شدّد وزراء خارجية دول عربية ومسلمة، في اجتماع عُقد في إسطنبول، أمس لمناقشة مستقبل قطاع غزة، على ضرورة أن يكون الحكم في القطاع بيد الفلسطينيين وحدهم، رافضين أي «نظام وصاية جديد» عليه.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الذي ضمّ نظراءه من السعودية وقطر والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا، إنّه «يتعيّن على الفلسطينيين حكم أنفسهم وضمان أمنهم».
وأضاف أن «غزة بحاجة إلى إعادة إعمار، ويجب أن يعود سكانها إلى منازلهم. إنها بحاجة إلى تضميد جراحها، ولكن... لا أحد يريد أن يرى ظهور نظام وصاية جديد».
وأعرب فيدان عن أمله في «تحقيق مصالحة فلسطينية داخلية» سريعة بين حماس والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، مشيرًا إلى أن «حماس» أبدت استعدادها لتسليم حكم قطاع غزة إلى لجنة من الفلسطينيين.
إلى ذلك قال فيدان إن العمل لا يزال جاريا على قرار الأمم المتحدة لإرسال قوة لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة مشيرا إلى أن عددا من الدول ستقرر ما إذا كانت سترسل قوات بمجرد التوصل إلى إطار عمل.
وأكد وزير الخارجية التركي، على إسرائيل التوقف عن انتهاك وقف إطلاق النار، والوفاء بمسؤوليتها بشأن وصول المساعدات الإنسانية.
وواصل جيش الاحتلال أمس قصفه على المناطق السكنية المأهولة موقعا مزيدا من الشهداء والجرحى الفلسطينيين.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أغلق محور فيلادلفيا الواقع على الحدود بين قطاع غزة ومصر، في إطار عمليات البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا خلال حرب الإبادة الأخيرة.
إلى ذلك قالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب تدرس السماح بخروج 200 مسلح من «حماس» من منطقة سيطرتها بقطاع غزة مقابل إعادة كل جثث الأسرى.
من جهته رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف اتفاق وقف النار في غزة بأنه «هش»، وقال إنه «صلب للغاية»، ولكنه حذر حركة حماس من مغبة عدم الالتزام بالاتفاق.
وفي مقابلة موسعة مع شبكة سي بي سي نيوز قال ترامب، إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإتمام اتفاق غزة، وإنه دفعه في هذا الاتجاه، مشيراً إلى أن نتنياهو «فعل بعض الأشياء التي لا أحبها».
وأضاف أن نتنياهو «رئيس وزراء وقت الحرب، وعملتُ معه بشكلٍ جيدٍ جداً.. نعم، كان علي أن أضغط عليه بعض الشيء من جهةٍ أو أخرى، وأعتقد أنني قمت بعملٍ رائع في دفعه؛ إنه رجل موهوب للغاية».
وتابع: «إنه شخص لم يُدفع من قبل في الواقع، وفي الواقع كان هذا نوع الشخص الذي كانت إسرائيل بحاجة إليه في ذلك الوقت.. كان ذلك مهماً جداً»، وفق قوله.
وألمح ترامب إلى أنه قد يتدخل لمساعدة نتنياهو في محاكمته في قضايا الفساد،
وزاد: «لقد ضغطت عليه. لم أحب بعض الأشياء التي قام بها، وقد رأيتِ ما قمت به ردّاً على ذلك. وجهنا ضربة قاسية لإيران، ثم جاء وقت التوقف وتوقفنا».
وحذر ترمب «حماس» قائلا: «إذا أردتُ منهم التخلي عن السلاح، سأجعلهم يفعلون ذلك بسرعة كبيرة. وإلا سيتم القضاء عليهم. هم يعرفون ذلك».
ولكنه أشار إلى أن الحركة تواصل استخراج جثامين المحتجزين الإسرائيليين وتقوم بتسليمهم، وأشار إلى تسليم 4 جثامين مؤخراً.
(الوكالات)