يعرف مرض الحزام الناري أو زنار النار بأنه مرض فيروسي يسببه «فيروس» جدري الماء النطاقي، وهو نفس «الفيروس» المسؤول عن الإصابة بجدري الماء.
يتسبب مرض الحزام الناري بظهور طفح جلدي يؤثر على الأعصاب، ويرافقه ألم شديد، ويظهر في جهة واحدة من الجسم، على خلاف جدري الماء الذي ينتج عنه ظهور طفح جلدي يسبب الحكة، ويظهر في جزء معين ثم ينتشر إلى باقي الجسم.
ما هو مرض الحزام الناري؟ ما أسبابه وما أبرز عوارضه؟
للإجابة على كل هذه الأسئلة التقت «اللواء» أخصائية الأمراض الجلدية لونا درويش،فكان الآتي:
الحزام الناري
ـ كيف يظهر الحزام الناري؟
«الحزام الناري قد يظهر في أيّ منطقة في الجسم، إلا أنه في معظم الحالات يظهر على شكل نطاق أو حزام من الطفح الجلدي يلتف حول أحد جانبي الخصر، والمسبب الرئيس له هو ذات الفيروس الذي يسبب الإصابة بجدري الماء أو الحماق ( Chickenpox).
فبعد الإصابة بالجدري والشفاء منه في الصغر يبقى «الفيروس» غير نشط في النسيج العصبي قرب الحبل الشوكي والدماغ، وبعد سنوات قد ينشط فجأة ليصاب الشخص بالحزام الناري، ومع أنه ليس مميتًا إلا أن حزام النار مؤلم جدًا».
العوارض
ـ كيف تظهر عوارضه؟
«تظهر أعراض الحزام الناري فقط على جزء صغير من جانب واحد من الجسم، وتشمل هذه الأعراض الالم الحرقة، الخدر، حكة أو الشعور بالوخز في بعض المناطق وحساسية شديدة تجاه اللمس.
أما الطفح الجلدي الأحمر فيبدأ بالظهور بعد بضعة أيام من الشعور بالألم.
هذا بالإضافة إلى بثور يملؤها سائل قابلة للانفجار، وقد تتكون عليها قشور.»
ـ ماذا عن أعراض الحزام الناري غير الشائعة؟
«هناك أعراض قد تظهر عند بعض الأشخاص مثل الحمى،الصداع وألم في الرأس،حساسية تجاه الضوء،تعب وإرهاق.
والجدير بالذكر،أن أول هذه الأعراض في الظهور هي الشعور بالألم، وقد يكون ألمًا حادًا وذلك تبعًا لموقعه، كما قد يصاب البعض بالحزام الناري دون ظهور أي طفح جلدي، ولكن إذا ظهر فهو غالبًا سيكون على الشكل الآتي:
حزام يلتف حول أحد جانبي الخصر.
حزام حول العين، حزام على إحدى جانبي الوجه،وحزام على العنق في بعض الحالات.»
مراجعة الطبيب؟
{ متى يجب مراجعة الطبيب؟
«يجب استشارة الطبيب إذا ظهر الطفح الجلدي والألم قرب منطقة العين، إذ إن عدم التصرف بشكل سريع لاتباع العلاج اللازم في هذه الحالة قد يتسبب بحدوثضرر دائم للعين..»
الأسباب
{ ما ابرز الاسباب؟
- كما سبق أن ذكرنا فإن مسبب المرض الرئيس هو «الفيروس» المسبب لجدري الماء فإن أي شخص قد سبق له وأصيب بجدري الماء هو عرضة للإصابة بحزام النار، فبعد الشفاء من جدري الماء يتسلل «الفيروس» إلىالجهاز العصبي، ويبقى هناك ساكنًا لسنوات قبل أن ينشط فجأة مستخدمًا الأعصاب للوصول إلى الجلد مسببًا الإصابة بالحزام الناري.
ومع أن السبب الأساسي لعودة «الفيروس» لنشاطه بعد سنوات من الخمول لا يزال مجهولًا، إلا أن الباحثين يرجحون أن يكون السبب هو ضعف في الجهاز المناعي،لذا ينشأ الحزام الناري غالبًا لدى البالغين أو كبار في السن لأن جهاز المناعة يضعف مع الكبر.»
{ من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض؟
{الأشخاص الذين تجاوزوا الـ50 سنة، إذ إن النسبة العظمى من الإصابات بالحزام الناري هي بين الأشخاص الذين هم أكبر من 50 عامًا.
أو أن تكون مصابًا بأمراض معينة، مثل الأمراض التي تضعف جهاز المناعةكفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV/AIDS)، والسرطان.
أن تكون قد خضعت لعلاجات مرض السرطان،فالعلاج الكيميائيوالعلاج بالأشعة قد يتسببان بالتقليل من قدرتك على مقاومة الأمراض، وقد يحفزان إصابتك بالحزام الناري.
أيضا،أن تكون تناولت أنواع معينة من الأدوية، مثل: الستيرويدات، أو الأدوية المخصصة للتخفيف من مقاومة الجسم للأعضاء المزروعة.»
إنتقال العدوى
{ كيف تنتقل العدوى؟
- من الممكن أن ينقل المصاب بالحزام الناري «الفيروس»لأي شخص ليست لديه مناعة ضد فيروس جدري الماء، حيث تحدث العدوى عادة لدى ملامسة إحدى البثور المفتوحة من الطفح الجلدي الذي سببه حزام النار، ولكن الغريب أن الشخص الذي سوف يلتقط العدوى لن يصاب بحزام النار بل بجدري الماء.»
المضاعفات
{ هل من مضاعفات خطيرة؟
- قد يتسبب الحزام الناري بمضاعفات خطيرة، مثل فقدان البصر،أمراض ومشكلات في الأعصاب، إلتهاب في الدماغ،شلل في الوجه، صعوبات في السمع، أو فقدان التوازن،بالإضافة إلى الإلتهابات الجلدية.»
العلاج؟
{ ماذا عن العلاج؟
- ما من علاج معروف لحزام النار، ولكن هناك بعض الأدوية التي تحد من انتشار المرض وأعراضه، وبالتالي تسرِّع من عملية الشفاء وتقلل من فرص تطور مضاعفات للحالة.
وغالبًا ما تستمر الأعراض مدة تتراوح بين 2-6 أسابيع، كما أن معظم من يصابون بحزام النار غالبًا ما يصابون به مرة واحدة، ولكن هذا لا يمنع احتمالية إصابتهم به مرة أخرى.»
{ هل يمكن علاج الحزام الناري في المنزل؟
- بالإمكان القيام ببعض الأمور التي قد تخفف من أعراض المرض، مثل الاستحمام بماء بارد، استخدام كمادات باردة على موضع البثور، فهذا قد يساعد على التخفيف من الحكة والألم.
كذلك، المحاولة في التخفيف من مشاعر التوتر؛ لأن هذه المشاعر تؤثر سلبًا على أعراض الحزام الناري».