بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 كانون الأول 2023 12:01ص يريدون الانتصار بإبادة الأبرياء لأنهم عاجزون عن الانتصار عسكرياً

حجم الخط
شيئاً فشيئاً تقترب غزة البطلة من اليوم التسعين لبدء حرب الإبادة الجماعية الصهيونية الغاشمة والوحشية على حجرها وبشرها وكل ذلك في ظل استمرار احتدام المعارك التي تزيّنها الملاحم البطولية التي يسطّرها المقاومون البواسل على أرضها وبين أزقتها وزواريبها، ليشكّل كل مقاوم دور المقاتل الذي يبلسم جراح الأطفال والنساء والكهول والشيوخ، وقد أكدت المقاومة أنها اكليل الغار الذي يمنع الاستعمار من رمي الغزاويين في مستنقع وصمة العار «الهزيمة»، وكل ذلك في ظل تواجد حطام آلة نتنياهو العسكرية في الساحات العامة، نتيجة اقتحام الحرية الغزاوية الحمراء أيام الإجرام والإرهاب الصهيونية السوداء، والرايات التي لم يرفعها الغزاويون حطمت معنويات الغاصب الصهيوني وحرمته من رفع قبعات التمجيد له.
والى الآن تحاول الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني الغاضب إلحاق الهزيمة بالغزاويين عبر محاولة تهجيرهم الكلي نحو مصر والأردن لإرغام البلدين العربيين على توطينهم في الأراضي المصرية والأردنية، لكن رد القاهرة وعمان أتى حاسما للأمر وتكلل بالرفض التام لمشروع التوطين هذا الرامي الى تصفية القضية الفلسطينية تصفية نهائية. وتدور كل تلك المعارك بمشاركة آلاف المقاتلين المرتزقة المأجورين من جنسيات بلدان القارتين الأوروبية والأميركية وخصوصاً الولايات المتحدة. يقول المفكر الإسرائيلي نارام سرجون، ان إقامة إسرائيل تعتبر نموذجا للتفوٌق الغربي وهي رمز على قوة السلطة الغربية، واهما نهاية إسرائيل والكلام لسرجون، فإنها تعني نهاية العصور الأوروبية التي حكمت العالم، ويتابع سرجون قائلاً كنت دوماً أقول ان أمراضنا الاجتماعية ونقض المناعة القومية والأخلاقية سببه وجود إسرائيل. ان المشروع الصهيوني دخل مرحلة صعبة جداً ومعركة غزة الآن هي أخطر منعطف لأنها ليست حركة عادية في التاريخ بل هي هزيمة عسكرية وعقائدية وثقافية لكل المشروع الغربي. ويختم سرجون قائلاً أنا مذهول من ضعف الجيش الإسرائيلي الذي فشل عام 2006 في السيطرة ولو على قرية لبنانية واحدة والبقاء فيها، واليوم يتبيّن بعد 17 عاماً ان الجيش الإسرائيلي عاجز عسكرياً في غزة وان قتل الناس عبر ابادتهم جماعياً هو للتغطية على الفشل العسكري، واستجداء هدفه أن تعطيه حماس  مفاتيح غزة من غير قتال كي يرحم المدنيين أي انتصار سهل وخسيس ومجرٌد من البطولات. وسبق لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ان قالت قبل اسبوعين في تقرير لها ترجمته مواقع فلسطينية، سيستمر جنودنا في الموت والإصابات والصدمة في غزة لأن حكومة إسرائيل والشخص الذي يرأسها لم يحددا هدفاً واضحاً وقابلاً للتحقيق لهذه الحرب. لذا سيكون ذلك نسخة طبق الأصل عن المستنقع اللبناني وسيستمر الجنود في الموت بلا جدوى في أزقة خان يونس ورفح. يقول المخرج والممثل ميل جيبسون لقد اقتربت نهاية إسرائيل وهم يعرفون ذلك، لذا يدمرون كل شيء في طريقهم. وفي دليل واضح ان الحرب في غزة ستلحق أفدح الخسائر السياسية بالولايات المتحدة الأميركية، فقد سبق للكاتب البريطاني ديفيد هيرست ان قال في شهر تشرين الثاني الفائت ان حرب غزة ستقوض نفوذ أميركا في العالم لأن الدعم الأميركي للإبادة الجماعية في غزة والتي تقودها تل أبيب بإيعاز أميركي، يدمر صورة أميركا في العالمين العربي والإسلامي، وأورد هيرست ان أقوى ردود الفعل على القصف الإسرائيلي لغزة جاءت من مصر والأردن الدولتين اللتين اعترفتا بإسرائيل أولا، وقال هيرست ان الأميركيين فهموا أخيراً ان سياستهم في الشرق الأوسط التي أعلنت ان أميركا عادتً هي اليوم في ورطة عميقة وخطيرة وان الحرب على غزة لن تخرج منها إسرائيل منتصرة، وستضطر أميركا للتنازل عن نفودها جرٌاء ذلك، انتهى كلام هيرست. لقد بات واضحاً وبعد أكثر من مضي 80 يوماً على الحرب على غزة. ان السيناريو الذي حصل في جنوب لبنان عام 2006 سيعود ويتكرر هذه المرة من غزة وستمنح أميركا الوقت الضائع لإسرائيل كي تنجز مهمة الانتصار، وخلافاً لذلك فإن تل أبيب وواشنطن مقبلتان على تلقّي هزيمة العصر والقرن وعندها سوف تتغيّر قواعد اللعبة المبنية على سيطرة الغطرسة السياسية والاقتصادية الصهيونية أميركية. وهنا لا بد من التذكير بأروع الجمل والكلمات التي صدرت عن الصحافي المخضرم الأميركي كريس هيدجز إذ قال نحن نتسمّر أمام الشاشات صامتون نتفرج على إبادة غزة كل طفل في الحاضنة سيموت، كل مريض غسيل كلي سيموت، كل من في وحدة العناية المركزة سيموت، كل من يحتاج الى الأوكسجين سيموت، كل من يحتاج الى عملية جراحية طارئة سوف يموت، وأضاف كريس هيدجز لا توجد كلمات للتعبير عما يحدث في غزة من الرعب الشديد جراء الإبادة الإسرائيلية وسط حالة في اللامبالاة الأوروبية السيئة، ولفت الى ان الرئيس الأميركي جو بايدن سيدرج اسمه في التاريخ كشريك في الإبادة الجماعية متابعا أتمنى ان تطارده أشباح آلاف الأطفال الذين شارك في قتلهم لبقية حياته. وأكد هيدجز ان إسرائيل وأميركا تبعثان برسالة مخيفة الى بقية العالم مفادها ان القانون الدولي والإنساني بما في ذلك اتفاقية جنيف باتت مجرد قطع من الورق لا معنى لها. ولفت هيدجز الى ان الرسالة الإسرائيلية - الأميركية تقول سنسحق أحيائكم ومدنكم بالقنابل والصواريخ، سنقتل نسائكم وأطفالكم وشيوخكم ومرضاكم ظلماً, أنتم السلالات الأدنى في الأرض، هكذا تقول أميركا التي تتابع، بالنسبة لنا أنتم حشرات يجب أن تنطفئ. وقال هيدجز نحن لا نُكرهُ بسبب قيمنا... نحن مكروهون لأنه ليس لدينا أي قيم، نحن مكروهون لأن القواعد تنطبق فقط على الآخرين، نحن مكروهون لأننا منحنا لأنفسنا الحق في ارتكاب مذابح عشوائية، نحن مكروهون لأننا منافقون، نتحدث عن حماية المدنيين وسيادة القانون والعمل الإنساني، بينما نقتل في غزة يومياً مئات الأشخاص ومئات الأطفال، وان التطهير العرقي التي تقوم به اسرائيل في غزة سيكون كاملاً، سوف يبدأ في الضفة الغربية. أما المحلل السياسي العسكري دكتور مردخاي كيدار فقد قال للقناة 12 الإسرائيلية، لو بقي حمساوي واحد مقطوع الرجل ومقطوع اليد وفي يده الثانية بقي له اصبعين سيرسم فيهما علامة النصر ليؤكد من على أنقاض بيته المهدم المتحول الى ركام من ان أبنائه وأحفاده مشغولون في إعادة بناء غزة وهم من سيحرر فلسطين. ومنطقيا فإن الأطفال الذين رأته أعينهم مناظر القتل البشعة يخرج من صفوفهم قائداً وسيحرر في المستقبل القريب هو ورفاقه الأبطال كامل التراب الفلسطيني الحبيب المحتل. اما البعثة الأممية لحقوق الإنسان فهي خير من بشّر كل أحرار وشرفاء العالم بأن الانتصار سيكون حليف غزة، لأنه وعلى حد قول البعثة فإن استمرار عدوان إسرائيل لا يصبّ بتاتاً في خانة انتصار المشروع الصهيو- أميركي. وفي هذا الإطار فإن ضابطاً سابقاً في الجيش الأميركي قال بتاريخ 20 كانون الأول 2023 وهو هيثم فرج المستشار القانوني أيضاً في سلاح مشاة البحرية الأميركية، بأن تل أبيب تتجه نجو هزيمة استراتيجية في قطاع غزة وكلكم سترون تلك الهزيمة قريباً. وأضاف فرج صحيح ان تل أبيب تعمل على تدمير غزة وقتل المدنيين، لكنها فلتذكر لنا هدفاً استراتيجياً واحداً حققته. الى ذلك قال عقيد فرنسي متقاعد بتاريخ 19 كانون الأول 2023 ويدعى الن كوزفير ان الأحداث المأسوية التي تجري الآن في فلسطين تدل على بداية نهاية إسرائيل، وأضاف الى حد الجزم بأن المجزرة الإنسانية لاجتثاث سكان غزة وحتى في الضفة الغربية تشير الى ان هذه الدولة الخارجة عن القانون منذ تأسيسها بالنار والاغتصاب ليس لها أي مستقبل.
وعلى كلٌ لقد تبيّن للسذج والانتهازي والعميل على حد سواء بأن الصهيونية تختصرها آيتين توراتيين، وقال يهوه مخاطبا المختار «ترضعون وعلى الأيدي تحملون وعلى الركبتين تتدللون. سفر اشعيا 66»، «ويقف الأجانب ويرعون غنمكم، ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم. أما أنتم فتدعون كهنة الرب تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون. سفر اشعيا 61».