9 تموز 2024 12:00ص أزمة الكهرباء تتجدّد والعتمة تهدّد موسم الاصطياف

أولوية التيّار الكهربائي للمرافق الحيويّة الأساسيّة فقط

حجم الخط
أولوية التغذية بالتيار الكهربائي للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان، جملة صادرة عن مؤسسة كهرباء لبنان تكشف اننا مقبلون على ايام عصيبة، وان الازمة القديمة المتجددة للكهرباء هي تلوح في الافق مجدداً، وهذه المرة مهددة موسم الاصطياف، مترافقةً مع ارتفاع درجات الحرارة، جرّاء ما يتردد عن الفساد المستحكم في هذا القطاع.
ملف التيار الكهربائّي الذي يعاني منه لبنان واللبنانيون منذ الحرب اللبنانية وحتى يومنا هذا، لم يصل إلى بّر األمان على الرغم من الاموال الطائلة التي ُصرفت عليه.
وعلى الرغم من انتقال معظم اللبنانّيين إلى إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، إلا أّن عدم وجود كهرباء الدولة ُيحدث بلبلة كبيرة، وهذا ما حدث مع الكشف عن ​مطار بيروت الدولي​ لن يتمكّن من الاستمرار طويلًا بالعمل على نظام المولّدات، وأنّ المعنيّين فيه يناشدون وزارة الطاقة والمياه حلّ أزمة التيّار بشكل عاجل.وأنّ «وزير الأشغال العامّة والنّقل في حكومة تصريف الأعمال ​علي حمية​ تواصل مع وزير الطّاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ​وليد فياض​، لتأمين الكهرباء لمطار بيروت الّذي يعمل حاليًّا على المولّدات، فكان الجواب: «ما تتّكلوا على كهرباء الدّولة لايّام عدّة».

عودة الكهرباء إلى المطار

لم تمر سوى ساعات قليلة على هذا الاعلان، وخرج بعدها حمية ليعلق على مشكلة الكهرباء في المطار قائلاً، أنه «عند الساعة 12 عادت الكهرباء إلى مطار بيروت والتكييف يعمل لكنه ينقطع لمدة نصف ساعة لتجنب احتراقه عند التحويل من الكهرباء الأساسية إلى المولدات».
وشدد على «أننا نحرص على راحة كل المسافرين الوافدين إلى مطار بيروت»، داعيًا «الوزارات للتعاون وتأمين التيار الكهربائي بشكل مستمر».
من جهته، رد وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، على طلب الوزير حمية تأمين الكهرباء لمطار بيروت : «لقد قمت بالتدخل مع العراقيين على مدى الشهر الماضي وخاصة في الأيام القليلة الماضية للقيام بعمل استثناء بينما يقوم مجلس النواب اللبناني وحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري باستكمال النهج للسماح بنقل المستحقات العراقية إلى الحساب العراقي في مصرف لبنان».
ونتيجة لجهوده بحسب فياض، فقد «كتب رئيس الوزراء العراقي رسالة بتاريخ 4 تموز إلى وزير النفط العراقي وشركة النفط العراقية سومو لتسهيل تحميل الشحنة المتوقفة حاليًا في العراق مما يحل المشكلة لهذا الشهر».
وتابع: «وفقًا للمدير العام لشركة سومو، طلب الوزير العراقي توضيحًا من رئيس الوزراء العراقي لتأكيد محتوى الرسالة ويجب يتلقى ذلك اليوم. ووفقًا لشركة النفط العراقية سومو، سيسمح هذا بتحميل الشحنة غدًا على أبعد تقدير.»
كما أكد فياض أن التعاون والتنسيق قائم مع المعنيين في مطار بيروت ، موضحاً أن الكهرباء ستعود خلال أيام ، علما أن كهرباء لبنان لا تزال تزود المطار بالكهرباء حتى اللحظة .
وطمأن بأن الكهرباء لن تنقطع كليا لا عن للمطار ولا عن اللبنانيين، مذكرا أن التأخير سببه المستحقات التي تسدد في اللحظة ِالأخيرة.

حالة طوارئ

وعلى الاثر، كتب وزير الإقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام على منصة «إكس»: «للاسراع في اتخاذ خطوات وطنية وجريئة لقبول مشاريع الطاقة القطرية وتنفيذها بأسرع وقت، بما أن لا المولدات ولا كهرباء الدولة تلبي حاجة مرافقنا العامة. لإعلان حالة طوارئ للطاقة حماية للسلامة العامة».

كهرباء لبنان

بدورها، أفادت مؤسسة كهرباء لبنان بأنها عمدت احترازيًا إلى إبقاء أولوية التغذية بالتيار للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان، جراء تدني خزين مادة الغاز أويل لديها بشكل حاد جدًا».
وقالت في بيان: «لمّا كانت الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها حاليًا، يتم إنتاجها فقط من معمليّ الزهراني ودير عمار، حيث تعتمد فقط على شحنات مادة الغاز أويل التي يتم توريدها شهريًا لصالح مؤسسة كهرباء لبنان بواسطة وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، وذلك بموجب اتفاقية المبادلة المبرمة ما بين كل من الجمهورية العراقية والجمهورية اللبنانية، وحيث أن شحنة مادة الغاز أويل الموردة لصالح مؤسسة كهرباء لبنان بواسطة وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، والمخصصة لشهر حزيران 2024، قد وصل القسم الأول منها إلى المياه الإقليمية اللبنانية بتاريخ 27/06/2024، وهو يرسو حاليًا قبالة مصب معمل دير عمار، وإن جميع الإجراءات الإدارية والجمركية اللازمة له قد أنجزت بالكامل، بما يسمح له بتفريغ حمولته في خزانات كلي مصبي المعملين المعنيين، ومن جهة أخرى إن القسم الثاني من الشحنة عينها قد وصل بتاريخ 04/07/2024، وهو يرسو حاليًا قبالة مصب معمل الزهراني، ولا يزال بانتظار ورود نتائج فحوصاته المخبرية من مختبرات شركة «Bureau Veritas» في دبي – الإمارات العربية المتحدة، والتأكد منها من قبل شركة المراقبة المكلفة من قبل وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط؛ ولكنه تبين بالتوازي أيضًا، وجود حجز مالي (Financial Hold) على الشحنة بقسميها من قبل المورد نتيجة الإشكالية المالية ما بين مصرف لبنان، الحكومة اللبنانية، والحكومة العراقية، ما يحول دون إمكانية المباشرة بتفريغ حمولة القسم الأول للشحنة المذكورة، ومن ثم القسم الثاني منها بعد استكمال الإجراءات الفنية، والإدارية والجمركية اللازمة له».
أضافت: «إزاء هذا الوضع الخارج عن إرادة ومسؤولية مؤسسة كهرباء لبنان بالكامل، تفيد المؤسسة أنها عمدت احترازيًا إلى إبقاء أولوية التغذية بالتيار الكهربائي للمرافق الحيوية الأساسية في لبنان (مطار، مرفأ، مضخات مياه، صرف صحي، سجون، جامعة لبنانية، المرافق الأساسية في الدولة...)، وذلك جراء تدني خزين مادة الغاز أويل لديها بشكل حاد جدًا، إذ إنه بنتيجة ذلك تم خروج قسريًا منذ ليل السبت الواقع فيه 06/07/2024، معمل دير عمار عن الخدمة بالكامل، وتوقيف قسريًا مجموعة إنتاجية في معمل الزهراني بعد ذروة ليل يوم الأحد الواقع فيه 07/07/2024، وذلك لإطالة فترة عمل المجموعة الأخرى والأخيرة في معمل الزهراني لحوالي أربعة أيام إضافية، علمًا أنه من المرتقب أيضًا أن تخرج تلك الأخيرة عن الخدمة يوم الخميس الواقع فيه 11/07/2024 جراء نفاذ مادة الغاز أويل في حينه؛ هذا وأن المؤسسة ستقوم مجددًا بإعادة تشغيل تلك المجموعات التي وضعت خارج الخدمة قسريًا، فور تبلغها من المعنيين برفع الحجز المالي عن الشحنة بقسميها، والمباشرة بتفريغ الحمولتين ذوي الصلة تباعًا، وإعادة من ثم التغذية إلى ما كانت عليه».
وختمت: «عليه، ستبقي مؤسسة كهرباء لبنان جميع المواطنين الكرام على بينة بأية مستجدات فيما خص التغذية بالتيار الكهربائي، وذلك عبر بيانات لاحقة بهذا الشأن».