس باستطاعته دفع المبالغ الطائلة لتأمين مادة البنزين لتعبئتها.

باختصار، في ظل واقعنا المرير، دخل «التوك توك» حياتنا، وهو الذي كان بالأمس يعرف بأنه وسيلة النقل الأهم في البلدان المكتظة، خصوصاً تلك التي تقع تحت خط الفقر سواء في آسيا أو إفريقيا، إلا أن هذه العربة الصغيرة باتت الأمل الوحيد للكثير من اللبنانيين نتيجة الظروف الحياتية الصعبة.

{ ما هو «التوك توك»؟

- يقال أن «التوك توك» أو الباجاج أو الستوتة (تسمية عراقية) أو تكتك (تسمية عراقية ايضاً) أو الركشة (الجمع:تكاتك) وهي مركبة نارية ذات ثلات عجلات، تستخدم غالبا كوسيلة للانتقال بالأجرة.

 وينتشر «التوك توك» بكثرة في البلاد الآسيوية ولا سيما في البلاد العربية وخصوصافي.

ويتسع «التوك توك» لراكبين بالمقعد الخلفي أو ثلاثة، بالإضافة الي السائق الذي يجلس في المقدمة.

ولذلك يعتبر «التوك توك» هو تطور لمركبة الريكاشة اليابانية القديمة التي كان يجرها سائقها والتي كانت تجري علي عجلتين. 

وهكذا، تطورت الريكاشة من آلة يجرها الإنسان إلى أخرى مزودة بترس و«بدالين» كالدراجة. ثم الى تزويدها بمحرك حتى وصلت إلى الشكل المتعارف عليه حاليا. 

ومن أول الشركات المنتجة لـ«التوك توك» هي شركة «باجاج «الهندية، وهي نفس الشركة المنتجة لـ«الفيسبا» التي انتشر استخدامها بصورة كبيرة في الثمانينيات. ثم بدأت شركات أخرى بتصنيع «التوك توك» وبالاخص في «تايلاند».

تجدر الإشارة إلى أن كثير من الدول تعتبر «التوك توك» مركبة غير مطابقة للمواصفات الأمنية، وذلك لعدم اتزانه وعدم صلابة هيكله الخارجي، عدم وجود أبواب أو احزمة امان،مما يعرض الركاب للخطر في حالة الحوادث. 

كما أن الكثير من الأنظمة المرورية ترفض صرف لوحات ترخيص لـ«التوك توك» لاعتقادها في عدم صلاحيته للسير في طرق المدينة، لكن بالرغم من ذلك لم يمتنع الكثير من السائقين عن قيادته، وأصبح من الشائع رؤية «التوك توك» ينطلق في أنحاء المدن بدون لوحات رقمية أو ترخيص. 

في المقابل، رأت بعض الدول الأخرى أن «التوك توك» هو أمر واقع، ورأت أن إصدار لوحات رقمية ورخصة تسيير لعربات ا»لتوك توك» سوف يساعد على تقليل المشاكل الناتجة عنه، بالإضافة إلى تحصيل الضرائب ورسوم الترخيص من سائقيه. 

{ ماذا عن «التوك توك» في لبنان؟

- لتسليط الضؤ على هذه الظاهرة، التقت «اللواء» عددا من سائقي «التوك توك» للوقوف على تجربتهم ومعرفة مدى تجاوب المواطنين معهم،فكان الآتي:

- محمود البعيني، يقول: «بعد أن صرفت من العمل قررت ان أبحث عن أي مشروع استقل فيه ولا أحتاج لأحد .

 وفي ظل الظروف المعيشة الصعبة وارتفاع أسعار النقل فكرت بشراء «توك توك»ولاسيما أن سعره معقول وكلفته أيضا ممكنة.

وفعلا دفعت ثمنه نحو 1500 دولار،طبعا هناك «توك توك» يصل سعره إلى 3500 دولار حسب الحجم والميزات،لكنني اكتفيت بالسعر المعقول في البداية تبعا لإمكانياتي المادية.»

وفيما يخص إقبال الزبائن يقول:»لا أخفي عنك ان الناس كانت تتردد في البداية ربما بدافع الخجل، لكن اليوم أصبح لدي الكثير من الزبائن الذين يطلبون مني في كثير من الأحيان خدمات عدة كشراء الطعام ودفع الفواتير بدلا من أن يذهبوا بأنفسهم .»

وعن سعر التعرفة يقول محمود: «التعرفة3000 ل.ل وأحيانا قد تصل إلى 5 آلاف ل.ل».

- حسن داعوق اعتمد «التوك توك» كباب رزق متنقل، يقول:«بدلا من ان أشتري او أستاجر محلا لبيع الورود والنباتات قررت شراء «توك توك «أذهب فيه للزبائن بدلا من أن يأتوا إليّ.

الحمد ل الله رغم ما نمر به من ظروف إقتصادية صعبة إلا أنني أعيش بكرامتي ولا أحتاج لشيء من أحد. هذا «التوك توك» كان خشبة الخلاص بالنسبة لي.

العديد من الأهل والأصدقاء استغربوا في البداية شرائي لهده العربة، لكن اليوم وبعد تجربتي أصبحوا هم أنفسهم يفكرون أن يحذوحذوي خصوصا وان «التوك توك «انتشر في مختلف المناطق اللبنانية وبات وسيلة انتقال سهلة نظرالقيمة التعرفة».

- ليلى طالبة جامعية التقيناها في شارع الحمرا، تقول: «الحقيقة أن «التوكتوك» حل لنا أزمة كبيرة وسمح لنا بالتنقل بسهولة وسط عجقة السير خصوصا في شارع الحمرا، هذا عدا عن قيمة تعرفته التي لا تتعد الـ3000 ل.ل او الـ5000 ل.ل كحد أقصى».

أتمنى أن تكثر عربات «التوك توك» لأننا صراحة كطلاب لا يسعنا دفع ثمن تعرفة «السرفيس» أو حتى «الباص».

 طبعا كنا نتمنى أ يكون لدينا مواصلات كسائر البلدان المتحضرة، لكن دولتنا منذ زمن بعيد نائمة في سبات عميق، و»لا حياة لمن تنادي».