بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تموز 2022 11:46ص القطاع الإستشفائي "متهم" في بلد ينازع ويلفظ أنفاسه الأخيرة

مستشفى "النيني" معنية بالدرجة الأولى

حجم الخط

القطاع الإستشفائي في لبنان ينازع ويلفظ أنفاسه الأخيرة عبارات تتناولها وسائل الإعلام بشكل يومي كإشارة للخطر الذي يتهدد حياتنا التي باتت في حكم "المنتهية" أصلاً وهي تتخبط بأزمات تبدأ بالإنهيار الإقتصادي والغلاء الفاحش وفقدان المودعين لأموالهم، مرورا بالعتمة الشاملة وصولا الى فقدان الخبز والدواء وكل ما من شأنه أن يساعد المواطن في إكمال مسيرته الحياتية.

صحيح أن القطاع الإستشفائي ينازع كما المواطن، لكن الأصح أن هذا القطاع والذي من المفترض أن يرفع شعار "الانسانية" قبل "التجارة" حتى في أحلك الظروف يسعى للإنتقام من الحلقة الأضعف اليوم أي المواطن الذي لا حول له ولا قوة، والحديث عن "موت المواطن على أبواب المستشفيات" وإن كان لا يصل الى خواتيم مرجوة بمحاسبة ولو مستشفى واحد على كافة الأراضي اللبنانية، إلا إنه في الحقيقة واقع معاش لا يتلمسه إلا من دخل المستشفى لتبدأ معاناته على باب الطوارئ ، وما الحادثة التي سأسردها اليوم لتكون برسم وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض إلا من باب إلقاء الضوء على جشع تجار المستشفيات الخاصة والتي لم تعد تهتم بآداء رسالتها الإنسانية التي وجدت لأجلها بقدر إهتمامها بتأمين الأرباح.

الحقيقة إنني إنتظرت حتى الآن لأكتب الموضوع كي أتأكد من أن الطفل " سعد" بات بألف خير ولا خوف على صحته بعكس الأكاذيب التي سمعناها في طوارئ مستشفى النيني الأسبوع الماضي بعدما كنا قد أحضرنا الطفل " سعد" لإجراء الفحوصات اللازمة بسبب إرتفاع في الحرارة إستمر لأكثر من ثلاثة أيام، وبالفعل حضر طبيب الطوارئ وبدأ بإجراء الفحوصات مع إعطائه المصل ، وهنا تدخل موظف المحاسبة ليشير للمبلغ الذي يتوجب دفعه وقد يتخطى المليوني ليرة لبنانية، طبعا وافقنا لأن ما يهمنا صحة إبننا وليس " المال" إذا ما وجد!!!!!

بقاءنا في غرفة الطوارئ إستمر حوالي الساعة، ليأتي الطبيب ويقول "لا بد من إدخال سعد للمستشفى بسبب إرتفاع حاد في الإلتهابات", وبالطبع لسنا ضد ، لكن عند "شباك المحاسبة" بدأت المشكلة بعدما تم طلب مبلغ 1000$ لدفعها على الصندوق، وهنا كانت الساعة 12 ونصف ليلا، المبلغ المتوفر كان 500$ لكن الموظف رفض إدخال الطفل قبل تأمين المبلغ كاملا، طلبنا الإنتظار حتى الصباح لكن الرفض جاء قاطعا بإعتبار أن الموظف "لا يملك أي قرار في هذا الشأن" ، وهكذا بقي سعد في غرفة الطوارئ وبدأنا نحن بإجراء الإتصالات الى أن قررنا نقل الطفل الى مستشفى الهيكلية، وبعد الكشف عليه تبين أن " سعد" يعاني من إلتهاب حاد في اللوزتين ويكفي إعطائه دواء إلتهاب لا أكثر ولا أقل، ولا ضرورة لإدخاله المستشفى وبالفعل بعد عدة جرعات من دواء الإلتهاب إختفت الحرارة وعاد "سعد" ليستمتع بعطلته الصيفية في بلده لبنان وهو الذي يعيش مع أهله في الغربة وهم ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى بلدهم لكن أي بلد؟!!!!

طبيب الطوارئ في مستشفى النيني كشف على الطفل وشاهد إلتهاب اللوزتين الواضح بأم العين للعلن ، لكن هو لم يذكر ذلك ورمى الطابة في ملعب الخوف من شيء ما يشكل خطرا على حياة الطفل ضاربا بعرض الحائط "خوف الأهل" وجل همه تأمين أرباح مالية كانت ستتخطى بالفعل حدود الألف دولار فماذا يمكن أن نطلق على هذا التصرف غير "جشع تجار" لا يأبهون لرسالتهم في عصر باتت الكلمة فقط للمال!!!

فحذار أيها المواطن من أن تمرض!! أو تحتاج للاستشفاء!!!!

وإن حصل لا سمح الله فاعرف أن هناك من يريد تأمين الربح قبل سلامتك..