بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الثاني 2017 12:08ص معرض الفنانة ليديا ليان شارلجيان معطيات الرؤية مع موسيقى اللون

حجم الخط
تنم تجربة الادراك اللونية التي تستحضرها الفنانة  «ليديا ليان شارلجيان»  (Lydia Lian charlajian)  عن تقنية فنية تبث من خلالها تساؤلاتها الذهنية،  وخلق المزيد من تغيرات الاشارات البصرية في كل لون تروضه بعيداً عن الانصهار  والتلاشي بتخفيف النسب المعينة في كل لون، وكأنها تتفاعل كيمائيا مع التدرجات ومدى طول التموجات.  لتحافظ على ملامح الارهاصات التشكيلية المتخيلة من بصمات الطبيعة والحياة بمتناقضاتها، فالهواجس والمعطيات والاطر المستمدة من التجريد اشكالياتها تمثل رعشات القيم التعبيرية، اللونية التي تشتد وتتراخى وفق معادلات مدروسة،  تضىء بمعالمها التجريدية كافة التوجهات النفسية دون الكشف عن اسرار الشكل الذي تطمسه بعدة طبقات من الالوان،  وبشفافية تثير متعة المتلقي الذي يتخذ من الجوانب اللونية ركنا بصريا تأمليا بمثل طبيعة الحس الفني في النفس التواقة لعوالم الجمال  ومتعة الانبهار.
تتحول الاطياف اللونية في لوحات الفنانة «ليديا ليان شارلجيان» الى غاية مكانية ترمي الى ابراز العواطف من خلال الفروقات بين الفواتح والغوامق،  كانها تبني احلامها الانعزالية بحركة الالوان الاكثر تشويقا من المعنى المغمس بالايحاءات الصامتة، والامتزاج المتعمد حسيا الشديد الموضوعية  الذي يتخذ من البناء اللوني صياغة تجابه بها مجموعات اللون المتلاشية  مع الضوء. لتمسك بها ريشتها وتحولها الى نماذج فردية، تخدم معطيات الرؤية التي تتشكل تلقائيا مع موسيقى اللون ونغمة العناصر المتفاعلة مع جزئية التقسيمات،  وبانورامية كل مرحلة تنتهي منها،  وتبدأ من جذورها في مرحلة اخرى تشكل انتقالية الحياة التي يمر بها الفرد في الحياة.  
تلامس خصائص اللون المتأنية الوجدان البصري عند المتلقي. لتبقى مفردة اللون بصياغتها اللونية هي النسيج البنائي الاساسي في لوحات الفنانة «ليديا ليان شارلجيان» للغوص في التأثيرات العكسية  والتيارات المعاصرة التي تمثل فنيا خصوصية النفس بمدلولاتها الحكائية، الممسكة بناصية الطبيعة،  لاستخراج المعاني اللونية وتحديد الابعاد وفق الكتل الواضحة في انفصالها وتلاحمها. لتشكل الهموم والصراعات التي تنتابها في لحظات تشكيل اللوحة. فتخرج المعاني من  لوحتها كقطعة جمالية اقتطعتها من لحظة تمثل بوقائعها الموحية لحظة من حياة.  تخفي معالمها بفرحة اللون وبؤس الظل وعشق الضوء وتخيلات الفراغات،  وهي سمات تحتفظ بها ليديا في تكوين نظرتها الفنية الراسخة في النفس المستمدة وجودها من الطبيعة والوجود وعبثية الاحلام.   توائم خيوط الالوان طبيعة الاشكال التي تتخذ منها نسيجا بصريا.  للتعبير عن مرحلة تشكيلية تخوضها بتأن  تستخدم فيها المنطق التجريدي الذي ينوء عن ايقاع الصراعات اللونية وتأزماتها التي تكشف عن شدة علاقات الالوان ببعضها البعض،  وبشكل بانورامي تبرز معه الرؤية الشعورية، المنبثقة من الضوء وارتباطه بالفعل الحركي للادوات المستخدمة في حصر الحبكة اللونية ضمن العواطف الجياشة بمتناقضاتها. وكأن كل مرحلة من مراحل اللوحة هي شخصية مختلفة عند «ليديا ليان شارلجيان» وبتوازن ذي رؤية تتذبذب فيها المكونات وتنكمش الذاتية. لتبرز احجام الالوان كانها انفلاش للواقع بتعبير تتكرر فيه المفردات والمغزى الحيوي للوحة التي تتربع الوانها على عرش اللون،  بنظرة موضوعية ذات تشكيلات تجسد الحياة والطبيعة وتطورات الزمن ضمن مجريات البناء والصياغة. 
الوان متعددة النبضات امتزجت بحيوية مع ما يثير عدة جدليات في لوحات «ليديا ليان شارلجيان» لتمثل القديم الجديد والمذاهب الفنية باختصارات توجتها بلغة حسية تتناسب مع روحية اللون  ومحورية الشكل المشدود الى كتلة تمثل فردية اللون احدى عناصرها وان تداخلت الالوان موتولوجيا مع بعضها. الا ان المناخ النفسي وتطوراته هو البارز في لوحات تجعل المتلقي يستريح في كنفها لبساطة الالوان وشدة التباين بينها وفق تكنيك ليان الخاص. 
معرض الفنانة «ليديا ليان شارلجيان» (Lydia Lian charlajian) في غاليري «اكزود  الاشرفية» (Equipe Exode) ويستمر حتى  16 تشرين الاول 2017.
 
dohamol@hotmail.com