بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2023 12:11ص لمواجهة الواقع الأليم:أبرز السبل لتعزيز المزاج والشعور بالسعادة؟

السعادة قادرة على التخلّص من القلق والاكتئاب السعادة قادرة على التخلّص من القلق والاكتئاب
حجم الخط
وسط كل ما نعيشه اليوم من أزمات وويلات وأوضاع إقتصادية وإجتماعية صعبة،وبالأخص الأحداث الأليمة التي تجري مؤخرا في غزة، نشعر أننا اليوم وأكثر من أي يوم مضى بأمس الحاجة للشعور بالسعادة التي أهم ما في الوجود.
كيف لا؟ وهي الحلم الذي يراود كل إنسان منا .
وفي هذا المجال، تشير الدراسات العلمية إلى أنّ السعادة لها تأثير إيجابي على الصحة الجسدية حيث تساعد على تقوية عضلة القلب، وهذا ما يمنع من الإصابة بالأزمات القلبية وتسهّل عملية التمثيل الغذائي وتجنّب التعرّض للأرق وتقوّي مناعة الجسم، كما أنّ الشعور بالسعادة ينعكس إيجابياً على البشرة فتصبح البشرة أكثر نقاءً وصفاء.
كما أن السعادة تعالج الاضطرابات النفسية،ومن فوائدها أنّها تُحسّن الحالة المزاجية للإنسان وتمنحه طاقة إيجابية كبيرة قادرة على التخلّص من التوتر والقلق والاكتئاب .
وتؤكد الدراسات أنّ الأشخاص الأكثر سعادة هم أكثر قدرة على العمل بشكل ابداعي، لأنّ الشخص السعيد هو دائم التفاؤل فهو قادر على حل جميع المشاكل التي تعترضه بكل هدوء بعيداً عن التوتر وهذا ما يساعده على العمل بشكل أفضل، وكل ذلك ينعكس إيجابياً على إنتاجيته في العمل.
ومن المعروف أيضا أن السعادة تجعلنا أكثر تسامحاً مع محيطنا، فالشخص السعيد قادر على مسامحة الناس فهو لا يحمل الضغينة في قلبه،لذلك تجده أكثر قدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية، كما أنّ الناس تنجذب فطرياً للأشخاص السعداء لأنهم ينشرون التفاؤل أينما حلّوا والجلوس معهم بمثابة دواء شافي لكل مشكلة.
باختصارفإن السعادة تطيل العمر،علما أن الأعمار بيد الله لكنّ التقارير الطبية أثبتت أنّ كبار السن أقل عرضة للوفاة بنسبة 35 في المئة إذا كان يشعرون بالسعادة، لأنّ السعادة تحسن الحالة الجسدية والنفسية للإنسان وهذا ما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض أو على الأقل تحد من تطور بعض الأمراض.
وهنا تجدر الإشارة، إلى أن السعادة توطّد العلاقة الزوجية،حيث يبحث كل من الرجل والمرأة عن الاستقرار العائلي، فإذا كان كل منهما يشعر بالسعادة فهذا يساعد على زيادة الحب والتفاهم والمودة بينهما ومن حل كل الخلافات والمشاكل بهدوء، حيث من النادر أن يصيب الفتور العلاقات الزوجية التي تحيط بها السعادة.

«هرمون السعادة»

ويبقى السؤال ما هو «هرمون السعادة» وما السبل الواجب اتباعها لتحسين المزاج؟

عيتاني

للإجابة على ذلك، التقت «اللواء» المعالجة  النفسية ومدربة تطوير الذات  ديالا عيتاني، فكان الحوار الآتي:
{ بداية، كيف تعرفين لنا «هرمون السعادة»؟
- أصبح مصطلح «هرمون السعادة» شائعًا في الفترة الأخيرة، وقد تداولت الأبحاث أهمية هذا الهرمون الذي يساعد في صحة العقل ويعزز المستوى المطلوب في الجسم، مما يجعل الفرد متفائلًا نشيطًا وسعيدًا.
{ ما هي أبرز الهرمونات المسؤولة عن هذا الشعور؟
- هناك مجموعة هرمونات مسؤولة عن الشعور بالسعادة في حياتنا، مثل «السيروتونين»، «الإندروفين»، «الدومامين» و«الأوكسيتوسين»، وهذه الهرمونات عبارة عن مواد كيميائية ينتجها الجسم من الغدد وتلعب دورًا رئيسًا في الجسم،كتعديل الحالة المزاجية ومنح شعور السعادة والإيجابية لما يقوم به الفرد.
{ كيف السبيل لتحسين المزاج؟
- هناك عدة طرق وتجارب لتحسين مزاج المرء وزيادة «هرمون السعادة»، ومن أهم الطرق التي ذُكرت في الأبحاث العلمية تناول الطعام الذي يعزز «هرمون السعادة»، ويساعد في تحسين المزاج لدى الفرد.
فالشوكولاتة الداكنة تؤثر بشكل إيجابي على مزاج الفرد بفضل تكوينه الذي ينتج «السيروتونين»، وهناك عدة أطعمة أيضًا تساعد في تطوير مستويات «السيروتونين»، والذي بدوره يُعزّز حالة المزاج من أهمها الموز، الأفوكادو، التوت، المكسرات، التفاح، السلمون، الخضروات الورقية، و»الجريب فروت».
أيضا، يعد الاستماع إلى الموسيقى وسيلة ممتازة للحصول على هرمون «الدوبامين» مما يمنح المرء شعورًا بالسعادة ويساعده في خفض مستويات التوتر ورفع المعنويات، ويعتبر الضحك من أهم الطرق أيضًا لزيادة «هرمون السعادة» في الدماغ،حيث يقلل الضحك من إنتاج «الكورتيزول» وهو هرمون التوتر الرئيسي، ويوفر فورًا شعورًا بالسعادة لدى الإنسان، ويساعد المرء في أن يكون إيجابيا في حياته اليومية، كما أن الضحك يمنحنا ثقة بالنفس ويوطد العلاقات الودية والسليمة بين العائلة والأصدقاء.
كذلك، يزيد التعرض لأشعة الشمس من تحفيز «هرمون السعادة»، وكذلك استنشاق الروائح الجميلة العطرة الطبيعية، حيث تترك تأثيرًا رائعًا لدى الفرد، لذا تكون مستويات «السيروتونين» في أعلى مستوياتها في فصل الصيف.
كما أن أخذ حمام دافئ يساعد على التخلص من الطاقة السلبية وتحسين المزاج سريعًا، وترتبط ممارسة تمارين الرياضة بتحسّن الصحة النفسية، وتساعد على تعزيز المزاج والشعور بالسعادة.»
{  ختاما،كيف يمكننا تعزيز النوم للشعور بالسعادة بعد يوم طويل؟
- «الميلاتونين» هو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ من أجل تنظيم دورة النوم لدى الأفراد، وهو يساعد الدماغ في التمييز بين الأوقات الصباحية والمسائية، ولتعزيز مستوى «الميلاتونين» في الجسم يجب الحرص على المشي يوميًّا، الاستيقاظ مبكرًا، والتعرض لضوء الجسم لمدة خمس عشرة دقيقة في وقت الصباح الأمر الذي يؤدي الى زيادة إنتاج فيتامين «د» وبالتالي إلى زيادة إنتاج «الميلاتونين».
وللحصول على نوم أفضل ينبغي التوقف عن التدخين في الليل والامتناع عن شرب القهوة، كذلك يمكننا تقليل التوتر والضغط من خلال تمرينات رياضية أو ممارسة هواية كالسباحة، المشي في الطبيعة واستنشاق الهواء العليل، وممارسة «اليوغا» هي أفضل نشاط مثالي للعقل والجسم، إذ تعمل على زيادة الطاقة الإيجابية التي تُزيد من هرمون السعادة».