بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 نيسان 2024 12:21ص تساقط منظومة الجيش الإسرائيلي.. ونتنياهو يلعب ورقة رفح من باب الرهائن

بلينكن يجمع الأدلة حول الانتهاكات في غزة.. والأونروا تتصدى لمزاعم الاحتلال

فتاتان فلسطينيتان أمام منزل مدمر جراء القصف الإسرائيلي في مدينة رفح، جنوب غزة فتاتان فلسطينيتان أمام منزل مدمر جراء القصف الإسرائيلي في مدينة رفح، جنوب غزة
حجم الخط
في اليوم الـ199 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدأت منظومة الجيش الإسرائيلي الحربية تتهاوى على وقع الفشل الذي بدأ في هجوم 7 تشرين الأول والمستمر حتى اليوم حيث استقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بعد إقراره بـ"مسؤوليته" عن الفشل. 
وفيما يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ تهديداته باجتياح رفح وسط معارضة أميركية ودولية بدا واضحا أن هذا الاخير يريد أن يساوم بهذه الورقة الاخيرة من أجل استرداد الرهائن لدى حماس عبر تشديد الاجراءات على الارض وتهيئة مسرح العمليات في مقابل تشديد الضغط في المفاوضات على وفد الحركة الفلسطينية الذي بقي ثابتا في مطالبه وعلى رأسها وقف كامل للعدوان. 
في الأثناء قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده تحقق في مزاعم بشأن انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان في عملياتها ضد حماس في غزة.
وأمس انتشل الدفاع المدني 73 جثة جديدة من المقابر الجماعية في مجمع ناصر في خان يونس ليرتفع إجمالي الجثث لـ283، كما اكتشف 3 مقابر جماعية.
ووصفت الأمم المتحدة التقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في قطاع غزة بأنها "مثيرة للقلق للغاية"، ودعت إلى إجراء تحقيق "موثوق" في مواقع المقبرة.
وقال متحدث الأمين العام للأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار "لرؤية نهاية لهذا الصراع" في قطاع غزة.
وفي شأن المزاعم الإسرائيلية ضد "آلانروا" قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن إسرائيل لم تقدم أدلة على مزاعم ارتباط موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بحركة حماس.
ونقلت الصحيفة أن مراجعة مستقلة لعمل وكالة الأونروا أجرتها كاثرين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة تمت بتكليف من الأمم المتحدة في أعقاب الادعاءات الإسرائيلية.
وجاء في المراجعة، تمت صياغتها بمساعدة 3 معاهد أبحاث، أن "الأونروا كانت تزود إسرائيل بشكل منتظم بقوائم بأسماء موظفيها للتدقيق، وبالمقابل لم تبلغ الحكومة الإسرائيلية الأونروا بأي مخاوف تتعلق بأي من موظفيها".
ميدانيا أمس شنت القوات الإسرائيلية مجددا هجوما مباغتا على خان يونس دفعت السكان الذين كانوا قد عادوا إلى منازلهم للنزوح مجددا من المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة.
وسحبت إسرائيل فجأة معظم قواتها البرية من جنوب القطاع هذا الشهر بعد أعنف المعارك في الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر. وبدأ السكان في العودة إلى منازلهم في خان يونس، ثاني أكبر مدينة في القطاع، بأحياء لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق، حيث وجدوا منازل تحولت إلى أنقاض وجثثا متناثرة في الشوارع.
وقال أحمد رزق (42 عاما) لرويترز، من داخل مدرسة لاذ بها في الجزء الغربي من خان يونس، "اليوم الصبح فيه عائلات كتير من اللي رجعوا في الأسابيع الماضية على منطقة عبسان رجعوا تاني عندنا، كانوا مرعوبين”، في إشارة إلى منطقة في الشرق.
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للدردشة "قالوا إن الدبابات دخلت تاني بقوة وبشكل مفاجئ تحت غطاء من إطلاق نار كثيف، وهم طلعوا حفاظا على حياتهم”.
وجنوبا شنت إسرائيل ضربات جوية جديدة على رفح، الملاذ الأخير الذي لجأ له أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال أمس إنه بدأ عملية عسكرية في الممر الفاصل بين شمال القطاع ووسطه وجنوبه.
وقالت  هيئة البث الإسرائيلية، في وقت سابق أمس أن الجيش الإسرائيلي بات يوسّع بشكل كبير المنطقة الآمنة في قطاع غزة.
كما أضافت أن هذه الخطوة أتت تمهيداً للعملية العسكرية البرية في مدينة رفح.
وتابعت أن هذه المنطقة ستمتد من المواصي وحتى النصيرات، حيث بإمكان هذا الحيز استيعاب قرابة مليون نازح، كما أقيمت فيه 5 مستشفيات ميدانية.
من جهتها قالت وزارة الصحة في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر في القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، استشهد خلالها 54 مواطنا وأصيب 104 آخرون.وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر إلى 34 ألفا و151 شهيدا، و77 ألفا و84 مصابا، منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وفق الوزارة.
وأمس أعلن جيش الاحتلال إصابة 8 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي الضفة الغربية، أصيب 3 إسرائيليين في عملية دهس بالقدس المحتلة وأعلن الاحتلال عن اعتقال المنفذَين.
على صعيد آخر أعلن الجيش الإسرائيلي، استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بعد إقراره بـ"مسؤوليته" عن إخفاقات السابع من تشرين الأول.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس إن الجنرال أهارون حاليفا سيُحال على التقاعد "بمجرد تعيين خليفته في عملية منظمة ومهنية".
والجنرال المُستقيل حاليفا، الذي يخدم في الجيش منذ 38 عاماً، هو أول مسؤول رفيع المستوى يستقيل من منصبه بسبب إخفاقه في منع الهجوم الذي شنته حركة حماس.
وفي كتاب استقالته الذي جرى توزيعه على وسائل الإعلام، أكد الجنرال تحمّله مسؤولية الفشل في منع وقوع الهجوم غير المسبوق على إسرائيل.
في ملف الأسرى ذكر موقع "والا" العبري أن أهالي الأسرى لدى المقاومة يتظاهرون أمام منزل نتنياهو في مدينة قيساريا، ويهتفون "الحرية الآن".
وذكرت القناة الـ12 أن الأهالي يطالبون باستقالة نتنياهو مشيرين إلى أن "الذي فشل في إدارة الحرب وعودة الأسرى يجب ألا يستمر في القيادة، وأنه "لا حرية ما دام الأسرى في أيدي حماس".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن عددا من عائلات الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التقوا أمس وزير الدفاع يوآف غالانت.
وأوضحت أن والدة أحد الأسرى أعربت خلال اللقاء عن عدم ثقتها في المؤسستين الأمنية والسياسية، وقالت إنهما لا تعرفان السبيل لإعادة "المختطفين" وإن أهلي الأسرى فقدوا الأمل في القيادة الحالية.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أمس إن «حماس» «غيرت مطالبها» في مفاوضات الرهائن مع إسرائيل بوساطة مصر وقطر، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».
وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط من أجل وقف القتال في غزة والتوصل إلى اتفاق يُطلق بموجبه سراح الرهائن.
في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي أمس إن الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة وأسفرت عن أزمة إنسانية حادة كان لها "أثر سلبي كبير" على وضع حقوق الإنسان.
وتشمل القضايا المهمة المتعلقة بحقوق الإنسان تقارير موثوقة عن عمليات قتل خارج إطار القانون، واختفاء قسري وتعذيب واعتقالات غير مبررة لصحفيين وعدد من الأمور الأخرى، حسبما جاء في التقارير القُطرية لعام 2023 حول ممارسات حقوق الإنسان.
وأضاف التقرير أن حكومة إسرائيل اتخذت بعض الخطوات الموثوقة لتحديد ومعاقبة المسؤولين الذين ربما يكونون قد تورطوا في تلك الانتهاكات.
وفي ملف "الأونروا" قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إن غوتيريش قبل بتوصيات مراجعة مستقلة لقدرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على ضمان الحياد والرد على ما قيل عن ارتكاب مخالفات.
وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان "اتفق (غوتيريش) مع المفوض العام (للوكالة) فيليب لازاريني على أن الأونروا، بدعم من الأمين العام، ستضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات".
وأضاف "للمضي قدما، فإن الأمين العام يناشد جميع الأطراف المعنية تقديم الدعم الفعال للأونروا باعتبارها شريان الحياة للاجئي فلسطين في المنطقة".
ومن المقرر أن تنشر المراجعة التي تتم بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا في وقت لاحق.
في المواقف قالت فرنسا ومصر إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أجرى أمساتصالين هاتفيين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث سبل تجنب التصعيد في الأزمة الراهنة بالشرق الأوسط.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون أكد لنتنياهو مجددا رغبة فرنسا في تجنب التصعيد في الشرق الأوسط والتصدي لجهود إيران لزعزعة استقرار المنطقة.
وأضافت أن ماكرون أكد كذلك أن فرنسا تريد وقفا فوريا ودائما لإطلاق النار في غزة وأنها تعمل على تخفيف حدة التوتر الناجم عن الاشتباكات على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي في بيان آخر إن ماكرون ناقش أيضا أزمة الشرق الأوسط مع الرئيس المصري وإن الرئيسين اتفقا على ضرورة تجنب المزيد من التصعيد في المنطقة.
وجاء في البيان أن الرئيسين تطرقا كذلك إلى "التطورات الإقليمية في إطار التصعيدات الأخيرة، محذرين من خطورة انزلاق المنطقة إلى حالة واسعة من عدم الاستقرار".
وأضاف البيان "اتفق الرئيسان على ضرورة وقف التصعيد على مختلف الأصعدة".
ومع زيادة المؤشرات حول اقتراب تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في رفح قال مساعد الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن بلاده تعارض أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، معتبراً أنها ستشكل منعطفاً في النزاع القائم في غزة.
على جبهة أخرى ذكرت مصادر أمنية عراقية ومسؤولون أميركيون أن جنودا من القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا تعرضوا لهجومين منفصلين باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة خلال أقل من 24 ساعة.
في سياق مناصرة القضية الفلسطينية والتنديد بجرائم الاحتلال اعتقلت الشرطة الأميركية 47 طالبا على الأقل، خلال فض اعتصام بجامعة ييل الأميركية للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت جامعة ييل، في بيان أمس، إنها "طلبت مرارا وتكرارا من الطلاب المتظاهرين مغادرة ساحة الجامعة، وحذرت من احتمال توقيفهم، أو مواجهة تأديب جامعي"، وأعلنت أن الشرطة أوقفت 47 طالبا خلال فض الاعتصام.
وأضاف البيان أن "الطلاب الموقوفين يمكن أن يخضعوا للتأديب من قِبل جامعة ييل نفسها، الأمر الذي قد يفرض عليهم تعليق الدراسة".
وأشارت الجامعة إلى أن "الإجراءات ضد الطلاب جاءت بسبب رفضهم مغادرة ساحتها (خلال الاعتصام)، ما هدد أمن مجتمع ييل بأكمله، وأعاق الوصول إلى مرافق الجامعة"، وفق قولها.
وبدأ طلاب جامعة ييل اعتصامهم تضامنا مع زملائهم من جامعة كولومبيا، التي شهدت الجمعة الماضي اعتقال أكثر من 100 طالب، بعد أن سمحت رئيسة الجامعة نعمت مينوش لشرطة نيويورك بإخلاء مخيم أقامه الطلاب للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية على غزة.
(الوكالات)