يعتبر الماء العنصر الأهم في تكوين الإنسان وبقائه على قيد الحياة ،حيث أن الماء يشكل 60% من جسم الإنسان وعلى ذلك لا تكتمل أي عملية حيوية في جسم الإنسان بدون الماء.
وقد تختلف نسبة الماء في جسم الإنسان باختلاف الجنس والعمر. ويكون للبيئة أثر واضح على نسبة وكمية الماء الموجودة في الجسم.
ويبقى السؤال:ما كمية الماء التي ينبغي شربها يوميًا؟
فوائد الماء؟
للإجابة على هذا السؤال التقت «اللواء» أخصائية التغذية لولوة عسيلي التي أجابت بإسهاب حول هذا الموضوع ،فكان الحوار الآتي:
{ بداية، ما فوائد الماء على صحة الإنسان؟
- بالرغم من ان السؤال بسيط لكن إجابته ليست سهلة،إذ ليس هناك تركيبة واحدة تناسب الجميع.
لكن من الضروري معرفة المزيد عن احتياجات الجسم من السوائل لأن ذلك يساعدنا في تقييم كمية الماء التي يتعين علينا شربها كل يوم.
باختصار،الماء هو المكون الكيميائي الرئيسي للجسم، ويشكل ما بين 50 %إلى 70% في المائة من وزن الجسم، والمؤكد أن الجسم يحتاج إلى الماء كي يبقى على قيد الحياة.
فكل خلية ونسيج وعضو في الجسم يحتاج إلى الماء كي يؤدي وظائفه على نحو صحيح.
على سبيل المثال، يعمل الماء على التخلص من النفايات عن طريق التبول والتعرق والتبرز والحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.
كما يساعد على تليين المفاصل وتوسيدها، بالإضافة إلى حماية الأنسجة الحساسة.
تجدر الإشارة، إلى أن نقص الماء يمكن أن يؤدي إلى الجفاف، وهي حالة تحدث عندما لا يحتوي الجسم على ما يكفي من الماء للقيام بالوظائف الطبيعية، حتى الجفاف الخفيف يمكن أن يستنزف طاقتك ويجعلك تشعر بالتعب.
كمية الماء
{ ما كمية الماء الذي يحتاج إليها الشخص؟
- يفقد الإنسان الماء كل يوم عبر التنفس والتعرق والتبول والتبرز. ولكي يتمكن الجسم من أداء وظائفه على النحو السليم، فلا بد من إعادة محتواه من الماء إليه عن طريق تناول مشروبات وأطعمة تحتوي على الماء.
أما فيما يخص كمية الماء التي يحتاج إليها الشخص العادي السليم صحيًا البالغ الذي يعيش في مناخ معتدل، فقد حددت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في الولايات المتحدة إلى أن كمية السوائل الكافية التي ينبغي تناولها يوميًا هي كالآتي:
15.5 كوبًا تقريبًا (3.7 لترًا) من السوائل يوميًا للرجال
11.5 كوبًا تقريبًا (2.7 لترًا) من السوائل يوميًا للنساء
وتشمل هذه التوصيات جميع السوائل كالماء وغيره من المشروبات والأطعمة.
هذا وتأتي نسبة 20% تقريبًا من كمية السوائل اليومية عادةً من الطعام أما النسبة الباقية فتأتي من المشروبات.
8 أكواب من الماء؟
{ هناك من ينصح بشرب 8 أكواب من الماء يوميا فما رأيك؟
- يستطيع أغلب الأصحاء الحفاظ على رطوبة أجسامهم بشربهم الماء وغيره من السوائل كلما شعروا بالعطش.
وقد يكون أقل من ثمانية أكواب في اليوم أيضًا مناسبًا لصحة البعض، لكن غيرهم قد يحتاجون إلى شرب المزيد.
لذلك ،ربما نحتاج إلى تعديل كمية السوائل الإجمالية التي نتناولها بناءً على عدة عوامل أهمها ممارسة الرياضة.
فإذا مارست أي نشاط يسبب العرق، فإنك تحتاج إلى شرب المزيد من الماء لتعويض كمية السوائل المفقودة. ومن المهم شرب الماء قبل ممارسة التمارين الرياضية وفي أثنائها وبعدها.
أيضا هناك العامل البيئي،إذ قد تسبب حرارة الجو أو رطوبته العرق، وهو ما يستلزم شرب كمية إضافية من السوائل.
وقد يصيب الجفاف الجسم أيضًا في الأماكن المرتفعة عن سطح الأرض.
وهناك الحالة الصحية العامة حيث يفقد جسدك السوائل عندما تصاب بالحمى أو القيء أو الإسهال وفي هذه الحال يجب شرب المزيد من الماء أو اتباع نصيحة الطبيب بشرب محاليل تعويض السوائل.
ومن الحالات الأخرى التي قد تستلزم زيادة كمية السوائل المتناولة أنواع عدوى المثانة وحصوات المسالك البولية.
أيضا في الحمل والرضاعة الطبيعية تحتاج النساء الحوامل أو المرضعات إلى تناول المزيد من السوائل للحفاظ على مستوى الترطيب في أجسامهن.
ليس بالضروري الإعتماد على الماء
{ هل الماء هو الخيار الوحيد للحفاظ على رطوبة الجسم؟
- ليس بالضروري الاعتماد على الماء فقط لتلبية احتياجات الجسم من السوائل ، فما نأكله أيضًا يوفر لنا جزءًا مهمًا.
على سبيل المثال، تبلغ نسبة الماء في الكثير من الفواكه والخضراوات مثل البطيخ والسبانخ 100% تقريبًا.
وكذلك تتكون مشروبات مثل الحليب والعصير وأنواع شاي الأعشاب بصفة أساسية من الماء وحتى المشروبات التي تحتوي على «الكافيين» كالقهوة والصودا يمكنها أن تسهم في محتوى الماء الذي يدخل إلى الجسم يوميًا.
لكن علينا أن نعتدل في تناول المشروبات المحلاة بالسكر. فالمشروبات الغازية العادية، ومشروبات الطاقة أو المشروبات الرياضية، وغيرها من المشروبات المحلاة تحتوي عادة على كمية كبيرة من السكر المضاف الذي قد يُمد جسمك بكمية من السعرات الحرارية أكبر مما تحتاج.
كمية السوائل
{ كيف يمكنني أن أعلم إذا كنت أشرب ما يكفي من السوائل؟
- تكون كمية السوائل التي تتناولها كافية في الحالات التالية:
إذا كنت نادرًا ما تشعر بالعطش وإذا كان البول عديم اللون أو بلون أصفر فاتح.
كما يستطيع طبيبك أو أخصائي التغذية مساعدتك في تحديد كمية المياه المناسبة لك يوميًا.
{ هناك من يقلق بشأن شرب كميات كثيرة من الماء؟
- نادرًا ما يسبب شرب الكثير من الماء مشكلة بالنسبة إلى البالغين الأصحاء الذين يحصلون على تغذية جيدة.
وفي بعض الأوقات يشرب الرياضيون كميات كبيرة من الماء في محاولة للوقاية من الجفاف بعد ممارسات التمارين العنيفة،لكن عندما نشرب كميات من الماء أكثر من اللازم، لا تتمكن الكلى من التخلص من المياه الزائدة. ومن ثم يصبح محتوى «الصوديوم» الموجود في الدم مخففًا.
ويطلق على هذه الحالة نقص «الصوديوم»، وهي من الحالات التي قد تهدد سلامة الحياة.
نصائح
{ هل من نصائح محددة؟
- لمنع الجفاف والتأكد من احتواء الجسم على السوائل التي يحتاجها، اجعل الماء مشروبك المفضل.
ومن المستحسن أن تشرب كوبًا من الماء مع كل وجبة وبين الوجبات، قبل ممارسة التمارين الرياضية وبعدها وعند الشعور بالعطش.