بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 آذار 2024 11:59م هل تهاجم إسرائيل حزب الله بالتزامن مع هجومها على رفح؟

حجم الخط
ويبقى خطر إستمرار النيران المشتعلة في غزة وإمكانية إندلاعها في لبنان قائماً وإزهاق أرواح الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ يظل وارد الحدوث، في وطن الأرز العربي. وإن كانت حرب الإستنزاف والأعصاب ستطول، وإن اندلعت الحرب على نطاق أوسع وأكبر يكون الشيطان قد كمن في التفاصيل، وجنس الملائكة الأطفال في غزة ولبنان ستحولهم إسرائيل إلى حطب مشتعل وكرات نار ولهيب متدحرج.
يبدو ان نتنياهو قد وقع خياره على بث ثقافة النيران والحديد، ويبدو أن الولايات المتحدة لم تستطع ترويض الإفتراس الصهيوني حتى الآن لردعه عن قتل فلذات الأكباد إن كانوا حديثي الولادة أو خدّجاً أو في أرحام أمهاتهم. لكن سؤالاً وجيهاً يُطرح،     من يتحكم في إدارة السياسة الخارجية الاميركية؟ أو ليست منظمة إيباك الصهيونية؟ هذه المعلومة قد تعتبر إجابة على تساؤلات عدة. ولأن نتنياهو قد مني جيشه بهزيمة عسكرية ساحقة، يرى نفسه الآن مرغماً على إكمال المعركة، تماماً كلاعب المَيْسر الذي يخسر باستمرار، فيتوعد طاولة القمار بأنه سيستكمل المقامرة حتي يستعيد ما خسره ليعود وينطلق في عمله الأرعن من جديد بهدف التعويض. إنها الصهيونية تغامر وتغامر بمصائر الأبرياء حيث نرى الدماء الذكية تراق أمام ميادين الضمائر الحيّة العاجزة حتى الآن عن تحطيم قيود وأغلال الوحشية والإرهاب. وتستمر آلة جنون العظمة الصهيونية بالتهام الاخضر واليابس بنيران الإجرام العين واللئيم والغدّار، بينما ينبري الحق ويقول ليس بعد الليل إلاّ فجر مجد يتسامى، والمكسب الوحيد لأرض المؤمنين يبقي الشهادة. الله أكبر فوق كيد المعتدي رغم أن نتنياهو يعرف تماماً أن المقامرين خاسرون دوماً، وصالات القمار لا تفلس بتاتاً كما هو معروف، وأن الدفاع عن النفس المتأتي من قضية ظلمٍ فيه النصر العزيز بمفرده. يظن قسم من الرأي العام الإسرائيلي أن القضاء نهائياً هذه المرة على المقاومتين اللبنانية والفلسطنية بات أمراً واقعاً لا مفرّ منه، لذا يعتقدون بأن نتنياهو هو الشخصية التي ستقلهم إلى شاطىء الأمان والإطمئنان، وستمحو من نفوسهم وقلوبهم القلق والإحباط وفقدان الأمل والقنوط والخوف.
يقول اللواء الركن عبد الله شديفات، نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأردني السابق، بان أخباراً وصلته من المحيطين بالملك عبدالله وهي كناية عن تقارير سرّية أميركية قدمت لبايدن وقالت له أن 14500 ضابط وجندي إسرائيلي قد قُتلوا منذ 7 أكتوبر وأكثر من 45600 جريح. ومنهم ما يقارب الـ1500 مبتوري الأطراف. والمضحك المبكي أن محللّين أميركيين وإسرائيليين كثراً قد اقتنعوا بأن الجيش الإسرائيلي مقبل على هزيمة عسكرية أمام حماس في فلسطين المحتلة وامام حزب الله في جبهة الشمال الفلسطيني مع الجنوب اللبناني. من هنا اعتبر المحلّل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل بأن هزيمة حركة حماس ما زالت بعيدة وقد لا تحصل, وهذا ما يعرقل خطط الرئيس الأميركي جو بايدن لمرحلة ما بعد الحرب، مشيراً إلى أن العملية الإسرائيلية المزمعة التنفيذ في رفح ستتطلب تهجير نحو 1،3 مليون مدني فلسطيني، وقد ربط المحلّل العسكري الإسرائيلي هارئيل بين جهود حركة حماس لاستعادة السيطرة في قطاع غزة وصعوبة هزيمتها معتبراً أن ذلك يمثل معضلة للرئيس الأميركي جو بايدن وخططه من أجل اليوم التالي للحرب. وللتذكير لقد ذكرت صحيفة أندبندنت منذ فترةٍ قصيرة أن النتيجة الوحيدة في حالة الهجوم على رفح ستكون بالتأكيد خسارة أخرى غير مناسبة في الأرواح، لكنها ستحتضن عواقب أخرى لن يصب أي منها في خانة ومصلحة الشعب الإسرائيلي، ولذلك لا ينبغي أن يستمر الغزو. وقد ترى الصحيفة أن إستمرار الهجوم يعني نشر قاذفات القنابل والمدفعية والدبابات والجرافات المدرّعة وقوات المشاة في مواجهة مستشفى  معطل وأكبر مخيّم للاجئين في العالم يبلغ عدد سكانه حوالي 1،4 مليون شخص.
إن ما يمكن استنتاجه هو أن نتنياهو لن يكتفي بحل مشكلة الرهائن، بل في حال تكلّلت المبادرة بالنجاح سوف يكمل الحرب حتى إلغاء آخر مقاوم من حماس ومن حزب الله من الوجود، وهذا بحد ذاته عمل جنوني لا وجود لمخططه في أدمغة البشر الأصحاء والأسوياء. وسبق لهرتسي هاليفي أن أعلن منذ مدة أن خوض كيانه حرباً مع حزب الله في لبنان أصبح إحتمالاً لا متزايداً. وقد اختارت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساحة للحديث عن الخسائر التي قد تتعرّض لها إسرائيل في حال اندلعت حرب شاملة مع حزب الله اللبناني. وقد نشرت صحيفة كالكاليس العبرية تقريراً أعده 100 من كبار قادة جيش الإحتلال والمسؤولين الحكوميين حول الخسائر المتوقعة في حال نشبت حرب شاملة متعددة الساحات، قدّر التقرير سقوط 3 آلاف صاروخ يومياً على إسرائيل، وستؤدي إلى تدمير 100 موقع يوميّاً في مختلف المناطق وسط تقديرات سقوط 2000 قتيل إسرائيلي على مدى 21 يوماً قبل تدخل دولي يوقف هذه الحرب. وفي سياق آخر، حذّرت المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية العقيدة يفعات تومر يروشالمي من مخالفات جنائية يرتكبها جنود جيش الإحتلال في قطاع غزة. ووصفت المسؤولة العسكرية تلك الممارسات والتصريحات بالمرفوضة واعتبرتها سلوكاً شاذاً عن قيم الجيش والمؤسسة العسكرية وتسبب لإسرائيل وجيشها ضرراً استراتيجياً في الساحة الدولية. وسبق لصحيفة هآرتس أن قالت بتاريخ 2 آذار 2024 بأن حزب الله وإسرائيل على شفا حرب شاملة. صحيح قد تحدث هذه الحرب إنما الوضع في جنوب لبنان مرتبط بالوضع في غزة ومن ضمنها رفح فإذا شعرت حماس بالضيق لاحقاً وطلبت النجدة، لا بد أن يكون حزب الله الصديق وقد يعمد هو إلى إعلان الحرب.