بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تموز 2020 12:00ص الفنان العراقي علي آل تاجر لـ «اللـواء»: الرسم هو اللغة الوحيدة التي أُجيد قواعدها

الفنان علي آل تاجر الفنان علي آل تاجر
حجم الخط
تتحد الألوان في أعمال الفنان العراقي «علي آل تاجر» مع المعاني التي يسبغها نوعا من التواصل المرتبط بالفهم الإيجابي والأكثر انسجاما مع الأحداث من حولنا، بجماليه يحاكي بها المتلقّي بصريا، ليتشارك معه بعيداً عن الصراعات والانقسمات التي تؤدّي الى نزاع دائم حتى فكريا أو حسيّا، إذ يجمع الكثير من الايحاءات في لوحة واحدة هي بمثابة لغة إنسانية شاملة، مما يعزز قيمة التواصل بينه وبين المتلقّي واللوحة, ليضعنا أمام العلاقات الإنسانية والأسس التوافقية القائمة عليها. ومع الفنان العراقي «علي آل تاجر»، الذي أصدر الكثير من البحوث منها الأشكال الإنسانية والحيوانية المزيّنة لواجهات البيوت الشعبية في بغداد والموصل، وأيضا الرؤية التشكيلية المعاصرة لملحمة الخلق البابلية والكثير من الأبحاث والمعارض، أجرينا معه هذا الحوار:

{ علي آل تاجر والبصمة الفنية القوية بصريا من حيث التقاط مواضيع الساعة، هل تعتبر هذا هو دور الفنان الرئيسي؟

- ربما يوفر (موضوع الساعة) فرصة لتجسيد فكرة (ذات علاقة) تجول في الخاطر يمكن أن تعلن، من خلاله، عن وجودها وتتفاعل مع المتلقّي، وهذا لا يمثل بالضرورة دور الفنان الرئيسي، فالفن واسع ومتعدد الميادين.

{ اللوحة العربية في عدة أزمات أصيبت بالواقع الافتراضي تسويقيا وبإقفال المعارض بسبب كورونا ألا تظن ان هذه الأزمة الكبيرة ستغربل الكثير من اللوحات؟

- تأثير الوضع الراهن شمل جميع الأصعدة ومنها الفن، فالتباطؤ المفاجئ لزخم الحياة والتوجه المكثف نحو وسائل التواصل الاجتماعي أدّى الى نوع من الاتصال المباشر بين العمل الفني والمتلقي، وأيضا نوع من الغربلة تحددها أولويات الجمهور بغض النظر عن القيمة الحقيقية للعمل الفني، وهنا يبرز دور المؤسسة الفنية المتخصصة الذي لا يمكن الاستغناء عن معاييرها في مسك الدفة في الاتجاه الصحيح.

{ تتميّز ألوانك الداكنة أكثر، هل الحزن هو مصير اللوحة العراقية تحديدا؟ أم انها تمثل أجزاء من الواقع عبر التشكيل؟

- للبيئة التي انتمي إليها إضافة الى الوضع الراهن دور في اختيار اللون، ففي وسط وجنوب العراق ولأسباب عدة يميل الناس الى المزاج الحزين والألوان الداكنة التي ميّزت حتى ألوان الملابس الشخصية، لكنها في أعمالي لا تمثل صفة غالبة وتبقى مسألة آنية مرتبطة بموضوع العمل.

{ علي آل تاجر النقد الفني يحتاج لرؤية جيومترية أو توازنية لتكون فعلا كالميزان البصري جماليا، ما رأيك؟

- النقد يتطلّب معرفة دقيقة في تفاصيل الفن وشجاعة لا تقبل المساومة يتوّجها حس مرهف بمواطن الجمال أو على حد تعبير (ليو تولستوي) الناقد هو من الذين (يفكرون بقلبهم).

{ ما الذي يؤخّر الفنان علي التاجر عن الرسم؟ وهل تعتقد اننا في الوطن العربي أبدعنا تشكيليا في العصر الحديث؟

- الرسم هو بستان الجأ إليه لأتنفس الهواء النقي ولا شيء يؤخّرني عن عالمي، فأنا أرسم في جميع حالاتي... والرسم هو اللغة الوحيدة التي أظن انني أجيد قواعدها. في عصرنا الحديث تنامى الأبداع بشكل مطرد واليوم المنطقة تزخر بالمبدعين...

{ تشير انعكاسات الألوان الداكنة أثر التأثير المزدوج المادي والعاطفي على تفكير المتأمّل لأعمالك، هل تهدف لإظهار رغبة ما في التغيير عبر الفن؟

- مجمل أعمالي تعبّر عن رغبتي في التغيير، فمن غير المنطقي أن انشأ وسط أحداث جسام دون أن يكون لنا مواقفنا وأحلامنا... ولا أظن اني قد أبدو رومانسيا ان رددت جانب مما كتب (ديلاكروا) في رسالة لأخيه عن عمله (الحرية تقود الشعب) الذي باشر في انجازه في خريف العام الذي اندلعت فيه أحداث الثورة ضد شارل العاشر: (فإذا لم أقاتل من أجل بلادي، سأرسم لأجلها على الأقل).

أخبار ذات صلة