يصعب تخيّل شريط متروك لغريزة الحيوانات وأصواتها وهي تمتزج مع لفح الهواء وخرير المياه في أنهار الغابة والحركة العفوية المتقدة لصنوف الحيوانات المفترسة وتزاحمها على الفوز بكل شيء لها وحدها.
كل هذا في شريط موسيقاه التصويرية منه وفيه، أي أن أصوات الحيوانات وأصداء عناصر الطبيعة هي التي تشكّل عامل المؤثرات الخاصة والمشهدية في مناخ من السحر والألق والفطرة بما يشبه مشاهد وهلوسات الحلم.
Flow شريط للمخرج والسيناريست اللاتفي غانتس زيبالوديس عن نص صاغه مع ماتيس كازا، وروز دياتر، لفيلم مدته 85 دقيقة، تكلف تصويره 3 ملايين ونصف المليون يورو في إنتاج مشترك بين لاتفيا، فرنسا، وبلجيكا، وقد جنى من العالم حتى مطلع نيسان/ إبريل المنصرم ما يقارب الـ 30 مليون دولار، لكن تقديره الفني شكّل ثروة حقيقية لصانعيه كونه حصل على أوسكار أفضل فيلم تحريك، وسيزار أفضل فيلم تحريك، وجائزة الـ«غولدن غلوب»، وجائزة أفضل فيلم تحريك في أوروبا.
الفيلم قدمته متروبوليس – بيروت في عرض خاص يوم 23 نيسان/ إبريل الماضي، وهو إفتتح الدورة الجديدة من مهرجان السينما الأوروبية في 30 نيسان ببيروت، وسيكون مبرمجاً للعروض الجماهيرية في بيروت بدءاً من 8 أيار/ مايو الجاري.
مع هذا الشريط تعود السينما لتثبت أنها فن الصوت والصورة وليس مهماً غياب البشر عن الوقوف أمام الكاميرا، بل يكفي أن يكونوا مبدعين خلفها وفي الشؤون المعملية بعد التصوير، الفيلم بالمناسبة يؤنسن الحيوانات على الشاشة ويقدّمها بمشاعر وأحاسيس دقيقة.