بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 شباط 2023 12:00ص الحكاية الرومانسية وجمالياتها في لوحات الفنانة وفاء منافيخي

من أعمالها من أعمالها
حجم الخط
تتميز لوحات الفنانة «وفاء منافيخي» (wafaa Manafikhi) برؤى رومانسية ذات حيوية وطبيعة درامية تثير بصرياعدة تعبيرات جمالية، تتباين فيها التناقضات وتتنوع التجارب اللونية المحيرة في خصائصها المبهجة لونياً ضمن الخطوط والحركة والضوء، كلغة تحتفظ بالخيال. وبتأملات مفتوحة على أحاسيس تقود المتأمل إلى إدراك الإيقاعات المشتركة بين المشاعر والاحاسيس، والنغمات اللونية المعاكسة لصياغة الخطوط وليونتها التي تكشف عن قوة استحضار الأنوثة الغارقة بتعابير النفس الفنية، القادرة على ترجمة الحكايا النفسية، وارتباطها بالدوافع الذاتية وجماليتها من حيث الأسلوب والتقنية، والموضوع الفني بتقنيته بمعنى طبيعة الصياغة الفنية وجوهريتها ذات المسألة البصرية بخيوطها القاسية واللينة، التي احتلت نسبية مزجتها بتعبيرات محفوفة بعدة مقاربات ديناميكية، توحي من خلالها بالرومانسية، وكينونتها الأنثوية ضمن الأبعاد المحبوكة بفواصل تقدمها «وفا منافيخي» لتكون حكاية رومانسية تتحدى بها الواقع بمرارته وحلاوته. وإن ضمن الإيحاءات المبحرة نحو المجهول، وحيث الشراعات بنقاطها وتحولاتها العاصفة بوجود تذلله بمعاكسات بصرية هي نوع من التمرد الفني، واتجاهاته القائمة على تحديد النقاط التي تنطلق منها ريشتها العميقة التذوق بتركيبات الألوان، من الفواتح قبل الغوامق، وبالتعتيم المائل إلى الإشراق المدروس أو المتذبذب والمتماشي مع روح المشاعر التي تبثها الكثير من المؤثرات الحسية والبصرية . فهل الايحاءات الرومانسية في لوحات الفنانة «وفا منافيخي» هي نوع من التغني بالخيال والإبحار نحو الواقع بعكس ثيمة الحياة ومرارتها؟ أم هي نوع من التقاط الواقع وتحويله إلى فنتازيا شاعرية غارقة برومانسيات تشكيلية؟
تسعى الفنانة «وفا منافيخي» لخلق العواطف المنسابة مع الألوان التواقة الى فتح المعاني الرومانسية جماليا. إن بالحركة المعاكسة للألوان أو حتى الحطوط المثيرة للادراك الفني، وأيضا التدرجات الضوئية المتآخية مع ما هو باردة و حار، وحتى ما يبعث في النفس من محاكاة تستحضرها لاستخراج المعنى الفني من كل شكل تجعل منه مشهديات تتصل بعدة ايحاءات ذات تكوين يتمخض عنه دلالات رومانسية رغم التكسرات أحيانا أو النقاط أو حتى المصطلحات البصرية، المقروءة حسيا من حيث مستويات الفواتح والغوامق وعلوها وانخفاضها ودائريتها أو حتى مرتكزات المعنى والمبنى لكل جملة تشكيلية هي شراع أو وشاح أو حطوط لمنحنيات تميل نحو وجدانيات تتآلف نغماتها بمكونات سيميائية ذات سياق تصوري له خصائصه ومؤشراته . فهل من بلاغة فنية رومانسية في أعمال الفنانة منافيخي؟ أم هو نسيج لرؤى تقتصر على الايحاءات الماورائية سيكولوجيا للحفاظ على الانطباعات الجمالية بكل تفاصيلها التخيلية؟ وهل طبيعة الأشكال في لوحاتها تتخذ عدة مسارات باعثة لحيوات تبحث عنها؟ 
تفيض لوحات الفنانة «وفا منافيخي» بالأحاسيس المشاكسة للخيال والمستخرج من واقع تعكسه، وتستخرجه من لحظات زمنية تداعب بها عقلانية المعايير، والمقاييس المستفزة للعواطف المختلفة نفسيا. إذ يشعر المتلقي عند تأمل لوحاتها بنوعية الحكاية وتصوراتها المفتوحة على عدة تأويلات تثير توازنات تتناغم معها الحركة والضوء، والخلجات الموضوعية لانفعالات اللوحة الحسية بمكوناتها البسيطة والمعقدة من حيث خطوط الضوء والعتمة أو الأحرى منح الالتفافات مسارات مختلفة منها اللين ومنها القاسي، لاظهار تناقض الحياة وتناقض الرومانسيات المختلفة في الأحاسيس عند اظهارها. فهل يمكن استخراج معادلات يتحرر من خلال الخيال التشكيلي؟ أم أن اللغة الرومانسية هي معاكسات لواقع نرفضه ونحوله الى وشاحات مختلفة وشراعات، وحتى شفافية غنية تتحاور فيها النوتات الفراغية وفق موسيقى تحصرها بين حركة الألوان الباردة والحارة أو المركبة والمنغمسة بالتضاد، وكأنها تفتح للريشة مسارات خلاقة. لترتسم المعاني من خلال الأشكال . فهل الحكاية الرومانسية وجمالياتها في لوحات الفنانة «وفاء منافيخي» هي حبكة لتصورات تتغاير من خلالها الأحداث لونيا؟ 
لوحات الفنانة وفاء منافيخي في الرابطة الثقافية طرابلس.