بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 نيسان 2024 12:27ص الأسواق التجارية في الأعياد:حركة «ميتة»...والدولة غائبة!

التنير لـ«اللواء»:الخوف من الوضع الأمني عامل أساسي لتراجع حركة الأسواق .. عيتاني: غياب السيَّاح عن لبنان السبب الرئيسي لتدهور حركة السوق

جهاد التنير جهاد التنير
حجم الخط
 لطالما كان يعوّل التجار على موسم الأعياد للدفع قدُماً بتحريك الأسواق التجارية من خلال عجلة المؤسسات والشركات والمحال لتغذية ميزانياتها من الكتلة النقدية التي يرفدها المستهلكون، لكن اليوم وعلى الرغم من تقاطع عيد الفصح مع شهر رمضان ومن ثم عيد الفطر لم تكن الحركة التجارية وفق التوقعات المطلوبة، حيث لفت نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير إلى أن  حركة الأسواق خصوصاً في العاصمة بيروت خجولة جداً وليس كما كان متوقعاً، وهذا سببه أولاً أن الأعياد أتت أواخر شهر آذار في وقت لم تكن الدولة قد دفعت الرواتب،ولكن من الممكن أن يتحرك السوق في عيد الفطر أكثر ولكن بشكل عام حركة الأسواق ضعيفة جداً لأن الناس ليسوا في وضع يمكنهم من صرف الأموال.
وأشار التنير في حديث لـ«اللواء» إلى أنه من العوامل الإضافية لتراجع حركة الأسواق هي أن الموارد شحيحة والخوف من الوضع الأمني السائد في البلد نتيجة ما يحدث على جبهة الجنوب وتداعياته،لذلك الأمور تقتصر على بعض الملابس للأولاد فقط لا غير هذا إذا تكلما عن السوق بشكل عام، ولكن تبقى بعض «الماركات»المهمة بالنسبة للملابس «سوقها مطلوب» على مدار السنة باعتبار أنها تتعلق بقئة خاصة من الناس ولكن بشكل عام حركة الأسواق خجولة.
بالنسبة للفنادق والسياحة أوضح أن هناك الكثير من اللبنانيين المغتربين لم يأتوا إلى لبنان بسبب الوضع الأمني، لذلك الحركة تعتبر «خفيفة» جداً على البلد، والمغترب الذي يأتي إلى لبنان يقيم في منزل أهله والمصاريف تكون قليلة جداً وليست على المستوى المطلوب واللازم وفترة الإقامة باتت قصيرة جداً.
واعتبر أن السلع المعمرة والأسواق الأخرى «كالأدوات الكهربائية» و«المفروشات» و«الأدوات المنزلية» فسوقها «خفيف» جداً أو تجارات لا سوق لها لأن الأسواق ليست مشجعة بالشكل المطلوب، بالإضافة إلى الوضع الأمني المأزوم لأن الوضع الأمني عامل مهم ومساهم في هذا التراجع لأن نتيجته هو عدم مجيء الكثيرمن المغتربين إلى لبنان ومن أتوا فكروا كثيراً في كيفية المجيء إلى لبنان نتيجة الوضع الأمني السيء.
وكشف التنير إلى أن هناك أرقاما لحركة الأسواق التجارية ولكن هذه الأرقام غير مشجعة خصوصاً أرقام عيد الفصح وعيد الفطر التي لم تكن مشجة على الإطلاق،ولكن ممكن أن تتغيير هذه الأرقام مع حلول عيد الفصح للطوائف الشرقية مع بداية حلول فصل الصيف وإحتمالية تحسن الوضع الأمني ولو بشكل نسبي،ومحتمل أن تكون الناس تتحضر لتصرف هذه الأموال في فصل الصيف في لبنان ،باعتبار أن الموسم بات قريباً، فمن الممكن أن يكون هذا الإحتمال هو أحد هذه العوامل،ولكن حركة الأسواق إن كانت في عيد الفصح أو تحضيراً لعيد الفطر هي غير مشجعة نتيجة لموازنة العائلات من جهة ومن جهة أخرى نتيجة الوضع الأمني السائد، ولكن من الآن حتى الصيف القادم لا أحد يعلم ماذا يحدث لأن لبنان «بلد المفاجآت» ولكن إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه فمن المؤكد أن الأمور ستكون سلبية.
ومن جهته أشار رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني في حديث لـ«اللواء» إلى أن حركة الأسواق التي تتزامن مع حلول الأعياد لم تعد كما كانت في السابق وتراجعت بشكل كبير جداً منذ سنوات، وهذا سببه غياب السياح الأجانب عن البلد، مما تبعه غياب الأسواق بشكل كبير عن الحركة حتى قدرة اللبناني على الشراء خفت إلى حد باتت غير موجودة من الأساس.
وشدد على أن غياب السياح الأجانب عن لبنان هو السبب الرئيسي لتراجع حركة الأسواق التجارية  خصوصاً في شارع الحمرا، وهذا سببه غياب الدولة الكامل عن الخدمات خصوصاً فيما يتعلق بالقطاع التجاري، فإذا الحكومة لم تقم بواجبها المطلوب من خلال إنارة الطرقات والشوراع وتوفير الأمن والأمان إن كان للبنانيين من جهة أم للسياح من جهة أخرى فإذا كانت جميع هذه العوامل غائبة فمن سيأتي إلى الأسواق للشراء باعتبار أن بعد الساعة الرابعة ظهراً يصبح شارع الحمرا خالي من الناس؟
واعتبر أن غياب الدولة عن واجبها تجاه التجار من خلال مشاركة التجار في وضع الخطط لتحسين الواقع التجاري وواقع الأسواق فإذا شارع الحمرا من أوله حتى آخره بات شارع مظلم في الليل فعن أي سياحة نتحدث إذاً كيف سيكون هناك أمان للذي يريد أن يشتري؟ وتساءل عن كيفية إبقاء شارع طوله 1200 متر بـ 23 متفرعا من دون كهرباء كشارع الحمرا؟لذلك نتيجة هذه العوامل فتراجع الحركة التجارية هو أمر طبيعي.
ولفت عيتاني إلى أن هذه العوامل هي ليست محصورة في شارع الحمرا فحسب بل في جميع الأسواق في بيروت، فكل الأسواق في بيروت باتت أسواق «ميّتة» خصوصاً أسواق «الألبسة» وهذا سببه الأول والأخير غياب السياح،ففي غياب السياح العرب سواء الخليجيين أو المصريين أو الأردنيين  أو اليمنيين والسوريين والعراقيين على وجه الخصوص باعتبارهم السوق الأقوى أثر بشكل كبير بالنسبة لتراجع  حركة الأسواق.