عبدالرحمن قنديل
يواصل المعنيون في القطاع الغذائي في لبنان تطمين المواطنين بأنه لا توجد مشكلة في الوقت الحاضر في البضائع، ولا انقطاع في السلع، رغم تسارع التطورات العسكرية بعد اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إلى جانب العديد من القادة، وتوسيع إسرائيل عدوانها ومجازرها في العديد من المناطق اللبنانية، وذلك «طالما أن المرافق الجوية والبحرية لا يزال العمل فيها جاريا».
وتزداد هذه المخاوف أيضاً لدى المواطنين في ظل صعوبات تواجه العديد من الشاحنات في نقل بضائعها من منطقة إلى أخرى على وقع توسع الاحتلال في عدوانه، مما تُرجم بنقص في البضائع لدى بعض المحال والسوبرماركات ومع توسع رقعة الحرب والمواجهة واشتدادها يوماً يوم،ازدادت المخاوف لدى اللبنانيين من أن تأخذ منحى أشد قساوة،خصوصاً مع تزايد الحديث عن توجه اسرائيل بالقيام بحصار بري على لبنان تحت ذريعة التحكم بالمعابر لكي لا يصل لحزب لله سلاحاً عن طريق سوريا فاضافة إلى خوف النزوح جراء رسائل اخلاء البيوت من قبل الإسرائيليين،المترافقة مع الخوف على نجاح اسرائيل في محاولة خرق الإتصالات في لبنان،والمخاوف على لبنان غذائياً بالتحديد من هذه زاوية هذا الحصار الذي يجري التكلم عنه بات العين على المرفأ وقدرته على الصمود في حال كان التضييق البري لا يطاق ووصل إلى الإستيراد والتصدير،أو التضييق على الغذاء.
واذا أردنا التكلم عن مجال البحر في لبنان،فالعين ستتجه إلى مرفأ بيروت حكماً،هذا المرفأ الذي أخذ طريقه بالتعافي بعد ذلك الزلزال الذي كاد أن يبتلع بيروت في آب 2020 اليوم الأسود في حياة أهالي بيروت وسكانها،ففي ظل الخوف على لبنان بأسره من بطش اسرائيل به وتزايد تلك المخاوف من أن يكون الحصار البري هو التالي في ظل المخاوف المتزايدة على الأمن الغذائي في لبنان فهل الوضع بحرياً على ما يرام من ناحية تأمين المواد الغذائية، أو حتى من خلال عملية استمرار البضائع بشكل عادي عن طريق البحر في حال فرض حصار برياً من قبل اسرائيل،وهل هناك خطة موضوعة مخصصة لحالة الطوارئ في حال خرجت الأمور عن السيطرة لكي لا يقع لبنان في أزمة على هذا الصعيد وهل المرفأ قادر على تحمل هذا العبئ بمفرده؟
بالنسبة لعمليات الاستيراد والتصدير ، يقول رئيس مجلس إدارة مرفأ بيروت عمر عيتاني :» أن وتيرة العمل ما زالت طبيعية جداً، وبدأنا الآن العمل لتسريع عمليات اخراج السلع و البضائع من المرفأ بالتعاون مع الوزارات المعنية».
ويؤكد عيتاني على أنه في هذا الإطار حصل اجتماع مع غرفة التجارة والصناعة والهيئات الاقتصادية يوم الخميس الماضي وتم الإتفاق على تسريع وتيرة العمل لاخراج البضائع على ان يصار إلى تخزينها في مستودعاتهم الموجودة في المرفأ ، و حتى اليوم لا زالت القدرة موجودة على تلبية كل الخدمات والاحتياجات.
وعن وجود خلية ازمة، يشير إلى أنه تم عقد اجتماع في هذا الاطار مع الجهات المعنية و يصب بدورها في إطار تسهيل عمليات اخراج البضائع ودائما بالتنسيق مع الوزارات المعنية، على أمل ان يصدر بيان في هذا الاطار عن الحكومة تحث من خلاله الوزارات على تأمين المداومة في اداراتها خاصة تلك التي لديها مندوبين منوطة بهم عملية منح تأشيرات في المرفأ كوزارة الزراعة والاقتصاد والصحة والصناعة والبيئة.
وعن وجود خطة،يختم عيتاني قائلاً:» ننتظر ما سيصدر عن الحكومة في هذا الاطار ، ولا بد من التأكيد على اننا مرفق اقتصادي يعمل بكل مسؤولية على تأمين احتياجات البلد».