بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 آب 2022 12:00ص الشاعر السعودي محمد طاهر الجلواح لـ«اللواء»: للقصيدة الشعبية دور كبير في رصد وحفظ التراث الشعبي الخليجي

الشاعر محمد طاهر حسين الجلواح الشاعر محمد طاهر حسين الجلواح
حجم الخط
خاض الشاعر السعودي «محمد طاهر حسين الجلواح» تجربة الإعداد والتقديم التلفزيوني ليرى مقدار نجاحه في هذه التجربة، ولقد نجح -الى حد ما - وللّه الحمد كما يقول بدليل أنه لم يتلقَ انتقادا سلبيا واحدا طيلة حلقات برنامج (نخلة وزورق) كلها البالغ عددها 39 حلقة من إعداده وتقديمه في (القناة الثقافية السعودية السابقة)، بل تلقّى كثيرا من الثناء عليه ومطالبة القناة باستمراره، كما كان يتلقّى عددا من الرسائل والاتصالات من داخل وخارج المملكة يطلبون عرض قصائدهم ونتاجهم والحديث عن تجاربهم وبلدانهم كون البرنامج يتضمن فقرة للثقافة السياحية أو السياحة المعرفية اسمها: (انصراف الذاكرة)، وقد تناول في إحدى حلقاتها (لبنان) وكانت تجربة جميلة بالصوت والصورة.. والبرنامج موجود على الـ(يوتيوب) بإسم (نخلة وزورق) بكل حلقاته، وكان يحاول في كل حلقة أن يقدّم أسماء جديدة من كافة أقطار الوطن العربي، ولقد خصص حلقة منه لقراءة عدد من النصوص الشعرية لبعض الشاعرات العربيات من الأقطار العربية، كما أنه قدّم /على سبيل المثال/ للمشاهد السعودي والخليجي إطلالة على الشعراء الليبيين الذين لم يكونوا معروفين وغير ذلك كثير.. ومع الأديب والشاعر محمد طاهر حسين الجلواح أجرينا هذا الحوار:

{ بين القصيدة الشعبية والقصيدة الفصيحة الموزونة ألا تظن ان القصيدة الشعبية هي تراث لا يندثر خليجيا؟
- كانت القصيدة الشعبية إلى ما قبل نحو 30 سنة تتماشى معي جنبا إلى جنب مع القصيدة الفصحى.. أما الآن فالأقرب إلى قلبي هي القصيدة الفصيحة، وإن كنت أحُـنُّ أحيانا إلى الشعبية وأسترجع قدرتي على كتابتها بنصوص قصيرة بين فترة وأخرى، وقد أصدرت مؤخرا مجموعة من (بقايا) قصائدي الشعبية القديمة التي لم يسبق نشرها أسميتها (حَكُّوكة)، وهي كلمة شعبية خليجية تعني بقايا الأرز المحروق الملتصق بقاع القِـدْر.. وأرى أن الفصيح أكثر خلودا وفهما من الشعبي الذي يكون محصورا في منطقة وإقليم معين.. فقد لا يفهم الأخ المواطن الموريتاني مثلا قصيدة باللهجة الأحسائية الدارجة، لكن لو قلت قصيدة فصحى لفهمها وتفاعل معها..
نعم للقصيدة الشعبية دور كبير ورئيسي في رصد وحفظ التراث الشعبي الخليجي، وحتى العربي (كلٌّ في قُـطْرِه) بما قد تعجز عنه القصيدة الفصيحة.. وهي مصدر ومرجع هام للغاية للباحث التراثي والشعبي.. لكن تبقى القصيدة الفصيحة كما قلت أكثر خلودا واتصالا بكل من يتكلم العربية.
{ تحديات العصر الحديث وما يُسمّى ما بعد الحداثة، ألهذا توجهت نحو المقالة والكتابة في المجلات؟ وما أهم المقالات التي تعيد قراءتها؟
- جاءت المقالات معي بصورة تدريجية بعد شوط قصير من التجربة الشعرية الشعبية والفصيحة.. فوجدتني أكتب بداية رسائل إعجاب إلى بعض المحررين والكُتّاب والصحفيين، أو انطباعات عامة في المطبوعات التي أقرأوها.. ثم تدرّج الأمر وأصبحْتُ أكتب الخاطرة والمقالة وأستهوي نشرها بل استهوي أن أجد اسمي منشورا في صحيفة أو مجلة بعد كتابة مقال.. وهذا لم يحدث حين أكتب وأنشر قصيدة..
ويمكنك القول أن الكتابة النثرية جاءت متوازية مع الجانب الشعري، ولم يكن توجهي للمقالة محاكاة أو مجاراة للحداثة أو غيرها.. بل هي هواية أخرى وُلِدَت إلى جانب الشعر، أما المقالة التي أعيد قراءتها فلا أعيد قراءة مقالاتي أبدا إلا في حال مراجعة أو أعادة إرسال الى جهة ما تريد تلك المقالة.. وإعادة قراءة المقالات لديّ تقتصر على قراءة مقالات الآخرين.
{ الشعر رأس الهرم، لماذا لن تتفرّغ للشعر فقط؟
- يمكنك القول أنني متفرّغ للشعر إلى حد كبير، وان كنت أشارك بالنثر هنا وهناك.. لكن ذلك لم يؤثر على الجانب الشعري.. فالشعر عندي هو الأساس.
{ ألا تظن اننا في تقوقع أدبي شامل والقصيدة تحتاج لقوة جذب كي نعيد مجدها؟
- لا أظن ذلك.. والشعر العربي في رأيي ما زال يحافظ على وهجه ومكانته، ودونك هذه المسابقات والبرامج والجوائز الشعرية المتتالية في الخليج والوطن العربي، التي تخرّج لنا كل يوم شعراء جميلين، إلى جانب الدواوين والمطابع ودور النشر ومعارض الكتب الممتدة زمانا ومكانا في مختلف الدول العربية ومدنها وطوال العام.. وكذلك ما ينشره الشعراء الكبار والشباب في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
أما إذا كنت تقصدين عدم توجه كثير من الناس للشعر.. في العصر الحاضر فان الشعر بقي في كل العصور السابقة واللاحقة الفن العربي الأول والمميّز الذي تحتضنه النخبة لا السواد الأعظم من الناس..
{ ما الذي يخبرنا به الأديب محمد الجلواح عن القصيدة الشعبية حاليا في الخليج بشكل عام؟
- ليس عندي ما يمكن الإخبار به.. فمنذ ابتعادي عن الساحة الشعبية الخليجية وعدم متابعتي لأخبارها واتجاهي للفصحى.. ليس عندي ما يمكن أن أقوله عنها سوى ما ذكرته في الإجابة السابقة وهو ان القصيدة الشعبية المحلية قادرة على رصد التراث الخليجي بشكل كبير.. لكنني ألمح من سؤالك سؤالا آخر هو: هل هناك تجديد أو أسماء قديرة شابة في الوسط الشعبي؟.. الإجابة نعم قد لا تخلو الساحة من ذلك.
{ من البساطة الشعرية الى الصقل الأدبي، هل هذا هو الهدف الحالي عند الشعراء ومن ضمنهم أنت؟
- هو في الحقيقة أحد الأهداف، فالجودة مطلوبة من كل مبدع مثابر ومواصل في كتاباته شعرا أو نثرا..
{ هل أنت راضٍ عن مسيرتك الأدبية حتى الآن؟ وما هي رؤيتك في هذا العصر؟
- الحمد للّه راضٍ إلى حد كبير.. ولو شعرت أنني غير راضٍ سأبقى قلقا، والشعور بالرضى أو أنك تعيش حالة الرضى والتصالح مع منجزك هو أحد وسائل الاستمرار والبحث عن الجديد وعن الأجمل والأفضل؛ لأنك إذا أشعرت نفسك بأنك غير راضٍ أو ان هناك عدم رضا.. ستبقى منشغلا بتحقيق هذا الرضا الذي لن يأتي.. فالحمد للّه على كل ما أعطى ورؤيتي أن تتحقق جميع آمالي الخضراء شعرا ونثرا..