لا شيء يُبشّر بالخير ويُدخل علينا السرور في زمن الديجور المُدلهم؟!... ويا أسفي على وطننا الأخضر لبنان... وعلى وطني الأسمر المُترامي على شاطئ المحيط بخيراته المعدنية من الفوسفات المنهوب من قِبل فرنسا والاحتلال المغربي... إلى الثروة السمكية الكبيرة التي يُمنع على السكّان شراؤها بأسعار معقولة... حتى أسماك السردين يضطر الساكنة أنْ يشتروها بأسعار خيالية؟!... هل يحق للأجنبي من خارج الأرض أنْ يتذوّق أسماكنا ونحن إذا تصيّد صيّاد من جلدتنا بشخصه يستطيع أنْ يطعمها إذا كانت العيون المفتوحة من المستعمرين قد بُليت في إلقاء النظر عليها؟!... أليست هذه الحال تثير الألم في النفوس؟!...
على طول الشاطئ الممتد الأعداء يُراقبون... لكن قدرة الله أكبر أنْ تفقأ عيونهم وتحوّلها إلى تراب حتى لا يستطيعون تلمّس الطريق؟!... فعلاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته بقرارهم الأخير أعطوا للمحتل السيادة على أرضنا... لكن لن يصمت أصحاب الأرض المحتلة على قراراته.. لأنّ الأرض لنا وكل الخيرات من حقّنا وليست من حق المستعمر؟!...
أما عن وطني الأخضر لبنان فقد وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّه «وطن فاشل»... وهذا ما عزّز كلام توم باراك ليردّد المقولة بأن لبنان «وطن فاشل»... أفشلهما الله في كل خطة يعملان عليها لضرب لبنان بأي شكل من الأشكال؟!...
على المقلب الآخر.. تحوّلت اللجنة الخماسية في لبنان إلى ثلاثية... لكن هل تنجح واشنطن في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان؟!... إلا أنّ الأمر معروف بعدما كانت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس بعد زيارتها إلى إسرائيل وزيارة المنطقة الشمالية مع الوزير الإسرائيلي غانتس.. ربما زيارتها إلى لبنان جاءت لتفاوض الرؤساء في لبنان من منطلق صفتها كمُشرِفة على عمل «لجنة الميكانيزم» أو كرئيسة فعلية عليها... ما طرحته من توسيع لعملها... شكّل غطاءً لطبيعة مُهمّتها الجديدة التي أوكلت بها من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً في واشنطن... والتي تقضي بأحقية الوصول إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين لبنان والعدو الإسرائيلي؟!...
حسب كل المعلومات الواردة من هنا وهناك وما نُمِيَ من أخبار الكواليس السياسية تصدر عنه الإشارة إلى وجود مساعٍ أميركية حثيثة لإتمام هذه المفاوضات والتي ستشكل حيثياتها النجاح في خفض التوتّر ووقف الاعتداءات ؟!... إلى ذلك هناك مبادرة جديدة تتضمّن تقليص اللجنة الحالية من خماسية إلى ثلاثية تضم لبنان والولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي فقط... وإذا نجحت أورتاغوس في خفض التصعيد وتهيئة الوضع بالتوازي مع الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني... وأبعد من ذلك يمكن في حينها تطعيم هذه اللجنة بمدنيين؟!... على المقلب الآخر ما لم يُقل صراحة ولكن استنتاجه الواضح أنّ إسرائيل لم تعد متحمسة لدور الفرنسيين و»اليونيفل»... وترى أنّ الدور الحاسم في المرحلة المقبلة يجب أنْ يكون بيد الأميركيين؟!...
على أرض الواقع.. لم يرفض لبنان مبادرة أورتاغوس لتوسيع عمل «الميكانيزم» باستثناء البند المتعلق باشراك سياسيين في اللجنة... وهو أمر مرفوض بشكل قاطع إلا إذا نجحت أورتاغوس في أداء دورها كرئيسة فعلية للجنة الميكانيزم؟!.. وحسب كل ما سبق وصفت مصادر مطلعة تجاوب لبنان مع طروحات أورتاغوس يبقى مشروطاً بمُهمّة محدودة وهي نجاحها في وقف الاعتداءات نهائياً وتهيئة مناخ يسمح بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار... لكن هذا «الوعد بالكمون وعيش يا كديش لينبت الحشيش» على وقع استمرار إسرائيل في ضرب الأراضي اللبنانية وسقوط الشهداء في الجنوب والبقاع ؟!...
في آخر أخبار مساء يوم الأحد الماضي فوجئنا بأنّ رجل ترامب لشؤون الخزانة الأميركية والاستخباراتية جون هيرلي أقلع إلى لبنان ويحمل رسالة خطيرة ولائحة بأسماء محرجة وتحذير من سقوط مُدمِّر؟!... الجولة مرتقبة وطائرات واشنطن تحلّق فوق البلاد العربية حاملة معها إشارات تحذيرية غامضة لكل من إيران ووكلائها في لبنان والعراق واليمن؟!... وهذا يعني أنّ جولة هيرلي التي ستبدأ بإسرائيل ستكون لديها إحداثيات كبرى ولا يمكننّا التكهّن بما سيكون؟!...