بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الثاني 2023 12:01ص القارة الأميركية اللاتينية والقضية الفلسطينية ومخطّط نتنياهو الجديد

حجم الخط
شنّت دول عدة في أميركا اللاتينية حملات إعلامية وديبلوماسية قوية على إسرائيل التي تشنّ بدورها إبادة جماعية بحق أبناء غزة من أطفال ونساء وشيوخ، فما كان من بوليفيا إلاّ أن قطعت العلاقات الديبلوماسية بتل أبيب، وكتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو رسالته على موقع «إكس» (تويتر) لقد قررت استدعاء السفير الكولومبي لدى إسرائيل إذا لم توقف الأخيرة وحشيتها القاتلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني. أما الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا فقال أن ما يحدث الآن هو نوبات جنون إسرائيلية تهدف إلى محو قطاع غزة من الوجود، وأضاف دا سيلفا أن ترتكب حماس عملاً إسرائيلياً ضدّ إسرائيل، فهذا لا يعني أن على إسرائيل أن تشرّع في قتل مئات الآلاف من الأبرياء، وأن تسوّي ممتلكاتهم وأبنيتهم أرضاً، أن ما يجري حسب دا سيلفا هو من أفظع الجرائم ضدّ الإنسانية. كما شجبت فنزويلا جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الصهيونية المحتلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وجددت دعوتها للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. كان الرئيس الفنزويلي الأسبق الراحل هوغو تشافيز أكثر داعمي القضية الفلسطينية في أميركا اللاتينية ووفقاً لصحيفة الـ«كوميرثيو» الأرجنتينية، فإنه كان دائماً يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني. أما الرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو فقال، يبدو أن الفلسطينيين يتعرّضون لنظام فصل عنصري جديد. يقول الأستاذ جمال عبد الجواد وهو باحث في العلاقات الدولية، ويشغل أيضاً مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية في القاهرة، إن صعود الأحزاب اليسارية في دول القارة اللاتينية له دور فعال في موقفها من الصراع العربي الإسرائيلي، وأضاف الأستاذ عبد الجواد، وتمثل عملية استعادة السكان الأصليين لحقوقهم أساساً متيناً في الفكر اليساري، لأن الشعوب الأصلية في دول أميركا اللاتينية، تعرّضت لمحاولات الإبادة الجماعية وهذا يتشابه بدرجة أو درجات مع الممارسات الصهيونية حيال أبناء الشعب الفلسطيني. والجدير ذكره أنه على مرّ العقود، هاجرت موجات بشرية عربية كبرى من بلاد الشام العربية إلى دول أميركا اللاتينية. ففي دولة تشيلي مثلاً، يتواجد نحو 500 ألف مواطن على الأقل من أصل فلسطيني، وتوجد شوارع سُمّيت على أسماء مدن فلسطينية وفريق كرة قدم يحمل إسم فلسطين، كما يتواجد فلسطينيون بشكل كبير ومؤثر، يشغل بعضهم مناصب حكومية ووظائف مهمة في البلديات. وتوجد في البرازيل أيضاً مدينة فلوريانا بوليس جنوبي البلاد والتي سمّيت تيمّناً بمدينة نابلس الفلسطينية وتقطن فيها جالية عربية وفلسطينية قوية، كما توجد جالية لبنانية ضخمة في ولاية سان باولو كذلك. لقد سبق أن سُئل القائد فيديل كاسترو عن رأيه في مفاوضات الفلسطينيين مع إسرائيل، فأجاب أنا لا أفهم مفاوضات كهذه، لو كنت أنا فلسطينياً، والكلام لكاسترو، لفاوضتهم كيف يريدون الرحيل عن فلسطين براً أم بحراً أم جواً. أما القائد الفيتنامي الأسطوري هوشي مينه فقال للأميركيين، لو كل دقيقة يقتل منكم فرد ومنا عشرة أفراد فنحن من سينتصر في النهاية لأننا أصحاب الحق وأصحاب الأرض وأصحاب العقيدة. إذن هكذا ستكون المحصلة النهائية في فلسطين مهما جار الزمن ومهما طال الزمن. وبالإنتقال إلى أوروبا فبتاريخ 4 تشرين الثاني 2023 أدانت النائب الإيرلندية في البرلمان الأوروبي كلير دالي الحرب الإسرائيلية على غزة، والمجازر التي ترتكبها إسرائيل في القطاع وأكّدت دالي أن المجتمع الدولي تخلّى بطريقة ما عن غزة وتخلّى عن فلسطين، رغم أن هذه ليست إرادة الشعوب التي تتظاهر بالملايين في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية وفي العالم العربي للمطالبة بوقف هذه المجزرة، وأضافت دالي لا يمكن نسيان أطفال غزة الذين يذبحون بآلة القتل الإسرائيلية إطلاقا، وأنا العاملة في الحقل السياسي مدة 40 عاماً لم أصادف صدمة كالتي أصادفها اليوم في غزة. وبدوره أدان العضو في البرلمان الأوروبي ميغيل أوربان كرسبو الحرب الإسرائيلية على غزة ووصفها بجرائم الحرب، وأشار كرسبو إلى ان حكومة إسرائيل، اليمينية المتطرّفة، هاجمت بغضب ومن دون هوادة ورحمة شعب غزة وقطعت عنه المياه والطعام ووسائل الإتصال في عقوبة جماعية تشكّل جريمة حرب وفقاً للقانون الدولي، وختم كرسبو قائلاً أنّ إسرائيل تسمح لنفسها بارتكاب هذه الجرائم بلا عقوبة بسبب التواطؤ معها من الولايات المتحدة الأميركية. إنّ هذه الحرب على أبناء غزة لا بل هذه الإبادة كانت ستحصل حتى لو لم تتم عملية غلاف غزة، لأنه وحسب عدة خبراء فلسطينيون أفصحوا عن هذا الشيء لوكالة الأناضول قائلين بأن بنيامين نتنياهو يستثمر الحرب على قطاع غزة لتحقيق مشروعه الإستعماري الذي من شأنه إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد ويقول الخبراء في أحاديث منفصلة مع وكالة الأناضول، إنّ نتنياهو يسعى لعقد تحالفات وتطبيع مع الدول العربية على حساب القضية الفلسطينية وتهجير جزء كبير من سكان قطاع غزة إلى مصر، وتُعدّ فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركتَي حماس والجهاد الإسلامي حائط صدّ منيع امام المشروع الإسرائيلي. وكان نتنياهو قد قال أنّ الحرب على قطاع غزة ستستغرق وقتاً وتوعّد بتغيير منطقة الشرق الأوسط رغم ممانعة أغلبية العرب لتوطين أبناء غزة في مصر. أما مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات يقول أن شرقاً أوسطاً جديداً عبارة يجب التوقف عندها في خطاب نتنياهو الذي يترافق مع موافقة البيت الأبيض على المشروع ومع التحرك العسكري الأميركي من حلف حاملتي الطائرات. وكلمة حق تقال ، يجب دوماً استذكار ما قاله لينين لقد استغلوا القضية اليهودية لمصلحة الإستعمار، هو ما يحقق أهداف الحركة الصهيونية التي تعيش على هذه القضية وتحرّكها وتستفيد منها. ومنذ ذلك الحين والمعاناة مستمرة والحروب مستمرة.