ليل مرير ويوم قاس عاشته غابات القبيات، عندقت، كفرتون، أكروم، أكوم، الرويمة والقرى الجبلية في منطقة بيت جعفر، بطول تجاوز الـ11 كيلومتراً حتى كتابة هذه السطور، في مناطق وعرة للغاية، حيث تمكنت النيران من التهام المزيد من الأراضي الحرجية والبساتين، مخلّفة خسائر لا يمكن تحديدها أو تقويمها بانتظار انتهاء الحريق، حيث لا تزال تعمل فرق الدفاع المدني والجيش والمتطوّعون من الناشطين البيئيين والأهالي على الارض.
كما أن طوافات عسكرية تابعة للجيش اللبناني بدأت تساعد في إطفاء النار في المواقع الوعرة والصعبة، لاسيما في مناطق عندقت وأكروم وبيت جعفر، حيث أفادت قيادة الجيش، في تغريدة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بأن «4 طوافات تابعة للجيش تعمل على اخماد الحرائق التي اندلعت في جبل اكروم في عكار. كما تشارك وحدات من الجيش في عمليات الاطفاء».
لتكون بذلك الحرائق العكارية قد خطفت الاهتمام الشعبي والرسمي، حيث وأعلنت قيادة الجيش عبر حسابها على «تويتر» أيضاً عن تجدّد اندلاع الحرائق في منطقتي الرويمة والبستان وتمددها الى محيط المنازل في حرش منطقة القطلبة- القبيات، وتعمل وحدات الجيش بمساندة الطوافات على محاصرتها واخمادها بمشاركة عناصر الدفاع المدني والأهالي.
عندقت.. دخان الحرائق يخنق الطبيعة المحروقة
ليلة جهنمية
وكان أهالي القبيات أمضوا ليلة «جهنمية» نتيجة الحريق الكبير الذي حاصر عددا من الأهالي في منازلهم والمقاهي والمطاعم المجاورة لمكان الحريق، في وقت قامت مروحيات عسكرية تابعة للقوات الروسية العاملة في سوريا بمساندة فرق الإطفاء السورية في عمليات مكافحة الحرائق التي تتمدّد شمال لبنان، بعدما لامست الحدود السورية بالقرب من الريف الغربي لمحافظة حمص.
وفيما لا تزال ألسنة النيران تلتهم مساحات حرجية وثروات بيئية في مناطق عندقت وأكوم والرويمة وبيت جعفر في عكار، تمكنت فرق الدفاع المدني وطوافات الجيش اللبناني من السيطرة على الحريق الكبير الذي التهم الأخضر واليابس في القبيات.
ألسنة اللهب لامست المنازل في بلدة الدورة العكارية
وكان أهالي بلدتي كفرتون وأكروم (الضيعة) في منطقة جبل اكروم ناشدوا الدولة اللبنانية والجيش وكل فرق الإغاثة والإطفاء في مراكز الدفاع المدني التدخل السريع والطارئ عبر المروحيات التابعة للجيش أو من الخارج وآليات الإطفاء للحد من النيران والسيطرة عليها كونها بدأت تمتد وتقترب من الأبنية السكنية المأهولة مما رفع من نسبة حالات الاختناق بسبب كثافة النيران والدخان المنبعث. ويسجل حضور كبير ايضا لفرق الاسعاف والطوارئ في الصليب الاحمر اللبناني على الارض عبر غرفة عمليات ركزت نقاطا لها في مختلف المناطق المتضررة مع 13 سيارة اسعاف.
من الشمال إلى الإقليم
إلى ذلك، شب حريق في موقع العرازيل في خراج بلدة الدورة، واتى على مساحة كبيرة من حرج الصنوبر وبساتين الزيتون واشجار السنديان. وقد هرعت الى المكان دورية من الجيش اللبناني وسيارة اطفاء من مركز الدفاع المدني في عكار العتيقة، وعمال البلدية وفريق التدخل السريع في جمعية درب عكار البيئية ، والأهالي.
وشب أيضاً حريق كبير في احراج منطقة المطاريات في بلدة مزبود في اقليم الخروب، وتوسعت رقعة النيران ووصلت الى المنطقة الفاصلة بين بلدتي مزبود ودلهون. وعلى الاثر هرعت عدد من سيارات الاسعاف واليات الدفاع المدني، الى محلة المطريات، والمنطقة الفاصلة بين بلدتي دلهون ومزبود، حيث تعمل على اخماد النيران المشتعلة في الاحراج والحقول، وقد لامست عددا من المنازل، فيما استنفرت بلدتي دلهون ومزبود، لتأمين صهاريج المياه للمساعدة في اخماد النيران.